رياض الصلح (1894 - 16 يوليو 1951)، أول رئيس وزراء لبناني بعد الاستقلال. تولى من بعد الاستقلال رئاسة الوزراء لعدة فترات وكان له أثر كبير في فصل لبنان عن سوريا وبناء كيان سياسي مستقل للبنان تحت الانتداب الفرنسي.
ينتمي رياض الصلح الى عائلة حفلت صفحاتها بالجهد والجهاد والتضحية خدمة للحركة الاستقلالية العربية وتحقيقاً للمواثيق القومية العربية الرامية الى جمع شمل بلاد العرب.
ولد رياض الصلح عام 1894، في صيدا ودرس علومه الاولى في كلية عينطوره وتابع دراسته العالية في استامبول، وفي اثناء التحصيل العالي كان والده المرحوم رضا بك الصلح قد خصص له استاذاً لتعليمه خارج المعهد اللغة العربية واتقان تاريخها وآدابها وفلسفتها، ثم انتقل الى باريس حيث اتم دراسة الحقوق فيها، وفي عام 1916 كانت الحركة العربية قد اختمرت وكان والده من اركانها، فساهم رياض بك بهذه الحركة الى جانب الشبان العرب البارزين، امثال فخامة الرئيس توفيق ابو الهدى ودولة المرحوم الرئيس سعدالله الجابري.
كان رياض الصلح الساعد الايمن لوالده في الحركة العربية القومية ولأجل ذلك أصدر جمال باشا القائد التركي المعروف، ضد زعماء الحركة القومية في البلاد العربية عدة احكام ، منها حكم الاعدام برياض الصلح ، الا ان صغر سنه شفع به فاستبدل الاعدام بالنفي المؤبد والاعتقال مع والده في احدى مناطق الاناضول . وظل معتقلاً ومنفياً مع والده حتى عام 1918، وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى غادر البلاد الاناضولية الى وطنه الاول ومنها قصد اوروبا لمتابعة تحصيل علمه في باريس.
وقد ظل رياض الصلح في باريس حيث اندفع حتى عام 1921 وراء العمل القومى مشتركاً مع المرحوم الامير شكيب ارسلان والاستاذ احسان الجابري والمرحوم الاستاذ رشيد رضا في تأليف الوفد المعروف في ذلك الحين باسم " الوفد السوري " واشتغل مع رفاقه المذكورين في الاتصال بالشخصيات والاندية السياسية الاوروبية للدعاية لقضية سوريا ولبنان في سبيل منحهما الاستقلال بصورة خاصة.
وفي عام 1925 أي في ابان الثورة السورية المعروفة كان ينتقل بين باريس وجنيف حيث مقر الأمم المتحدة في سبيل قضية استقلال سوريا ولبنان بصورة خاصة والحركة العربية بصورة عامة. وقد بقي يبذل الجهد الجهيد حتى عام 1928 وقد مالت السياسة الفرنسية حين ذاك الى الاقتناع بوجوب اقرار مطالب السوريين بما كان يبذله الوفد السوري وعلى رأسه رياض الصلح ورفاقه المجاهدين الامير شكيب ارسلان واحسان الجابري. فاقرت الحكومة الفرنسية حين ذاك الحكم الجمهوري في كل من سوريا ولبنان ومنحهما الاستقلال الذاتي على النحو الشكلي الذي اعتبره الاحرار خطوة اولى.
وخلال عام 1930 اصدرت السلطات الفرنسية العفو عن القائد رياض الصلح فعاد الى وطنه بيروت فكان فيها ربيب الاوساط السياسية التي كانت مصدر الاستقلال والسيادة والحرية، والكرامة، ومورد الوطنية العربية الناشئة، في نهضة الشرق العربي الحديثة، فصال في ميدان السياسة وجال، ناهض الاتراك فطاردوه وحارب الفرنسيين فاضطهدوه وناصر الوطنيين الاحرار فاحبوه وأنزلوه في قلوبهم مكانة سامية.
