آل هواري
من أصول قبلية.. تولّوا القيادة والزعامة والوجاهة أينما حلّوا
من الأسر الإسلامية البيروتية والصيداوية والبقاعية واللبنانية والسورية والعربية. تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس. وقد استطاعت هذه القبيلة مع أسرها أن تتولى القيادة والزعامة والوجاهة أينما توطنت نظراً لمكانتها وقوتها السياسية والاجتماعية والعسكرية منذ العصور الإسلامية الأولى حتى العهد العثماني.
وفي مصر، باتت قبيلة «هوارة» في مقدمة القبائل والجماعات الأساسية الداعمة للدولة العثمانية أو التي كانت تشكل خطراً عليها، وقد اعترف العثمانيون بزعامتها وحكمها لصعيد مصر في القرن السادس عشر، وكان زعيمهم همام شيخ بدو هوارة. وكانت هذه الأسر قبل قدومها إلى مصر تعيش في الأندلس والمغرب العربي، فقد استقرت في الأندلس منذ القرن التاسع الميلادي على الأقل، وهي تعود بأصلها إلى قبيلة هوارة المغربية، وقد تولى أحد زعماء القبيلة المُلك في الأندلس وهو الملك المأمون يحيى بن إسماعيل بن ذي النون، وذلك عام 435هـ-1083م. وكان بنو هوارة يعتبرون في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي سادة وأصحاب شأن في شمالي الأندلس، كما تولوا القيادة العسكرية في قرطبة وطليطلة وسواها من المدن الأندلسية (بيروت المحروسة، ص 274-275).
هذا، وقد عرفت بيروت وبلاد الشام جند الهوارة في العهد العثماني، وقد أشارت المصادر التاريخية إلى إجراءات وإسهامات فرق الهوارة، ومن بين تلك المصادر كتاب الأمير حيدر الشهابي «الغُرر الحِسان في أخبار أبناء الزمان، جـ1، جـ2، جـ3) (بين صفحات 66-823) كإشارته عام 1820 إلى حضور مئة خيال هوارة إلى صيدا (ص 656) ولوحظ بأن الخيالة الهوارة كانت تعمل جنباً إلى جنب مع الفرق الدالاتية ومع فرق الأرناؤوط. كما أشير إلى الحاج محمد آغا نعمان وإبراهيم آغا وموسى آغا الحاسي من أغاوات الهوارة (ص 712).
ويبدو أن جنود الهوارة كانت أعدادهم كبيرة في المقاطعات اللبنانية، نظراً للمسؤوليات العسكرية الموكلة إليهم. وقد أشار الأمير حيدر الشهابي في أحداث عام 1824 إلى أن الوالي عبد الله باشا أرسل الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير نحو ثلاثة آلاف من الهوارة، وجملة ضباط من الدالاتية والأرناؤوط والمغاربة (ص 766).
ومن الملاحظ من خلال تاريخ الفرق العسكرية (الهوارة) بأن انتشارها العسكري كان واسعاً في مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس، لهذا بات لفظ الهواري صفة لمن انتسب إلى هذه الفرق العسكرية في جميع الولايات والمقاطعات العربية، لهذا لا قرابة بين كل من حمل هذه الصفة، على غرار فرق الدالاتية وفرق الأرناؤوط وسواهما.
وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر لا سيما (السجل 1259هـ، ص 18-22) إلى السيد أسعد الهواري المتوطن في باطن بيروت قرب باب الدركة، وهو ابن قاسم الهواري أحد وجهاء بيروت في منتصف القرن التاسع عشر (التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في بيروت، ص 340).
كما أشار السجل (1281-1282هـ، ص 711) إلى السيد حسن بن أحمد بن علي الصومعي الهواري، والسيد أحمد بن عثمان بن محمد العمراني الهواري.
عرف من أسرة الهواري في بيروت الصحافي ياسر هواري ومن البقاع الصحافي الدكتور زهير هواري المسؤول السابق عن الصفحة الثقافية في صحيفة «السفير» البيروتية، والأستاذ المحاضر في كلية الآداب – جامعة بيروت العربية وفي الجامعة اللبنانية. كما عرف من الأسرة في مصر الدكتور حسين هواري، وعرف في بيروت السادة: إبراهيم، أحمد، أنور، الطبيب الدكتور حسين علي الهواري، خضر، خليل حسن، خليل محمد، الحاج ديب العضو المؤسس لرابطة الشباب الإسلامي المثقف في منطقة عائشة بكار ومسجد عائشة بكار، رضوان، سمير، صالح، عبد الناصر، عثمان، غسان، فتحي، فهد، محمد، محمد جمعة، محمد يحيى، مصباح، مصطفى، موسى، نبيل، هلال هواري وسواهم. وبالرغم من أن أسرة هواري من الأسر البيروتية واللبنانية القديمة غير أنها ما تزال قليلة العدد إلى اليوم. كما لاحظت بأن بيروت شهدت أسرة هواريان الأرمنية، وهي قليلة العدد أيضاً.
أما هواري لغة فهي نسبة إلى قبيلة هوارة العربية، والهواري هو الرجل أو العسكري الجريء المقدام الذي يمشي في مقدمة الجيش.
الصحافي الراحل ياسر هواري