◄الشهر الثاني عشر في التقويم اليوليوسي الحالي، وأيامه واحد وثلاثون. وكما يتضح من الاسم باللاتينيّة ديسيم، ومعناه عشرة، كان كانون الأول الشهرالعاشر في التقويم الروماني القديم الذي كان آذار فيه مطلع السنة.
◄وكان الرومان يحتفلون في كانون الأول بعيد زُحل، والشعوب التوتونيّة، أي الجرمانيّة القديمة، كانت تحتفل في هذا الموسم بعيد {اليولي}، وهو عيد منتصف فصل الشتاء. ويقع حوالي 21 كانون الأول المنقلب الشتوي.
◄وكان السكسون يسمونه {شهر الشتاء} وبعد إعتناق المسيحيّة سمّوه {الشهر المقدّس}.
1861/14/12
في مثل هذا اليوم أبصر النور في بيروت جرجي زيدان، تلقى دروسه الإبتدائية في بيروت، كان ميالاً منذ صباه إلى العلم والأدب، فإنصرف إلى المطالعة، ينهل من الكتب ما يروي به ظمأه إلى المعرفة، وتابع دراسته بالطب ثم في الصيدلة، وبعد ذلك رحل إلى مصر وإشتغل بتحرير جريدة (الزمان)، وفي صيف سنة 1886م زار إنكلترا وعاد إلى القاهرة حيث عمل في مجلة (المقتطف) حتى أوائل سنة 1888م، عندما إنصرف كليّاً إلى الكتابة والتأليف، وقد صنّف (تاريخ مصر الحديث) في مجلدين. ثم درّس في المدرسة العبيديّة الكبرى في القاهرة، وألّف يومئذ رواية ( المملوك الشارد). وفي سنة 1892م أسّس مجلة (الهلال) التي لعبت دوراً مهماً في الثقافة العربيّة الحديثة وهي ما تزال تصدر إلى الآن، كما أسّس دار الهلال للطباعة والنشر، فكان بذلك أحد مؤسسي النهضة الصحفيّة في العالم العربي، وكان جرجي زيدان يتقن اللغات العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة والعبريّة. وقد أحرز منزلة كبرى لدى العلماء المستشرقين.
ولجرجي زيدان، عدا مؤلفاته الروائيّة التي يتناول فيها التاريخ الإسلامي بهذا الأسلوب الشيّق مؤلفات أدبيّة وتاريخيّة قيّمة نذكر منها:
◄تاريخ التمدن الإسلامي، في خمسة أجزاء.
◄تاريخ العرب قبل الإسلام.
◄تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر.
◄تاريخ آداب اللغة العربيّة.
◄تاريخ اللغة العربية.
◄الفلسفة اللغويّة والألفاظ العربيّة.
◄أنساب العرب القدماء.
◄التاريخ العام منذ الخليقة إلى الآن.
◄البلاغة في أصول اللغة.
◄تاريخ اليونان والرومان.
◄علم الفراسة.
كان جرجي زيدان يتمتع بثقافة واسعة، وبأخلاق فاضلة، جمعت حوله مجموعة من الأصدقاء في القطر المصري الذي إتخذه وطناً ثانياً، يعتزون بصداقته، ويعترفون بدوره في نهضة التأليف والترجمة في مصر، كان دائم العمل، واثقاً مؤمناً بما يقوم به وما ينجزه من مؤلفات، متسامحاً مع من قاطعوه، وإنتقدوه وإتهموه بتزوير تاريخ الإسلام،داعيّاً إياهم إلى أن يناظروه ويناقشوه بعيداً عن التعصب الديني الذي ينهى عنه الإسلام والمسيحيّة معاً، وكان ذا موهبة أدبيّة وخيال خصب أبدع العشرات من قصص التاريخ الإسلامي.