مكث في وطنه الى سنة 1933 وعندما خشي الفرنسيون استفحال نشاطه نفوه الى القامشلي ولم يؤثر به النفي فتابع في منفاه جهوده ونشاطه ضد نظام الانتداب المفروض على لبنان وسوريا، ثم عفي عنه وعاد الى بيروت ثانية.
وفي عام 1937 رشح نفسه للانتخابات النيابية عن بيروت مع الوجيه عمر بك بيهم على اساس برنامج استقلالي لم يرق في اعين السلطات الفرنسية كما لم يرقها ترشيحه الذي قاومته بكل الوسائل، بالتزوير والضغط وحراب السنغاليين والدبابات، وشاء ان يوفر على مواطنيه خوض مذبحة فلم يلبث ان ترك البلاد في العام نفسه قاصداً اوروبا حيث تابع نشاطه ضد اساليب الحكم الذي يتبعه الانتداب الفرنسي في لبنان. الى ان كان عام 1939 وهو العام الذي اعلنت فيه الحرب العالمية الثانية.
عاد رياض الصلح الى وطنه وبدأ اتصالاته بزعماء البلاد العربية وبرفاقه المجاهدين لاغتنام فرصة هذا التطاحن الدولي في سبيل الدول الحليفة بضرورة البر بالعهود والمواثيق التي قطعوها للبلاد العربية.
وفي عام 1941 اي عندما دخلت الجيوش الحليفة سوريا ولبنان وحلت سلطة فيشي كان صوت رياض الصلح اول صوت ارتفع في لبنان مطالباً السلطات الحليفة وخاصة الجنرال كاترو لتحقيق العهود التي قطعوها بمنح لبنان وسوريا استقلالهما التام وانهاء عهد الانتداب وذلك بمذكرته التاريخية المعروفة.
وفي عام 1943 كان رياض الصلح قد لمس ان السلطات الفرنسية في لبنان وضعت خطة ترمي بها الى انتخاب مجلي نيابي موال للانتداب .فدعا الى مؤتمر وطني تاريخي كان من نتائجه ان افسد على سلطة الانتداب مؤامرتها وعلى الاثر رشح نفسه للانتخابات التي جرت في صيدا ففاز فوزاً اجماعياً ولما انتخب فخامة الرئيس الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهورية اللبنانية بادر الى استدعائه حالاً الى تأليف الوزارة فقبل تألف وزارة الاستقلال الاولى. ووضع بيانه الوزاري المعروف الذي اطلق عليه اسم
وفي نيسان عام 1944 كانت مؤامرة نيسان المعروفة التي كانت تستهدف اقصاءه عن الحكم وتعطيل الدستور، ففشلت بعد ان قبض على المتآمرين.
وفي شهر ايلول عام 1944 مثل لبنان بصفته رئيساً للحكومة اللبنانية في مؤتمر مشاورات الوحدة العربية الذي عقد في الاسكندرية وكان صاحب اليد الطولى في وضع بروتوكول الاسكندرية.
وفي شهر تشرين عام 1945 كان الركن الاساسي في الوفد اللبناني المؤلف برئاسته وعضوية الاستاذ حميد فرنجية التي جرت في باريس مع حكومة فرنسا، عاد الى لبنان وبيده وثيقة الجلاء الذي تم في نهاية عام 1946 ، ومن ثم دعي الى رئاسة الحكم مجدداً عام 1946 فشكل وزارته الثالثة.
وفي عام 1947 اجريت الانتخابات وبقي في رئاسة الحكم حتى نهاية المجلس وحسب التقاليد المتبعة قدم استقالته، وبقي في صفوف الشعب الى ان ترشح للانتخابات عن الجنوب فكان الاول بين مرشحي لبنان وبعد هذه الانتخابات وخروج الرئيس رياض الصلح من الحكم دعاه جلالة الملك عبدالله لزيارة عمان .
ما اراد رياض الصلح هذه الزيارة، منذ عدة اشهر وهو يتلقى دعوات من جلالة الملك عبدالله لزيارة عمان ولكن يعتذر، وكانت مشاغله تمنعه عن التغيب عن بيروت.
