العلّامة الشريف الشيخ محمد توفيق الهبري (1869-1954)
1- ولد في بيروت المحروسة عام 1869.
2- نشأ في أسرة متدينة، وتلقى العلم الشريف من توحيد وفقه وحديث وتفسير على مشايخ عصره مثل خاله الشيخ عبد الرحمن الحوت والشيخ حسن مدور والشيخ محمد الكردي الملكاني، واكتسب حظاً وافراً من علماء المغرب ودمشق والهند الوافدين على بيروت المحروسة.
3- عام 1909 صدر الفرمان العثماني من والي بيروت بتعيينه خلفاً لوالده بإمامية جامع عين المريسة، وفي أيلول 1912 عُيّن إماماً لجامع القنطاري.
4- بدأ حياته التجارية بسوق العطارين غربي الجامع العمري الكبير، وصار له باع طويل في التجارة والصناعة. انتخب عضواً في لجان البناء والمالية والأجور في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية. كان اليد اليمنى لعبد الجبار خيري في تأسيس الحركة الكشفية، وقد أعطاه كل دعم مادي ومعنوي لازم، فهو التاجر المحنك والصناعي الرائد ورجل الثقافة والتربية. عمل بصناعة استخراج الزيت والصابون، وكان متعهداً لتموين الجيش العثماني، وصاحب مصنع للأبواب الحديدية والوكيل الحصري لسيارات كاديلاك منذ عام 1908، ثم وكيلاً لسيارات فورد منذ عام 1914، ثم آلت هذه الوكالة إلى نجله الوزير خليل بك الهبري.
5- التأمت لجنة الكشاف السوري في 30 أيلول 1920 وانتخب الشيخ محمد توفيق الهبري رئيساً مؤقتاً ومحيي الدين ال كاتباً مؤقتاً من قبل الهيئة المؤلفة من السادة: أمين بيهم، محمد سعيد دبوس، سعد الله عيتاني، مصباح عيتاني، نجيب عيتاني، رائف فاخوري، أحمد اياس، محمد عمر منيمنة واستمرت اللجنة حتى عام 1926.
6- قام برعاية مشروع أول جامعة إسلامية على الطراز الحديث في بيروت عام 1908، عرفت باسم «دار العلوم».
7- احتضن الشيخ محمد توفيق الهبري الحركة الكشفية فتفرغ لها وأعطاها من جهده نيفاً وثلاثين عاماً من 1920 حتى 1954 كرئيس لمجلس العمدة.
8- شغل منصب رئيس لجنة المدارس في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وفي أيامه تم التبادل بين جمعية الكشاف المسلم في لبنان وجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بخصوص تنازل جمعية الكشاف المسلم في لبنان عن بيت الكشاف في منطقة الحرج، وشراء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية قطعة أرض في بئر حسن لمصلحة جمعية الكشاف المسلم في لبنان.
9- يحمل وسام الاستحقاق اللبناني المذهب عام 1942، ووسام الأرز الوطني عام 1950.
10- بعد وفاته تم تعديل نظام جمعية الكشاف المسلم في لبنان وألغي منصب رئيس العمدة والمفوض الأول، وأستعيض عنهما بمنصب رئيس الجمعية الذي أصبح يتولى رئاسة العمدة والمقر العام في آن واحد.
11- عام 1899 اشترى الحاج محمد علي الهبري قطعة أرض من الحاج خليل بن حسن بن مصطفى الشيخ والحاج عبد الله بيهم بمحلة ميناء الحصن خارج مدينة بيروت آنذاك، وباشر مع نجله الشيخ محمد توفيق الهبري بتأسيس وإنشاء أول مدرسة إسلامية نظامية بمؤازرة وتشجيع وجهاء البلدة الغيورين على مستقبل أبنائهم، هي مدرسة لجنة التعليم الإسلامية التي كان يرأسها نائب بيروت المهندس محمد جميل القباني، تألفت الهيئة المدرسية من السادة: أنيس طبارة، الشيخ محمد توفيق الهبري، خضر البراج، راضي سنو، الشيخ سعيد أياس، الشيخ سعد الله الحريري، سليم التنير، صالح زنتوت، عبد الرحمن الأنسي، الحاج علي الجندي، الحاج محمد علي الهبري، محمد علي سنو، مصباح اللادقي، محمد الزعني، نجيب فاضل والشيخ هاشم الشريف.
12- في عام 1908 بدأ الهنديان عبد الجبار خيري وأخوه عبد الستار عملهما في مدرسة لجنة التعليم الإسلامية، وبعد ذلك استأجر الشيخ محمد توفيق الهبري داراً في زاروب «المحب» في عين المريسة بملك الأستاذ طاهر التنير، وانتقل عبد الجبار وأخواه للتدريس وإدارة المدرسة، وبعد عامين 1909 ضاقت المدرسة بطلابها فاستأجر الشيخ الهبري بناءً مؤلفاً من طابقين مع حديقة مشجرة بأشجار الليمون من صاحبه يوسف ضيا بك في منطقة ميناء الحصن (جادة الحميدية) والتي أبدل اسمها بعد الاحتلال الفرنسي باسم شارع كليمنصو. وأطلق على المؤسسة اسم (دار العلوم) فاستقالت الهيئة التعليمية بمن فيها عبد الجبار وعبد الستار بعد نيلهما الماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت. وانتقلت المؤسسة من زاروب المحب إلى دار العلوم في منطقة ميناء الحصن، لتبدأ معها مسيرة الكشاف في بيروت وإلى العالم العربي.
وبعد أن شهد العلّامة الهبري نهاية الدولة العثمانية عام 1918، ومن ثم احتلال الجيش الفرنسي للبنان، وإعلانه دولة لبنان الكبير عام 1920، لم يتردد مجدداً في تنشيط الحركة الكشفية في لبنان والعالم العربي، غير أن فرنسا وبريطانيا تنبهت لخطورة أهداف الحركة الكشفية لأن انتشارها بين الشباب العربي في البلاد السورية سيشكل خطراً مستقبلياً على وجودهما واستعمارهما للبلاد العربية، لهذا قامت فرنسا وبريطانيا بمحاربة هذه الحركة، وعملت على تحجيم دورها، إلى أن نال لبنان استقلاله عام 1943، فعاد الشيخ الهبري مجدداً لمتابعة نشاطه واهتمامه بالحركة الكشفية، وقد استمر متابعاً إلى وفاته عام 1954.
13- كان يملك وثائق ومخطوطات وتراث بيروتي وإسلامي نادر للغاية، انتقل إلى نجله الحاج يحيى الهبري وإلى حفيده الدكتور الطيب بن يحيى الهبري.
14- لقد أعطى العلّامة الشيخ محمد توفيق الهبري بيروت والبيارتة أفراداً ومؤسسات الكثير من علمه وثقافته ونشاطه، فالكشافة – كانت – وما تزال العامل الأساسي في تنشيط المجتمع، والعلم هو العامل الرئيسي في تقدم الشعوب، فقد كان رئيسا لجمعية الكشاف المسلم، وكان رئيساً للجنة المدارس في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. واستطاع بواسطتهما وبواسطة اشتغاله في الحقل العام أن يسهم في دعم وتقدم الشباب البيروتي واللبناني والعربي، ترك ذرية اشتغلت في الحقل العام، ومن بينهم النائب والوزير الأسبق المرحوم خليل الهبري، والسفير سعيد الهبري، والحاج يحيى الهبري رئيس رابطة أسر بيروت الإسلامية (رحمهم الله جميعاً)، ورجل الأعمال محمد الهبري الذي حمل لواء الكشاف المسلم من بعده.