ولد عمر محمد الداعوق في رأس بيروت سنة 1875م ودرس في المدرسة السلطانية العثمانية وكان ميوله السياسي بارز منذ نشأته فتولي عدة مهام اجتماعية أبان الحكم العثماني لولاية بيروت وفي سنة 1902م أصبح عضواً في جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية وكان له فيها نشاط دله على حسن قيادته فترأسها سنة 1913م بالإضافة لتولية رئاسة غرفة التجارة والصناعة البيروتية الإدارية و بعد اقصاء السلطان عبدالحميد الثاني ونجاح ثورة الاتحادين الاتراك في " أسلام بول" صدر مرسوم اتحادي بتعيينه ر ئيساً لبلدية بيروت سنة 1908م وبدأ يمارس نشاطه في فترة عصيبة حيث بدات ملامح الحرب العالمية الأول تلوح في الأفق ودخلت البلاد في نفق الإفلاس والمجاعة ووقف التجارة وسفر برلك والهجرة والفقر وما إلى هنالك من أمور البؤوس العام وقد حاول الداعوق مساعدة أبناء المدينة بما يملك من إمكانيات واستوعب مزاج الاتحادين وتقلباتهم السياسية والاقليمية وصبر على قراراتهم المرتجلة الى أن وصل الجيش العربي الفيصلي الى مشارف دمشق وقبل انسحاب القوات التركية من بيروت اثر هزيمتهم في الحرب المذكورة سارع الوالي العثماني اسماعيل حقي بإصدار مرسوم بتعيين عمر الداعوق واليا على المدينة بإعتباره رئيس لبلديتها ومن اهم قيادتها السياسية وقتئذ بالإضافة إلى ثقة الاتحادين بأدائه القيادي وكان ذلك سنة 1918م وما أن دخل الملك فيصل الأول الى دمشق حتى بايعه الداعوق وبدل الإعلام والرايات العثمانية باخرى عربية وكان اكبرها قد رفع على السراي الحكومي الكبير كما اسلفت سابقاً فإن هذا المجد العربي لم يدم طويلاً وسرعان ما دخلت القوات الفرنسية وجيش غورو الجرار وانزلوا الأعلام العربية وبدلوها باعلام الأستعمار الجديد واعلن الأخير دولة لبنان الكبير بعد ان هزم جيش الشهيد يوسف العظمة في معركة ميسلون المجيدة وانهارت الدولة العربية الكبري وتقسمت بلاد العرب بين فر نسا وبريطانيا أثرا اتفاقية سايكس- بيكو الشهيرة هذا وقد استمر الداعوق بنشاطة السياسي حيث تبوأ عدة مناصب رسمية هامة كاللجنة الإدارية واللجنة المالية ولجنة تعيين الأعياد الرسمية كما أنتخب نائباً عن العاصمة سنة 1925 م ورئيسا لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية للمرة الثانية في سنة 1934م والتي توسعت أملاكها وأسهمها المالية بعهده وتطور ادائها الإداري والخدماتي وأستمر عمر محمد الداعوق بنشاطه الدؤوب حتى وافته المنية بتاريخ 4/11/1949م.