اكدت مصادر قريبة من اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ان اللجنة دخلت في المرحلة الأهم من تحقيقاتها بالاستماع إلى الشهود العاملين في مؤسسات أمنية لبنانية متعددة ومن رتب مختلفة.
واوضحت المصادر لـ «الرأي العام» ان التحقيقات طالت ضباطا وافرادا من اجهزة الاستخبارات وأمن الدولة والامن العام والحرس الجمهوري وقوى الامن الداخلي «في خطوة تعكس دلالات مهمة على طبيعة التقدم الذي حققته اللجنة اذ ان خطوة استدعاء الامنيين يفترض ان تكون استندت الى معطيات معينة فرضت ذلك».
وقالت المصادر ان اللجنة تتجه الى اعطاء حق حماية الشهود الى اثنين على الاقل من الذين استمعت الى اقوالهم ، من دون اعطاء تفاصيل اخرى.
وذكرت ان عددا من اعضاء اللجنة يقدر بستين شخصاً يتحضر للذهاب الى سورية من اجل الاستماع الى افادات اشخاص بينهم الرئيس السابق لجهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية في لبنان رستم غزالة واحد مسؤولي الاستخبارات في بيروت جامع الجامع، ومسؤولون في مناصب سياسية وعسكرية, كما علم ان السلطات الرسمية السورية تتجه الى الموافقة على استقبال الوفد الكبير الذي طلبت لجنة التحقيق ان يتوجه الى دمشق.
يذكر ان رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس صنف في حديث له الى «الفيغارو» الفرنسية قائد الحرس الجمهوري اللبناني العميد مصطفى حمدان كأحد المشتبه فيهم كما اعلن انه سيستمع الى غزالة.
ورأت المصادر في تسمية ميليس للرجلين (وهو المعروف بتحفظه) هدفا مزدوجا: الاول لقياس قدرة النظام السياسي اللبناني على الفصل مع النظام الامني خصوصا لجهة العلاقة المتداخلة للنظامين على مستوى الحرس الجمهوري ورئاسة الجمهورية تحديدا، ولاشعار المعنيين بأن المسؤولية لا تتعلق فقط بمن يقف تحت الغطاء بل بمن يحمل الغطاء ايضا.
والثاني توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر في سورية بأن المطلوب حفظ حياة رستم غزالة وعدم تعرضه الى حوادث «مفاجئة» خصوصا في ظل التوترات الامنية التي تحصل دوريا الآن ويقال ان اصوليين ومتطرفين وارهابيين يقومون بها (جبل قاسيون/ الحدود اللبنانية).