آل ولي
طرابلسيون وبيارتة لبنانيون اعطوا بيروت ولبنان العلامة الشيخ طه
من الأسر الإسلامية الطرابلسية والبيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس. وقد توطنت الأسرة في طرابلس الشام، بعد انتشارها السابق في مناطق عربية عديدة سواء في المغرب العربي أو المشرق العربي. وتشير مصادر أسرة الولي أنها في الأصل من أسرة كبّارة الذي تميز أحد أجدادها بالعلم والزهد والتصوف وبالمرجعية الدينية تعرف باسم الولي.
وممن عرف من العرب المسلمين القدامى باسم «الولي» المحدث أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضلي العجلي الدقاق المعروف بالولي البغدادي ت 355هـ، وقد روى عنه المحدث أبو إسحاق الطبري والمحدث عبد الله بن محمد بن الفلو وسواهما (ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب، جـ3، ص 373).
عرف من أسرة الولي في العهد العثماني علي بك حسيب الحاج علي الولي أحد أعيان طرابلس، كما عرف منذ نهاية العهد العثماني وعهود الانتداب الفرنسي والاستقلال المفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد طه الولي الذي ولد في طرابلس عام 1921 وعاش منذ نعومة أظفاره في بيروت المحروسة وتوفي فيها عام 1996.، وفي ما يلي نبذة عن سيرته:
1- مواليد طرابلس المحروسة عام 1921، بيروتي الإقامة والهوى والانتماء والوفاة.
2- تلقى الشيخ طه الولي القرآن الكريم والدين واللغة العربية في «الخوجاية» في طرابلس.
3- انتقل صغيراً إلى بيروت فالتحق في «مدرسة التوفيق» التي أسسها الشيخ محمد توفيق خالد مفتي الجمهورية اللبنانية الأسبق.
4- انتقل إلى مدرسة الحرج التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. ثم وبالاتفاق مع والده التحق في الكلية الشرعية في بيروت، واستمر في هذه الكلية التي عرفت فيما بعد باسم «كلية فاروق الأول الشرعية» إلى أن نال الشهادة الشرعية وتخرج منها شيخاً عام 1940.
5- في عام 1948 انتقل الشيخ طه الولي إلى القاهرة حيث التحق بكلية أصول الدين في الجامع الأزهر الشريف.
6- وبعد تخرجه من هذه الكلية، التحق بكلية الحقوق في جامعة فؤاد الأول التي عرفت فيما بعد باسم جامعة القاهرة، كما حصل على إجازة في الحقوق من الجامعة اليسوعية في بيروت.
7- الأمر اللافت للنظر، أن الشيخ طه الولي لم يمارس عملاً مرتبطاً بتخصصه الديني أو بمشيخته باستثناء عدة سنوات شغل فيها مساعداً قضائياً في المحكمة الشرعية في بيروت 1940-1947.
8- التحق بعد فترة بدار الكتب الوطنية في باطن بيروت بسبب ميوله للكتاب والتأليف.
9- استمر في منصبه حتى عام 1972، غير أنه في فترة توليه الوظيفة هذه، فقد التحق بالمكتبة الوطنية العامة في ڤيينا عام 1968، ونال منها شهادة في «علم المكتبات».
10- في عام 1972 عين مستشاراً ثقافياً وصحافياً لحكومة جمهورية تشاد في بيروت واستمر في هذا المنصب حتى عام 1976.
11- على الصعيد النضالي؛ فقد أسهم الشيخ طه الولي منذ أن كان فتى يافعاً في الحركة الوطنية ضد الانتداب الفرنسي.
12- سجن للمرة الأولى وكان في سن الرابعة عشرة من عمره، ثم سجن من قبل الفرنسيين في بيروت وفي قلعة راشيا الوادي أكثر من اثنتي عشرة مرة، كما اعتقله الإنجليز عقب دخولهم إلى بيروت عام 1941.
13- استمر نشطاً في الحياة السياسية والوطنية طيلة عهود الاستقلال، غير أن ما يميز الشيخ طه الولي أنه كرس حياته الطويلة من أجل التأريخ لبيروت ولتراثها، والتأريخ للإسلام وللمسلمين ولمساجدهم ولحضارتهم المجيدة.
{ من مؤلفات الشيخ طه الولي:
1- عبد الرحمن الأوزاعي شيخ الإسلام وإمام أهل الشام.
2- تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت.
3- بيروت في التاريخ والحضارة والعمران.
4- المساجد في الإسلام.
وسواها من المؤلفات والمقالات والدراسات العديدة.
15- تميز الشيخ طه الولي بأنه كان باحثاً إسلامياً متميزاً وجريئاً وكان يملك مكتبة نادرة من المصادر العلمية الأساسية، وقبل وفاته بسنوات وقفها وقفاً خيرياً عاماً للمعهد العالي للدراسات الإسلامية، وسجل هذه الوقفية في المحكمة الشرعية في بيروت. وبالفعل فبعد وفاته يوم الخميس في 15 ذي القعدة عام 1416هـ-4 نيسان 1996 في عرمون، ودفنه في جبانة الإمام الأوزاعي، نقلت مكتبته الموقوفة إلى المعهد العالي للدراسات الإسلامية التابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ونظراً لأهمية محتوياتها ومصادرها ووثائقها، فإن الباحثين يستفيدون منها استفادة كبرى ويتلون الفاتحة عن روحه بسبب هذه المكتبة التي تمثل الصدقة الجارية.
وبمناسبة وفاة الشيخ طه الولي عام 1996، وتكريماً له فقد فتح صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني دار الفتوى لتقبل التعازي به باعتباره عالماًً من علماء المسلمين في بيروت وطرابلس.
هذا، وبالرغم من أن العلامة الشيخ طه الولي طرابلسي الأصل، غير أنه لا يمكن أن ننكر بيروتيته لإقامته في بيروت طيلة حياته مع أفراد عائلته، ولأثره الكبير في تاريخ بيروت وتراثها ولفضله العلمي الواسع في تاريخ المحروسة.
عرف من أسرة الولي في بيروت الأستاذ الجامعي الدكتور سعيد الولي والسادة: حسين علي، رياض محمد، علي، محمد الولي وسواهم.
والولي لغة، هو الرجل المسلم الذي يتميز بكثرة العلم والتدين، وهو المرجعية الإسلامية التي يقصدها الناس ويولونها أمورهم الدينية والدنيوية، فهو الولي وجمعها أولياء الله.
العلامة الشيخ طه الولي