آل الهشّي
منهم المؤرّخ د. سليم حسن وفرعهم البيروتي اعتنق مذهب التوحيد
من الأسر البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، لا سيما إلى قبيلة الهشي والهشاشنة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، وقد انتقلت قبيلة الهشة إلى العراق، وشاركت في معركة القادسية التي انتهت بهزيمة الفرس، ثم شاركت القائد عمرو بن العاص في فتوحات مصر وبرقة وزويلة وطرابلس الغرب، واندفعت تحت قيادة القائد عبد الله بن سعد في فتوحات ما تبقى من المغرب العربي.
ويشير المرحوم المؤرّخ البيروتي الدكتور سليم حسن هشي في كتابه «دروز بيروت – تاريخهم ومآسيهم، ص 203-207» أنه في مطلع عام 670م شاركت عشيرة الهشي القائد عقبة بن نافع في فتوحات بقية المغرب العربي الذي أصبح تابعاً لولاية مصر. وفي مطلع عام 707م سقطت طنجة بأيدي العرب، فاستقرت عشيرة الهشي هناك أكثر من قرنين من الزمن. ثم لأسباب سياسية وعائلية استقر قسم من العشيرة في الجزائر، وما يزال حتى اليوم، في حين انتقل قسم آخر منها إلى طرابلس الغرب، وانضم هذا القسم إلى الجيش الفاطمي الزاحف نحو مصر بقيادة القائد جوهر الصقلي فاستقر فرع فيها، ثم شارك قسم من العشيرة مع الجيش الفاطمي في السيطرة على فلسطين واستقر فرع منها في القدس وحيفا ويافا وما تزال أسرة الهشي حتى اليوم في تلك المدن الفلسطينية.
ورأى فريق من عشيرة الهشي الاستمرار مع الجيش الفاطمي في زحفه نحو الساحل اللبناني، فاستقر في بيروت وما يزال هذا الفرع من الأسرة مستقراً في مناطق عديدة في غربي بيروت.
ومن المعروف أن عشيرة الهشي كانت على مذهب أهل السنة والجماعة واستمرت على هذا المذهب في الولايات العربية، باستثناء الفرع البيروتي واللبناني الذي سبق له أن اعتنق المذهب التوحيدي الدرزي منذ أن التحق ذلك الفرع بالجيوش الفاطمية، وفي بيروت برز في هذه الفترة أحد مشايخ عشيرة الهشي الشيخ شهاب الدين بوهشة الذي أقام مع أسرته في بيروت في المنطقة المعروفة باسم «كرم الصوراني» خلف محطة الديك بين شارع ابن سينا وشارع رستم باشا، وفي بيروت بدأت أسرة الهشي تتكاثر وتنتشر على طول الساحل البيروتي مشاركة في الدفاع عن ثغر بيروت المحروسة ضد الأعداء الإفرنج.
أنجب الشيخ شهاب الدين الهشي ثلاثة ذكور هم السادة المشايخ: علي، حسين، وشرف الدين، ونظراً للتطورات الأمنية والسياسية، وتعرض الأسرة لاضطهادات سياسية من قبل بعض ولاة المماليك، الأمر الذي اضطرها لمغادرة بيروت إلى الشبانية في جبل لبنان، غير أنها عادت مجدداً إلى بيروت مع مطلع الحكم العثماني لبلاد الشام عام 1516، وعادت عشيرة الهشي مجدداً إلى مجدها القديم مع تبوء الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير (1572-1635) الحكم في جبل لبنان وبيروت، وقدر لهذه العشيرة زعيم بارز هو الشيخ ناصر الدين الهشي الذي جمع العشيرة حوله، وتملك العديد من العقارات والأملاك في مناطق رأس بيروت والروشة وكرم الصوراتي وعين المريسة وسواها، وتعاطى مع أبناء عشيرته الزراعة والصناعة والتجارة وتربية المواشي جنباً إلى جنب في الدفاع عن بيروت المحروسة وعن ثغرها البحري.
أنجب الشيخ ناصر الدين الهشي السادة المشايخ: شداد، مقدار، ويوسف ومن أحفاده المشايخ: علي ورشيد، شرف الدين، علاء الدين، بهاد الدين، شهاب الدين الثاني، وديع، يوسف، خليل، سليم بن وديع الهشي، وديع الثاني، مسعود، معروف، عبد المولى، عبد الله يوسف، حسين، يوسف الثاني، أمين، إبراهيم، عزيز، خليل الثاني، مرشد، سعيد، سامي، سمير، فادي، أمير، منيب، معروف، سعيد، وديع الثالث، نبيه، نبيل، نديم، يوسف الثالث، فؤاد، رامز، وهيب، شكيب.
أما سليم الهشي فقد أنجب حسن الأول ومحمد وحسن الثاني. ومن الأحفاد: سليم ونبيل، بينما حسن الثاني أنجب توفيق وصلاح وعفيف وسليم، وتوفيق وصلاح الذي أنجب إلياس ويوسف، بينما عفيف الهشي أنجب كل من وليد وزياد وجهاد.
أما فيما يختص بالمرحوم المؤرّخ الدكتور سليم حسن الهشي أستاذ التاريخ والآثار في الجامعة اللبنانية، فإنه توفي دون أن يقترن بزوجة. ومن الأحفاد يوسف وحسين ونجيب الهشي، وعزيز وديع الهشي عضو جمعية التضامن الخيري الدرزي في بيروت.
والحقيقة، فقد استطاعت أسرة الهشي البيروتية أن تسهم إسهامات وطنية وقومية ونضالية وإسلامية عبر تاريخها الطويل، فضلاً عن دورها في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والخيرية والوقفية والعلمية.
أما هشي لغة فهي صفة لقبيلة الهشي والهشاشنة العربية، أطلقها العرب على الرجل القوي الذي يحدث الهشاشة والضعف لدى الآخرين.
المؤرّخ البيروتي د. سليم الهشي يوم تخرّجه من جامعة السوربون الباريسية