الزواج في اللغة العربية يعني الاقتران والازدواج فيقال زوج بالشيء، وزوجه إليه: قرنه به، وتزاوج القوم وازدوجوا: تزوج بعضهم بعضاً، والمزاوجة والاقتران بمعنى واحد.
اصطلاحا فان الزواج هو العلاقة التي يجتمع فيها رجل (يدعى الزوج) وامرأة (تدعى الزوجة) لبناء أسرة. والزواج علاقة متعارف عليها ولها أسس في القانون وأعراف المجتمعات والديانات، وهي الإطار المقبول للعلاقة الجنسية وإنجاب الأطفال من أجل الحفاظ على الجنس البشري.
غالباً، ما يرتبط الشخص بزوج واحد فقط في نفس الوقت، ولكن في بعض المجتمعات هناك حالات لتعدد الزوجات.
ويبدأ الزواج بعقد شفوي وكتابي على يد سلطة دينية أو سلطة مدنية أو مجتمعية. وعادة ما يستمر الارتباط بين الزوجين طول العمر، وفي بعض الأحيان ولأسباب مختلفة يفك هذا الرابط بالطلاق بتراضي الطرفين أو بقرار من طرف آخر كالقضاء أو المحاكم بالتطليق أو فسخ العقد.
تبدأ خطوات الزواج بأن يذهب أهل الراغب في الزواج، سواء أكان الأهل من الرجال أو من النساء، لطلب يد العروس من ولي أمرها، مع وجود كبير العائلة من الجانبين، فإنّ الشاب لم يكن باستطاعته رؤية من يود خطبتها، إنما يقوم الأهل لا سيما النساء برؤية الفتاة المطلوبة ومعاينتها شكلاً ولفظاً ومضموناً، وبعد الكلام المنمَّق من أهل العريس بطلب يد الفتاة، تتمّ الموافقة بقراءة الفاتحة، وينتهي الأمر بتوزيع المرطبات والحلويات والزغاريد.
ثم تقام حفلة تسليم العلامة لأهل المخطوبة، وتكون العلامة عبارة عن محبس وأساور، ترتفع قيمتها أم تنخفض تبعاً لحالة العريس، ويتخلل الحفل المقام من النساء إنشاد الزغاريد وتقديم الحلويات.
ولم يكن باستطاعة الشاب في بيروت الخروج مع خطيبته أو الإنفراد بها مطلقاً ولو بعد كتب الكتاب، يحدد أهل العروسين يوماً لعقد القران (أي كتب الكتاب) ويكون عادة بعد صلاة الجمعة، وقد درجت العادة على أن يتم العقد في بيت والد العريس، أو في بيت هذا الأخير، ثم أخَذَ بعضهم يوجِّه الدعوة إلى عقد القران بموجب بطاقات موجهة من ذوي العريسين يذكران فيها إسم العروس وإسم العريس ومكان العقد وموعده، ويقوم بكتابة العقد، القاضي أو أحد الشيوخ أو المفتي، تبعاً لوضع العائلتين الاجتماعي، ثم تقرأ الفاتحة على نية التوفيق وتوزَّع قراطيس (المطبقية) والشراب على المدعوين، ويتبادل الحضور التهاني متمنين للعروسين الرفاءْ والبنين.
ودرجت بعض العائلات البيروتية على عدم الزواج في الأشهر الحرم: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب، وكل العائلات تمتنع عن الزواج في شهر رمضان المبارك، وكان الزواج يهدف إلى إنجاب الأطفال، وفي حال تأخر الإنجاب أو حمل المرأة يتراكض ذووي العروسين إلى القابلة (الداية) لإستشارتها فيما يجب عمله، وعلى وجه العموم فإن الفتاة البيروتية كانت تتزوج في سن الرابعة عشرة من عمرها ومن يتأخر منهنّ حتى الثامنة عشرة تعتبر (بايرة) كما يقول المصطلح الشعبي البيروتي.
◄جهاز العروس :
كانت العادة أن ينقل الجهاز أو الصمد، بعد عقد القران بيومين، فيذهب أهل الزوج بعد صلاة العصر إلى منزل والد الزوجة لإحضاره، وكان الصمد عبارة عن مرآة وفراش ولحاف أو لحافين ومخدات وطراحة ومسند وكراسي وإبريق نحاس أصفر وطست وصدر نحاس وطناجر وشمعدان وصندوق الملابس المكوَّنة في أغلب الأحيان من الفساتين الحريرية الجميلة والصوف والجوخ والكتان وبقج من مناشف الحمام المطرزة، وجنطاس وقبقاب مفصص شغل الشام (شبراوي أي بارتفاع شبر) وصابون مطيّب وكيس الفرك والليف وعلبة خياطة، فضلاً عن الضروريات كالمسرجة والسراج والفتيلة.
◄زفة العروس :
بعد ليلة البخور، التي تبخِّر فيها والدة العروس من بياضات ومناشف، يأتي يوم الزفاف ويحدد في ليلة أول جمعة بعد كتب الكتاب، ثم يدعى الأهل والأحباب إلى منزل أهل العروس وتقام الأفراح، وخلال حفلة الزفاف في بيت العروس، تكون هذه الأخيرة جالسة على كرسي مرتفع (منصّةَ) وقد لبست الطرحة البيضاء وصُفت حولها سلال الزهور، يتقدم العريس مع الرجال، فيقبل يد أمه ويكشف عن وجه العروس، ويتخلل ذلك إطلاق بعض الزغاريد التي تصف جمال العروس وطولها وعرضها وكرم أبيها وكريم أصلها مثال :
أوها.... أبوكي يا صندوق برزاتو
وسبع باشاوات ما هزت أساساتو
ولما بيركب الكحيلة وترن ساعاتو
أهل الأرض والسما بتدعي بسلامتو
ومثل قولهن :
أوها..... أربع بقج بقجتك
أوها..... والخامسة بالصندوق
أوها..... الله يخلي أبوكي
أوها..... اللي ما عوزك لمخلوق
ودرجت العادة بعد اليوم الأول للزواج (أي الصباحية) بأن يوصي والد العريس على بعض الحلوى، مثل الكنافة بالجبن أو البقلاوة، ترسل إلى بيت أهل العروس وبيوت خالاتها وعماتها والمحبين، وكانت تحدد في الأسبوع التالي للزواج أيام للرجال وأيام للنساء من أجل التهنئة محملين بالهدايا.