وعاد جلالة الملك عبدالله يكرر دعوته لزيارة عمان فاعتذر بمشاغله المحلية ثم كرر جلالته الدعوة في شهر رمضان وضرب ليلة القدر اول تموز موعداً لها فلبى الدعوة، ولكنه اعتذر عن الذهاب في الموعد المحدد.
ثم تجددت الدعوة لمناسبة عيد الفطر، اخيراً قرر الرئيس رياض الصلح تلبية الدعوة ،
وهكذا استقبل في اليوم الاول من العيد وفود المهنئين، وفي اليوم التالي استقل الطائرة الى عمان يرافقه طبيبه الدكتور نسيب البربير.
قضى الفقيد اسبوعاً في ضيافة جلالته في جناح خاص له اعد له في فندق " فلادلفيا " طلب الملك عبدالله من دولته ان يرافقه لزيارة القدس، فاعتذر دولته عن قبول الدعوة وقرر مغادرة عمان والرجوع الى لبنان.
كان منتظراً أن تصل الطائرة الى بيروت في الساعة الخامسة والنصف. وكانت عائلة الفقيد تتصل بمطار بئر حسن(المطار القديم) لتستفهم عن وصول الطائرة، كما توجهت وفود كثيرة الى المطار لاستقباله.
وكان مقرراً ان تصل طائرتان من عمان الى بيروت في وقت واحد تقريباً. وعند الساعة الخامسة والنصف حطت أولهما، وهي تحمل بين ركابها السيد سمير الرفاعي رئيس الوزارة الاردنية، فسألهم المستقبلون عن الفقيد، فكان الجواب انه قادم في الطائرة التالية.
وراح الناس يترقبون الطائرة التالية، ومر عليها الموعد المضروب ولما تصل، فاتصلت ادارة مطار بيروت عندئذ بمطار عمان تستفسر عن سبب تأخر الطائرة، فجاء الجواب في الساعة الخامسة والدقيقة الأربعين يحمل النبأ الفجيع الرهيب: لقد خر رياض الصلح صريعاً!
وفي الحال اتصلت ادارة المطار بالقصر الجمهوري وابلغته النبأ، ولكن القصر كان قد تلقاه بمخاطبة هاتفية خاصة في الساعة الخامسة الا ربعاً من جلالة الملك عبد الله الى فخامة الرئيس الخوري.
ابلغت ادارة المطار عندئذ المستقبلين ان الطائرة لن تصل، دون ان تبلغهم النبأ، فغادروا وهم يظنون ان للتأخر سبباً عادياً.
ومن المؤثر أن حرم الفقيد اتصلت في تلك الساعة بادارة المطار تستفسر، وكان النبأ قد وصل، فتجلد ضابط المراقبة وابقى الخبر عنها مكتوماً.
حولى الساعة الرابعة من بعد ظهر نهار الاثنين، غادر الفقيد الكبير فندق فلادلفيا في عمان، قاصداً الى المطار. وكان يركب سيارة ملكية، يرافقه فيها طبيبه الدكتور نسيب البربير والمرافق الملكي الرئيس بكر بك.
ثم جاءت بعدها سيارة اخرى ركب فيها الاستاذ محمد شقير والشرطي عبد العزيز العرب المرافق الخاص للرئيس الصلح.
وكان جلالة الملك عبد الله قد أوفد رئيس الديوان الملكي السيد فرحان الشبيلات الى المطار ليودع أولاً، الرئيس سمير الرفاعي في الطائرة، على أن يعود الى فندق فلادلفيا ليرافق الرئيس الصلح الى المطار.
وقبل أن يغادر الرئيس الصلح فندق فلادلفيا، اتصل هاتفيا بالمطار، وخاطب السيد الشبيلات، وطلب اليه الا يزعج نفسه بالرجوع الى الفندق، وان ينتظره في المطار، وبعد عشر دقائق وصل رسول يحمل النبأ المفجع.