1882/12/16
جرت هذا اليوم أول ثورة علمية مدرسيّة في العالم العربي، في الكلية الإنجيليّة السوريّة ببيروت، التي أصبحت فيما بعد الجامعة الأميركية، وذلك بسبب خطبة القاها الدكتور إدوين لويس في إحتفال الكلية السنوي في التاسع عشر من شهر تموز/يوليو عام 1882، وكان موضوعها المعرفة والعلم والحكمة، وعرض رأي داروين في النشوء البشري، مبدياً إعجابهه به وأيّده، مما أدى إلى غضب أركان الإرسالية الذين خشوا منه على عقيدتهم الدينية، رُفع الأمر إلى مجلس أمناء الكلية في نيويورك، وقدم لويس إستقالته عام 1883.
1906/12/28
تُوفِّي في مثل هذ اليوم في بيروت الأديب اللبناني إبراهيم اليازجي، هو إبن الشيخ ناصيف اليازجي، أخذ العلوم عن أبيه، ونظم الشعر صبيا وله فيه ديوان كبير، في عام 1872 تولّى تحرير مجلة (النجاح)، ثم عمل في تعريب الأسفار المقدسة وتصحيح عبارة الكتاب المقدّس الذي كان الآباء اليسوعيون ينقلونه إلى اللغة العربيّة، قضى في هذا العمل نحو تسعة أعوام، تعلّم اللغات العبريّة والسريانيّة والفرنسيّة، وتبحر في علم الفلك وله فيه مباحث، عام 1884 تولّى تحرير مجلة الطبيب، لكنها لم تصدر إلا سنة واحدة ، شرع عام 1849 بطبع مجمع الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد، وهو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء كبيرة، ووضع إبراهيم اليازجي معجم (الفرائد الحسان من قلائد اللسان) و(أغلاط المولدين) و(لغة الجرائد) و(مختصر كتاب الجمانة في شرح الخزاة) و(مختصر نار القرى في شرح جوف الفرا)وشرح كتاب (مطالع السعد لمطالع الجوهر الفرد).
سافر إلى أوروبا وإستقر في مصر فأصدر مجلة (البيان)، مشتركا مع الدكتور بشارة زلزل، فعاشت سنة واحدة، ثم أصدر مجلة (الضياء) وكانت شهرية، إستمرت ثمانية أعوام، وكان الشيخ إبراهيم اليازجي من الطراز الأول في كتّاب العصر، وخدم اللغة العربيّة بإصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت، وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والآستانة، وإنتقى كثيرا من الكلمات العربيّة لما حدث من المخترعات، وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيرا، غني القلب، أبي النفس. يتحدث الشيخ إبراهيم اليازجي عن مفهومه للغة فيقول: على أن اللغة مرآة الأمة، وصورة تمدّنها، ورسم مجتمعها، وتمثال أخلاقها، وملكاتها، وسجل ما لها من علوم وصنائع وأدب0. وإنما تضع منها على قدر ما تقتضيه حاجاتها في الخطاب وما يتمثل في خواطرها، أو يقع تحت حسّها من المعاني، تُوفِّي في الثامن والعشرين من شهر كانون الأول عام 1906 في القاهرة.
1918/12/01
إجتماعات بين رئيسي حكومتي فرنسا وبريطانيا جورج كليمنصو ولويد جورج، إستمرت من اليوم ولمدة ثلاثة أيام، لإدخال تعديلات سرية على إتفاق سايكس بيكو، وافق كليمنصو على طلب لويد جورج نقل الموصل وفلسطين إلى مناطق النفوذ البريطاني، مقابل شرطين، الأول الحصول على أسهم فرنسية في شركة النفط التركية في الموصل، والثاني وعد بريطانيا بدعم فرنسا في مطالبتها عند إقرار الإنتدابات، بالإنتداب على سوريا بما فيها ولايات حلب والإسكندرونة وبيروت، كانت موافقة كليمنصو شفهيّة وأكدها كتابة في مذكرة رسميّة وجهها إلى لويد جورج في شهر شباط عام 1919.