◄الزواج عبر العصور
يمتد تاريخ الزواج، كما هو متعارف عليه، بين البشر إلى عهد آدم وحواء، حيث مثلا أول لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية جرى بين كائنين بشريين. تختلف طرق الزواج من عصر إلى آخر حيث بدأت بشكل بسيط وهو القبول بالبعض بين الذكر والأنثى وتطور بتطور المجتمعات والعادات وتأثير الأديان حيث ساهمت في تنقيح عملية الزواج وجعلت لها أسس وقوانين وشروط لإتمام الزواج.
لا تزال للزواج عادات سائدة حتى يومنا، هذا هو ما يسمى بالزواج التقليدي، حيث يبدأ الأهل بالبحث عن الزوجة المناسبة (وفقا لشروطهم ومعاييرهم) لابنهم حين بلوغه لسن الزواج والقيام بخطبة الفتاة، والشروط والمعايير هذه تختلف من أمة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر ومن عصر إلى آخر.
وبتطور الحال والعصور أضيفت عملية اختيار جديدة إلى جانب الزواج التقليدي وهو أن يقوم الولد والبنت بالاتفاق مع بعضهم قبل أن يقوم الأهل بخطوة الخطبة، وذلك من خلال مجال الدراسة أو مجال الوظيفة أو من خلال وسائل الإعلام كالنشر في صفحات التعارف للزواج في المجلات أو عبر شبكة الإنترنت حيث يتواجد العديد من المواقع التي تقدم خدمة التوفيق للباحثين والباحثات عن شريك العمر.
◄السن الملائم للزواج
نظريا، ينصح بالزواج في سن يظهر فيه كل من الرجل والمرأة درجة من الوعي والقدرة على تحمل المسؤولية الاقتصادية والتربوية. غير أن الأمر قد لا يتبع في حال توفر المرافقة الاجتماعية كمساعدة الأهل والأقارب.
◄اختيار الشريك (الزوج)
تختلف معايير اختيار الزوج باختلاف العادات والمعتقدات والثقافات ودرجة التحصيل العلمي. المعايير التي يختار على أساسها الرجال أو النساء أو حتى الأولياء في معظمها تشمل بعض من الأحوال التالية :
◄اختيار الشريك على أساس عاطفي
◄اختيار الشريك على أساس المال
◄اختيار على أساس الجمال أو القوة البدنية
◄اختيار الشريك من أجل الدين والالتزام به
◄اختيار الشريك من أجل الجاه والنسب والمرتبة الاجتماعية
◄زواج الأقارب
كان العرب في الجاهلية يؤثرون الزواج من نساء الأسرة أو القبيلة (خاصة من بنت العم) لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا يشد أواصر الأسرة وبحفظ ثروتها، ولكن الإسلام حث على الزواج من الغرائب لتحقيق غايتين أساسيتين. الأولى هي ربط الأسر بالنسب فتخف بذلك حدة العصبية القبلية. وأما الثانية فهي تجديد الدم في النسل فإن حصر الزواج بالأقارب يخمد نشاط الخلايا الدموية وقد يضعف النسل، وفي ذلك يقول الشاعر :
تجاوزت بنت العم وهي حبيبة مخافة أن يضوى علي سليلي
◄العزوف عن الزواج
صارت ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج ملحوظة في مجتمعات عديدة. ومن الأسباب هو عدم تحمل الشاب المسؤولية رغبة في حرية أكبر بعيدا عن الالتزامات الزوجية. ففي المجتمعات الغربية يفضل البعض العيش مع شريكه دون رابطة الزواج. كما أن تأثير الجوانب الاقتصادية في بعض المجتمعات الأخرى وضعف قدرة الشباب على تلبية مطالب أهل العروس لغلاء المهور وارتفاع التكاليف كلها من الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الشباب.
وأسباب أخرى منها ما هو نفسي ومنها ما هو مادي أو اجتماعي.
◄مراسم زفاف حسب الطقوس المسيحية الشرقية
بالنسبة للتقاليد فهي تختلف حسب البلدان والمناطق. فمثلا في تونس وليبيا يمتد الزواج 7 أيام، يبدأ بليالي الحنة وينتهي بليلة الزفاف والتي يحبذ أن تكون ليلة يوم الخميس. أما في العراق فالزواج يكون على يومين الحنة ثم الزواج. أما في المغرب فيمتد الزواج يومين ليلة للحناء يحبذ ان تكون يوم السبت ،وليلة للزفاف يحبذ ان تكون يوم الأحد، أما في دمشق فيكون في يوم واحد لمدة 4-5 ساعات مع العلم أن تكاليف ليلة الزفاف باهظة للغاية.
◄الزواج الجماعي
تلبية لحث بعض الأديان على الزواج والترغيب فيه، ومنها دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشباب المسلم للزواج فقال:( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج )، ومن جهة أخرى غلاء التكاليف يلجأ البعض إلى تنظيم عرس جماعي. قد يتقاسم الأزواج التكاليف وفي بعض الأحيان ترعى بعض الجهات المراسيم وتتكفل بالمصاريف.