ملاحظة: ان الرئيس الاردني سمير الرفاعي كان قد اقترح على دولة الرئيس رياض الصلح ان يسافر واياه معاً في طائرة واحدة، ولكن دولته اعتذر عن ذلك، قائلاً انه مضطر للتأخير ساعة اخرى، وعندئذ سبقه الرئيس الرفاعي وسافر بالطائرة الاولى وحده.
سار الوكب تتقدمه دراجات الحرس الملكي، حتى اذا وصل الى محطة عمان، داهمت الموكب من الوراء سيارة "هدسون" تحمل الرقم 1797، فاخترقت الموكب، حتى اذا جاورت السيارة الملكية، انطلق منها وابل من الرصاص قي اتجاه الفقيد الكبير، وتابعت طريقها لائذة بالفرار، فانطلق حرس الدراجات في اثرها.
وكانت الرصاصات جانية، اذ اصيب الفقيد بثلاث منها اخترقت حداها قلبه، والثانية فكه، والثالثة كتفه، فسقط في داخل السيارة مضرجا بدمائه، ولكنه لم يفارق الحياة حالاً.
اما مرافقه الدكتور نسيب البربير فقد اصيب برصاصة مسحته مسحاً، ولم يصب بأي جرح بليغ، ولا خطر عليه.
انطلقت السيارة الجانية تسبق الموكب، بينما توقف الموكب في اللحظات الاولى من الحادث، فنزل في الحال ياور الملك من السيارة الملكية، كما نزل الشرطي اللبناني عبد العزيز العرب وانطلقا مع الحرس وراء السيارة الثانية، كما لحقت بهما 3 سيارات تابعة للجيش الأردني، كانت ترافق الموكب.
درجت السيارة الجانية بسرعة جنونية مسافة 400 متر امام الموكب، حتى اذا بلغت منعطفا صغيراً مالت نحوه، قظلت السيارات العسكرية تطاردها، حتى بلغت نقطة تنقطع عنها الطريق، فوقفت ونزل منها ثلاثة لشخاص محاولين الفرار وهم يطلقون الرصاص، فاطلق عليهم المطاردون الرصاص. وقد استطاع احدهم الفرار، بينما خر الثاني صريعاً، اما الثالث فقد عدا شوطاً بعيداً ولكن المطاردون ادركوه وطوقوه وانذروه بالاستسلام، فما كان منه الا أن صوب مسدسه الى صدره واطلق منه ثلاث رصاصات، فخر الى الأرض مصابا بجراح خطرة.
وتبين ان القتيل الأول يدعى ميخائيل جبرائيل الديك، وهو لبناني من اسكلة طرابلس، وقد اصيب باصابات قاتلة فخر صريعاً داخل السيارة. اما الثاني الذي حاول الانتحار، فهو محمد عبد اللطيف الصلاحي، فلسطيني من حيفا، وقد نقل الى المستشفى حيث ظل الى ساعة متأخرة من الليل في حالة غيبوبة ثم توفي.
وتبين ايضا ان السائق الذي فر هو لبناني الأصل، ويدعى اسبيرو وديع. وما تزال قوى الأمن تبحث عنه في كل مكان.
حال وقوع الاعتداء، ارتدت السيارة الملكية مسرعة الى المستشفىالايطالي، وما يزال الفقيد الكبير في حالة النزاع. فنقل حالا الى حجرة العمليات حيث الأطباء لاسعافه، ولكنه فارق الحياة وهو يقول "لبنان... استقلال لبنان... أولادي"
ابلغ النبأ الى جلالة الملك عبد الله، فبلغ الحزن منه مبلغاً عظيماً، وبكى بكاء مراً، ثم اتصل هاتقياً بالقصر الجمهوري في بيروت وابلغ الخبر الى فخامة الرئيس.
وبعد الاتصالات الأولى تقرر ان ينقل جثمان الفقيد في اليوم نفسه الى بيروت. وعلى هذا توجه جلالة الملك عبد الله من قصره الى المستشفى الايطالي حيث انزل جثمان الفقيد في النعش، ونقل على سيارة عسكرية الى المطار، يرافقه جلالة الملك. وكانت الساعة قد بلغت السابعة وحط الظلام فقال الخبراء ان الطائرة لا تستطيع القيام ليلاً اذ لا توجد انارة في مدرج عمان. وعندئذ امر جلالته بالرجوع، فتوجه الموكب ومعه النعش الى الديوان الملكي، حيث وضع النعش في وسطه، يحيط به الضباط ويسهر عليه المقرئون.