1946/12/09
تُوفِّي في مثل هذا اليوم الكاتب والمجاهد العربي الإسلامي الذي لُقب بأمير البيان، الأمير شكيب أرسلان، هو من مواليد الشويفات بلبنان عام 1869، كان الأمير شكيب أرسلان عالما بالأدب والسياسة، مؤرخا جليلا، وشخصية سياسية عربية، وكاتبا من أكابر الكتّاب، هو من أسرة معروفة تنتسب إلى التنوخيين، ملوك الحيرة، تعلّم في مدرسة الحكمة ببيروت، عُيّن مديرا لناحية الشويفات، ثم قائم مقام في الشوف، ثم نائبا عن حوران في مجلس المبعوثان العثماني، عالج السياسة الإسلامية قبل إنهيار الدولة العثمانية، وكان يأمل أن تمنح تركيا الولايات العربيّة حكما ذاتيا بعد إنتهاء الحرب، ولذلك عارض ثورة الشريف حسين في الحجاز، ولم يؤيدها، ولما إنتهت الحرب سافر إلى برلين، فموسكو ، ثم إنتقل لجنيف، فأقام فيها نحوا من ربع قرن، يدافع عن حقوق العرب وقضاياهم، وفيها أصدر صحيفة باللغة الفرنسية أسماها الأمة العربيّة، بالإشتراك مع حسين الجابري، وواصل إصدارها حتى نشوب الحرب العالمية الثانية، كما واصل جهاده بقلمه حاملا على الإستعمار، داعيا إلى إستقلال العرب، وقام بسياحات كثيرة في أوروبا وبلاد العرب وزار أميركا عام 1927 بدعوة من عرب المجهر لترؤس مؤتمرهم، وجاب أنحاء الحجاز، ثم وضع كتابه الإرتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف، ومن كتبه:
◄الحلل السندسيّة في الآثار والأخبار الأندلسيّة
◄خلاصة تاريخ الأندلس
◄لماذا تأخر المسلمون ولِما تقدم غيرهم
◄محاسن المساعي في مناقب الإمام الأوزاعي
◄حاضر العالم الإسلامي
جاء في رسالة كتبها إلى صديقه هاشم الأتاسي عام 1935، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1718 رسالة خاصة، و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة من كتب طبعت، وقال : هذا محصول قلمي في كل سنة ، ووصفه خليل مطران بإمام المترسلين، وقال مصطفى صادق فيه إنه حجة الأدب وسيد كتّاب العصر، وصفة أمير البيان مقترنة بإسمه في كل مكان.
1952/12/22
باخرة الركاب الفرنسية (شامبوليون)تنشطر إلى قسمين ، قبالة سواحل الأوزاعي جنوب بيروت ، في عاصفة هوجاء وعليها ما يزيد عن مئتي راكب، غرق 35 راكباً بسبب نقص المعدات وتعذر إنقاذهم في العواصف.
1954/12/29
تُوفِّي في مثل هذا اليوم الأديب والمفكر والصحفي والشاعر ورجل المال اللبناني ميشال شيحا، ولد في مدينة بيروت في الثامن عشر من شهر تموز/يوليو العام 1891، أصدر صحيفة لو جور باللغة الفرنسية العام 1943.
1968/12/28
في مثل هذا اليوم قوات إسرائيلية مجوقلة تهاجم مطار بيروت الدولي، وتدمّر ثلاث عشر طائرة مدنية لبنانية، كانت متوقفة على أرض المطار.
1974/12/26
في مثل هذا اليوم تُوفِّي في بيروت المطرب والملحن العربي فريد الأطرش، هو من مواليد عام 1915 في جبل العرب، عاش فريد الأطرش حياة مليئة بالمتاعب تعتبر نموذجا فريدا للفنان الذي عانى المرّ في حياته منذ أن كان طفلا لا يعي من حقائق الدنيا الشيء الكثير، فرّت به والدته هو وشقيقته أسمهان وشقيقه فؤاد إلى مصر خوفا من بطش الفرنسيين الذي كانوا يحتلون سوريا.
