آل يونس
متواجدون في مختلف الطوائف اللبنانية.. برزوا في السياسة وإدارة الأعمال والفن
من الأسر الإسلامية والمسيحية والشيعية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي. ويشير المؤرخ الدكتور سليم الهشي في كتابه «دروز بيروت: تاريخهم ومآسيهم، ص 208-211» من أن أسرة يونس الدرزية البيروتية تتحدر من قبيلة الكرطان العراقية المعروفة بشدة بأسها وكثرة بطونها وأفخاذها في بلاد الرافدين. وقد أسهمت هذه القبيلة في الفتوحات العربية والإسلامية لبلاد العراق بقيادة القائد سعد بن أبي وقاص، كما شاركت في معركة القادسية.
استقرت عشائر وقبائل الكرطان في العراق في مناطق الحماميات وفي الدجيلة وفي الحلاّن والفحيل واليوسفية، وقد تفرعت إلى عدة عشائر مقاتلة أهمها: البو يُونُس، بو فارس، بو سليمان، بو حبيب، بو سيخان، بو حسن، بو سويد، بو جبر.
ونتيجة لأوضاع العراق العسكرية والأمنية والسياسية المتردية، فقد هاجرت عشيرة البو يُونس عام 905م إلى شمال سوريا لا سيما بين حلب وانطاكية وجبل السُماق وفي البلاد السورية. وبعد انتشار الدعوة الدرزية في مطلع القرن الحادي عشر اعتنق الكثير من عشيرة البو يونس هذه الدعوة. وفي مطلع عام 1120م شاركت قبيلة البو يونس الدولة الزنكية في الدفاع عن بلاد الشام ضد الصليبيين الإفرنج وقد أبلى أفراد قبيلة البو يونس مع المعنيين بلاءً حسناً.
وفي مطلع عام 1122م تم الاتفاق بين الزنكيين والمعنيين على حماية الثغور والسواحل في بلاد الشام من هجمات الصليبيين الإفرنج. وفي هذه الفترة برزت بشكل واضح إسهامات قبيلة البو يونس في الدفاع عن الأراضي العربية والإسلامية ضد الصليبيين والمغول سواء في مناطق وادي التيم أو البقاع أو مناطق أخرى. ثم اضطر أفراد القبيلة النزوح إلى قرية دير قوبل والاستقرار فيها. وفي عهد الأمراء الشهابيين ونتيجة للصراع بين البشيرين: الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير والشيخ بشير جنبلاط، تعرض آل يونس مجدداً لأوضاع أمنية غير مستقرة وغير مطمئنة، مما اضطر قسم منهم للنزوح إلى بيروت المحروسة، واستقروا أولاً في منطقة ساقية الجنزير إزاء البحر، وذلك برعاية ورئاسة أحد زعماء القبيلة الشيخ الجليل عبدالله يونس الملقب بالنمر. وقد اضطر الشيخ عبدالله يونس للاشتغال بنقل الرمال من ساحل خلده إلى مختلف أنحاء المناطق البيروتية، ثم تعاطى الزراعة وتربية المواشي، فتحسنت أحواله المادية والاجتماعية. رزق بولدين هما يونس وعباس، ومن سلالته وأحفاده السادة المشايخ: عبدالله، علي، سعد الدين، عبدالله الثاني، سليم، فؤاد، عبدالله الثالث، سبع، نمر، وغزال وسواهم.
هذا، وقد أسهمت أسرة يونس عبر تاريخها بالجهاد والنضال والدفاع، بما فيه مشاركة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى بين أعوام (1914-1918)، كما أسهمت في جميع المعارك الوطنية والقومية.
ولا بد من الإشارة بأن بيروت المحروسة شهدت بعض الفروع من آل يونس من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية، وهي عربية الأصول والجذور. وقد أشار السجل (1259هـ) (ص 50) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى سكن السيد يوسف يونس في باطن بيروت في القرن التاسع عشر. كما عُرف بعض الأمراء اللبنانيين ومن بينهم المعنيين واللمعيين باسم الأمير يونس. وعرفت حارة ومنطقة في طرابلس في القرن التاسع عشر باسم حارة بيت يونس. كما عرفت منطقة مهمة في بلدة الجيّة الساحلية باسم منطقة النبي يونس، وفيها مسجد النبي يونس. كما أطلق على مدينة في غزة في فلسطين اسم خان يونس؛ وفي دار القمر قصر الأمير يونس المعني.
برز من الأسرة الدرزية الكثير ممن عمل في الميادين الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والسياسية منهم على سبيل المثال الوزير الأسبق سامي يونس، ورجل الأعمال الشيخ رسامني يونس وأولاده، والسادة المشايخ: أنيس يونس عضو لجنة دار الطائفة الدرزية، والدكتور عفيف يونس، والمهندس عصام يونس وسواهم. كما عرف من الأسرتين المسيحية والإسلامية السادة: جرجس بك يونس مدير ناحية تنورين عام 1918، ونجله مسعود بك يونس المتوفى عام 1951، انتخب نائباً عن منطقته لمدة ثلاث دورات انتخابية، كما انتخب شقيقه نائباً عن المنطقة. كما برز الدكتور مانويل يونس الذي كان نائباً في المجلس النيابي ورشح لرئاسة الجمهورية عام 1976، وجورج يونس المدير العام الأسبق لوزارة التربية الوطنية، وجورج يونس ناظر ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للبنين قبل عام 1975، والدكتور فائق يونس النقيب الأسبق لأطباء لبنان. كما برز من أسرة يونس الأستاذ الجامعي الدكتور صادر يونس الرئيس الأسبق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية. كما عرف الدكتور أسعد يونس والطبيب الدكتور حسين يونس والسادة: إبراهيم، أحمد، إلياس، إميل، أنطوان، بطرس، بلال، جان، جورج، حسن، حسني، حسين، حمزه، خالد، ديب، روبير، زكريا عبد الرحمن، سامر، سامي، سعد الدين، محمد، سمير، عادل، عارف، عبد الحفيظ، عبد العزيز، عبدالله، عثمان، عزمي، عصام، الطبيب الدكتور علي يونس، غازي، عدنان، فارس، فوزي، قاسم، قيصر، محمد، محمود، مختار، مدحت، مصطفى، منير، ميشال، ناصيف، وليد، يوسف، يونس يونس والشقيقتان الفنانتان نزهة وهيام يونس وسواهم الكثير.
أما يُونس لغة واصطلاحاً فهو لقب لأحد أنبياء الله عز وجل الذي ورد ذكره في سورة النساء، الآية (163) وسورة الأنعام، الآية (86) وسورة يونس، الآية (98) وسورة الصافات، الآية (139) التي جاء فيها بسم الله الرحمن الرحيم: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}. وترتبط بالنبي يونس حادثة الحوت {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ* فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (سورة الصافات: الآيات 142-144). وقد أطلق العرب القدامى من جميع الأديان اسم «يُونُس» على أولادهم، وهو لفظ سامي مشتق من الأنس والمؤانسة بمعنى الأليف والمؤالفة وهي عكس التوحش، ومنها يؤانس مؤانسة أي ملاطفة. كما أن اليُونُس تأتي بمعنى الرجل الطيب أو النفس الزكية والطيبة، وقد أطلق الفراعنة اسم يونس على أبنائهم تيمناً بالملك أيونيس كما تشير بعض المصادر. ولا بد من الإشارة إلى أن ابن الأثير في كتابه «الُلباب في تهذيب الأنساب، جـ3، ص 421-422» يشير إلى علماء عرفوا باسم يُونُس، كما أشار إلى طريقة دينية عرفت باسم «اليُونُسية».