# عودة الى حواره مع السوريين.. اللقاء الاخير، قال له الرئيس الاسد انه ((بيسوى قبل ان تعمل شيئاً ان تراجعنا)) كأنه ضابط مخابرات يوصي احد اتباعه، ألا يفعل شيئاً الا بأمره قبل هذا اللقاء حصل انقطاع، لماذا هذا الانقطاع بين المفتي الشهيد والرئيس حافظ الاسد؟ هل طلب مواعيد ولم تحدد له مع الرئيس الاسد او مع نائبه؟
حقيقة، ان هذا الانقطاع بدأ منذ اغتيال الرئيس رشيد كرامي عام 1987.
# ماذا حصل، يبدو وكأن هناك صداماً حصل مع عبدالحليم خدام؟
في حزيران/يونيو عام 1987 اغتيل الرئيس رشيد كرامي في ايام عصيبة. كان لبنان يتوقع نوعاً من حالة انتقالية الى الافضل.
# كان هناك حوار بين كميل شمعون ورشيد كرامي وقيل ان هناك اتفاقاً بين الاثنين؟
الساحة كانت مؤهلة لحلٍ ما، لأن اللبنانيين يومها كما يقول المثل العامي: ((يتمسكون بحبال الهواء))..
# وكان هناك ثوابت اسلامية اعلنها المفتي الشهيد وبالاتفاق مع الامام محمد مهدي شمس الدين..
نعم في العام 1982 اعلن الشهيد الثوابت الاسلامية العشر، بعد انتخاب الرئيس امين الجميل، وكان هناك تجاوب من الرئيس امين الجميل، بعد انقطاع طويل معه اصبح هناك فرصة للحوار وللحل في جو لبناني بمساعدة سورية، هذا الجو المطمئن دعا الشيخ حسن خالد الى الخروج من لبنان والقيام بجولة عربية لتأمين الدعم لهذا الحل.
# من زار؟
زار بعض الملوك والرؤساء العرب، لوضعهم في هذا الجو الايجابي طالباً منهم ان يساهموا بكل امكاناتهم لدفع هذا الحوار، حيث زار السعودية ومصر والكويت والامارات العربية المتحدة.
# هل زار الاردن او العراق؟
لم يزر العراق نظراً للخلاف السوري – العراقي، وهذا قسم من المشكلة العربية، وتجنباً للحساسيات.
اغتيل رشيد كرامي، وكان المفتي خارج لبنان، قطع زيارته للسعودية وعاد الى لبنان، وعند وصوله الى المطار، كانوا يعلمون انه يريد الذهاب الى طرابلس للمشاركة في التشييع فطلب منه احد الاجهزة اللبنانية نقلاً عن الاجهزة السورية عدم الذهاب الى طرابلس، وبعد اصراره كانت النصيحة الثانية، انه يتم تأمين طائرة مروحية لنقله الى الشمال، فأصر على الذهاب بالسيارة، ليقول لكل اللبنانيين بأن الاراضي اللبنانية هي اراض لكل اللبنانيين، وان كل اللبنانيين المتقاتلين هم ابنائي وهم اخواني وانا على استعداد لمواجهتهم ولاثبت للعالم اجمع بأن اللبنانيين هم في صف واحد انما بحاجة الى من يدفع هذه المسيرة الى الوحدة.
# كلامه جاء من وحي ما يعتقده اتفاقاً بين الراحلين رشيد كرامي وكميل شمعون؟
اعتقد ان هذا هو اولاً ايمانه لانه لم يقطع مع كل القيادات المسيحية العقلانية منذ الحرب اللبنانية وحتى لحظة استشهاده. دائماً كان على تواصل تام. كان يقول بأن الحرب عليّ وعلى البطريرك صفير، وكان يقول لنا ان هناك محاولات لاغتياله ولاغتيال البطريرك صفير. ولماذا تقصف ((بكركي)) و((دار الفتوى)) في اليوم نفسه. انا افهم ان تقصف بكركي، ولكن من يقصفها ويقصف دار الفتوى، هذا يعني بأن المصدر واحد. فغادر الى طرابلس بسيارته، وفوجىء على الطريق بعكس ما صوروا له، في كل منطقة كان يمر بها، كانت الميليشيات المتحاربة تقف وتؤدي له التحية وتنـزله بالقوة من سيارته وتكرمه اشد التكريم. وهذا اثار نقمة الاجهزة الامنية. لان الشيخ المفتي حسن خالد فتح موضوعاً كان مطوياً وهو موضوع الحوار. وكان سلعة ليتاجروا بها ولتأجيج الحرب. وصل الشيخ حسن خالد الى طرابلس ودخل منـزل الشهيد رشيد كرامي فوجىء بنائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام واقفاً امام زعماء المسلمين في لبنان (اللقاء الاسلامي) وهم قابعون في اماكنهم ورؤوسهم في الارض وهو يحاضر بهم ويهددهم ويؤنبهم، ويقول لهم كيف تتجرأون على اختيار الرئيس سليم الحص رئيساً للحكومة من دون الرجوع اليّ، وهنا جن جنون المفتي حسن خالد لانه رأى في هذا المنظر الرهيب نهاية ليس للبنان بل نهاية للمبادىء والاخلاق والدين والعروبة ولكل مفهوم تربينا عليه، فوقف وبأعلى صوته حذر خدام ومن ارسله بأن هذا الكلام لن يقبل به ابداً، وان هذا الموضوع هو موضوع داخلي، يخص المسلمين واللبنانيين، وبأنهم سيختارون من يشاؤون لرئاسة الحكومة، وان هذا الكلام ليس موضعه اليوم، ولأن بين يدينا شهيد كبير، يجب ان نعلم لماذا قُتل. ليس المهم ان نعرف من قتله، بل يجب ان نعرف لماذا قتل الشيخ حسن خالد لم يكن يهاب من ذكر كلمة الحق.
[ الصفحة التالية ] [ الصفحة السابقة ]