إن قصة الموسيقار الحزين، هي قصة الفن الأصيل، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فجع بوفاة شقيقته المطربة أسمهان، وهي في عز شبابها، والتي كان يعلّق الآمال على مساعدته بصوتها ليقدم ألحانه، إتسمت أغانيه حتى الفرحة منها، بالحزن، تُوفِّي في مستشفى الحايك في بيروت، بعد معاناة طويلة من مرض القلب.
1975/12/06
السبت الأسود في بيروت: بعد إغتيال أربعة مسيحيين من ميليشيا حزب الكتائب في ضاحية بيروت، مجازر تنفذها هذه الميليشيا ضد المسلمين عشوائياً في الشوارع بعد التدقيق في هوياتهم، أدت المجازر إلى مقتل 110 أشخاص في نهاية الأسبوع وخطف حوالي 150 شخصاً، تدخل الجيش اللبناني في وسط بيروت في 9 كانون الأول.
1975/12/08
جبهة قتال جديدة في حي الفنادق الكبرى في بيروت، حيث دخلت القوات الوطنية والقوات الفلسطينية لطرد ميليشيات الكتائب والوطنيين الأحرار.
ووحدات من الجيش اللبناني تنتشر حول المباني الرسمية، في اليوم التالي، سبعون ألف شخص يتظاهرون من أجل السلام في بيروت وزحلة والدامور، والأجانب يبدأون بالرحيل من لبنان.
1976/12/03
صادف هذا اليوم الذكرى المئوية الثانية لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت.
1978/12/24
تُوفِّي في مثل هذا اليوم المؤرخ اللبناني فيليب حتّي، درّس في الجامعة الأميركية في بيروت، في عام 1931 هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية وأعطى دروسا في تاريخ العرب باللغة العربيّة، وفي العام 1952 عرضت عليه جامعة برنستون التدريس فيها، فسافر إليها برتبة أستاذ، ثم تدّرج إلى أعلى، وما لبث أن إقترح على الجامعة تدريس اللغة العربيّة، ثم الأدب العربي، ثم الدين الإسلامي، فتاريخ العرب، وتمكن من تأسيس دائرة تعنى بالشؤون العربيّة كانت الأولى من نوعها في الولايات المتحدة الأميركية.
في عام 1974 أصبحت اللغة العربيّة مادة إجباريّة لطلاب شهادة البكالوريوس في العلوم، ومن أهم مؤلفات حتّي :
◄تاريخ العرب المختصر
◄السوريون في أميركا
◄تاريخ سوريا
◄تاريخ لبنان
أبصر النور فيليب حتّي في الرابع والعشرين من شهر حزيران من العام 1886 .
1980/12/18
أقيمت اليوم في الجامعة الأميركية في بيروت، ندوة حافلة لمناسبة الذكرى الألفية لميلاد الشيخ الرئيس إبن سينا، نظمّت الندوة اللجنة الوطنية اللبنانيّة للأونيسكو.
1981/12/07
إغتيل في بيروت في مثل هذا اليوم المناضل والأديب الفلسطيني عبد الوهاب الكيّالي، ممثل جبهة التحرير العربي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كان عبد الوهاب الكيّالي من أبرز الشخصيات الثقافية العربيّة، ولد في يافا عام 1939، وتلقى تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث بدأ نشاطه الوطني والسياسي، ثم درس في جامعة لندن وحصل منها على الدكتوراه في تاريخ فلسطين، وأنشأ ببيروت في العام 1970.المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، التي أصبحت من أبرز المؤسسات الفكرية في الوطن العربي، إغتيل في مثل هذا اليوم في مكتبه.
1981/12/15
إنفجار يدمّر مبنى السفارة العراقية في بيروت الغربية ويؤدي إلى مقتل 51 شخصاً بينهم السفير العراقي وزوجة الشاعر السوري نزار قبّاني بلقيس ، تبنى الإعتداء من طهران حزب (الدعوة) الإسلامي.