وقد تقرر ان ينقل الجثمان الى بيروت صباح الثلاثاء، بحيث يغادر مطار عمان في الساعة السادسة صباحاً ورافقه الى المطار جلالة الملك كما رافقه الى بيروت بعثة مؤلفة من سمو الامير نايف، ووزير البلاط السيد محمد الشريقي ووزيران آخران ورئيس الديوان السيد قرحات الشبيلات وبعض كبار القادة. وسيعود في الوقت نفسه الدكتور نسيب البربير والاستاذ محمد شقير والسيد عبد العزيز العرب .
◄بيروت حزينة ، بيروت تتألم على فقدانها ابنها البار الرئيس رياض الصلح.
نزل البيروتيون الى الشوارع مزهولين من الكارثة التي حلت بحبيب القلوب، قرعت اجراس الكنائس حزن وبدأ يسمع آذان الجوامع بالتكبير والصلات، الناس تبكي في الشوارع وتعزي بعضها ، في نفس الوقت كانت حشود الناس تتجه الى سهول الرمل المحيطة بالمطار حتى ان كثيرين منهم باتوا الليل ليستقبلوا جسمان دولة الرئيس.
وفجأت لاحت في السماء ثلاث طائرات فاذا بالاصوات تنطلق هذا هو لقد وصل رياض بك
ثم تعقبها اصوات كالرعد مرددة الله اكبر... الله اكبر ... الله اكبر ...
وشخصت الابصار الى العلاء خاشعة باكية، وارتفعت الايدي تحيي رياض بك .
فاذا بالبعض ينادي اهلاً وسهلاً يا زعيم العرب ، اهلاً وسهلاً يا زعيم الاستقلال،
واذا بالبعض يردد، مع السلامة يا رياض بك ...
وما هي الا لحظات حتى اندفعت هذه الجماهير صاخبة نحو المطار لتستقبل نعش الفقيد المجلى بالعلم الاردني وسط البكاء والحسرات وترفع جثمان رياض بك على الاكف كما كالنت تحمل رياض بك عندما كان زعيمهم في لبنان.
غاب رياض الصلح، انما اعماله ومواقفه الجريئة وحبه للبنان سيبقوا في اذهان الشعب اللبناني وفي تاريخ لبنان الى الأبد .
بعد خمسة أيام من اغتيال رياض الصُّلح تم اغتيال الملك عبد الله على يد شاب فلسطيني في المسجد الأقصى في القدس، عملية اغتيال الملك عبد الله لم تكن أكثر وضوحا من اغتيال ضيفه رياض الصُّلح فالشاب الفلسطيني الذي أطلق النار عليه في المسجد الأقصى وحسب القصة المعروفة كان مُعتقلا في أحد السجون الأردنية وقد طُلِب منه أن يُنفذ هذه العملية مقابل الإفراج عنه لكن الذي كلَّفه عاد واغتاله مباشرة قبل أن يتم التحقيق معه لمعرفة الجهة المُخطِّطة، ما لا شك فيه أن خطوة الملك عبد الله لضم الضفة الغربية الفلسطيني إلى إمارته في شرقي الأردن بعد مؤتمر أريحا عام 1949 قد أغضب الفلسطينيين خصوصا بعد منح اللاجئين منهم المواطنية الأردنية الكاملة.
استمر الجدل بشأن الجهات التي اغتالت الصُّلح والملك عبد الله وأحد أبرز أسبابه أن التحقيقات التي أجرتها الحكومة الأردنية استولى عليها البريطانيون الذين كانوا يُشرفون على مؤسستي الجيش والمخابرات الأردنيتين ولم تُفرِج لندن حتى الآن عن هذه الوثائق أمام الباحثين.