1982/12/28
في مثل هذا اليوم إفتتاح المفاوضات اللبنانيّة/الإسرائيلية في بلدة خلدة جنوب بيروت، بحضور وفد أميركي، والتي أدت إلى توقيع إتفاق السابع عشر من أيار، الذي ألغي لاحقا تحت ضغط المعارضة الوطنية.
1996/12/04
رحل في مثل هذا اليوم في بيروت العلاّمة الشيخ عبد اللَّه العلايلي، الذي يُعتبر أحد أبرز أعلام الفكر العربي والإسلامي المعاصر، تُوفِّي عن إثنين وثمانين عاما.
في محلة من مدينة بيروت العتيقة كانت تُعرف باسم الثكنات وهي القسم الواقع اليوم بين بناية البريد المركزي والسراي الكبير ولد الشيخ عبد الله العلايلي في 20 تشرين الثاني سنة 1914م.
بدأ الشيخ عبد الله العلايلي نشأته الأولى في مدارس كانت أشبه بالكتاتيب، من ذلك كُتّاب المعلم عيسى كتوعة وكان قرب الجامع العمري الكبير، ومنه إنتقل إلى كُتّاب الشيخ نعمان الحنبلي الذي عُرف أيضاً باسم المدرسة السوريّة وكان في محلة الخندق الغميق، إنتقل بعده إلى كُتّاب الشيخ مصطفى زهرة في منطقة زقاق البلاط.
وفي سنة 1920م ألتحق بمدرسة الحرج الابتدائيّة التابعة لجمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة وكانت أبرز المدارس الإسلاميّة الأهليّة آنذاك. وظّل في هذه المدرسة حتى سنة 1923م.
وفي سنة 1924م توجه إلى الجامع الأزهر الشريف في القاهرة برفقة شقيقه الشيخ مختار وظّل يتابع الدراسة في هذا الجامع حتى سنة 1935م وأخذ عن الجلَّة من الشيوخ أمثال: الدسوقي العربي، ومحمد نجيب المطيعي، ويُوسُف الدجوي، وسيّد علي المرصفي، والسملوطي، وأحمد عيسى الشرقاوي، ومحمد العربي، وعفيف عثمان، وعلي محفوظ إلى كثرة كاثرة من عيون علماء ذلك العصر.
وفي سنة 1936م عاد الشيخ عبد الله العلايلي إلى مدينة بيروت وإنصرف للوعظ والإرشاد في الجامع العمري الكبير، وداوم على ذلك حوالى ثلاث سنوات. وكان في أثناء ذلك يطرح آراء حول قضايا إصلاحيّة في رسائل مثل:
1. المفتي والفتوى
2. الأوقاف
3. المحاكم الشرعيّة
إن المخاضات السياسيّة والوطنيّة والقوميّة التي عاشتها البلاد العربيّة خلال الحرب العالميّة الثانية 1939–1945 وما بعدها كانت لها انعكاساتها في فكر الشيخ عبد الله العلايلي وعلى قلمه، وكذلك كانت حافزاً له على دخول معترك الحياة الحزبيّة ببيروت، لذلك ظهرت له عدة رسائل توجيهيّة واجتماعيّة وسياسيّة تحت عنوان {إني أتهم}، كما ساهم في وضع لوائح الأحزاب التي ظهرت آنذاك مثل :
◄حزب النجّادة
◄الحزب التقدمي الإشتراكي
◄حزب البعث العربي الإشتراكي
ولقد لفت الشيخ عبد الله نظر المؤسسات العربيّة ومجامع اللغة العربيّة التي رأت الإفادة من علمه وفكره ونشاطه. ففي سنة 1952م انتدبته جامعة الدول العربيّة كمستشار عند طرح موضوع {الزكاة في الإسلام} وبدعوة من لجنة الثقافة التابعة للجامعة المذكورة برئاسة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عُيّن الشيخ عبد الله العلايلي عضواً في اتحاد مجامع اللغة العربيّة الذي إنعقد في دمشق.
وفي سنة 1956م انتدبه اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني للمساهمة في وضع المعجم العسكري، للمصطلحات العسكريّة، وهي المهمة التي لازمها من عام 1956م إلى عام 1968م، وكانت حصيلتها أربعين ألف كلمة، وقد تولى الجيش اللبناني طباعة هذا المعجم الذي اعتمدت عليه جامعة الدول العربيّة عندما أرادت توحيد المصطلحات العسكريّة لجيوش الدول العربيّة الأعضاء.
وللشيخ عبد الله العلايلي العشرات من الكتب التي ألّفها في موضوعات مختلفة، بعضها في فقه اللغة العربيّة، وبعضها في المعاجم اللغويّة أهمها المنجد العربي، وكتب أخرى كثيرة تناول فيها شؤون المجتمع العربي اللبناني من خلال توجهاته الوطنيّة والسياسيّة.
ويمكن القول بأن هذه الكتب يمكن أن تعتبر لوحدها مكتبة قائمة بذاتها لتنوع مادتها وتعددها وكثرتها. ولو أردنا إحصاء جميع ما ألّف الشيخ عبد الله العلايلي لاقتضانا ذلك الصفحات الكثيرة، على أنه إذا أعجزنا هذا الإحصاء فإنه لا بّد لنا من التنويه ببعض الكتب التي استقطبت اهتمام أهل القلم، سواء في لبنان والبلاد العربيّة أو في الأوساط الأجنبيّة.
والشيخ عبد الله العلايلي رحمه الله لم يقعده تقدّم السِّنّ عن الإمساك بعنان الكتابة، فكان يمدّ الصحف والمجلات التي تتلقى حصاد قلمه وعصارة زبدة فكره بمزيد من العناية والإهتمام. وتحل أبحاثه ومقالاته محل الصدارة في صفحاتها الأولى.
وإن غزارة الشيخ عبد الله العلايلي وكثافة دراساته المنشورة جعلته مصدراً حيًّا لا يستغني عنه الباحثون والمحققون في ذلك الزمن. ونظراً للدور الريادي لمصنفاته القيّمة فإنه حاز جائزة رئيس الجمهورية اللبنانيّة لأحسن المؤلفين سنة 1962م، كما مُنح وساميْ الأرز الوطني أحدهما من رتبة فارس سنة 1954م وثانيهما من رتبة ضابط سنة 1963م .
وفي كلمة كتبها الكسندر سميرنوف المستشرق الروسي في الكتاب الذي أصدره اتحاد الكتّاب اللبنانيين تحت عنوان {الشيخ عبد الله العلايلي مفكراً ولغوياً وفقيهاً} يقول هذا المستشرق:
يأتي اسم الشيخ العلامة عبد الله العلايلي في طليعة العلماء العرب المعاصرين الذين يستند إلى أبحاثهم ومؤلفاتهم الباحثون السوفيات في حقل الاستعراب .... إن المستعربين السوفيات إذ يتابعون بشغف كل عمل جديد من أعمال العلايلي، يتمنون له عمراً مديداً ومزيداً من الإبداع والعطاء العلمي في خدمة تقدّم الشعوب العربيّة والتعارف المتبادل بين الشعب السوفياتي والأصدقاء العرب.
ومن أفضل ما شهد به العلماء المعاصرون على أهمية الشيخ عبد الله العلايلي وتأثيره في إحياء اللغة العربيّة وتجديد حضورها في أمة العرب تلك الشهادة التي أثبتها رمزي البعلبكي عن كلامه على {النظريّة اللغويّة عند العلايلي} حيث قال :
من منن الله على العربيّة أنه سبحانه وتعالى، لا يفتأ يبعث من يحيي هذه اللغة الشريفة في نفوس أبنائها، وينهض بها لتستقيم في معترك البقاء على نقاوة في التشذيب ولدانة في التخيّر واندفاع في الوثب، ولا جديد في القول إن الشيخ العلايلي هو محيي العربيّة على رأس هذه المائة ، فهو المقدمة وهو المرجع ومنه الفكر والنظر والاقتراح والبرهان.