الرّبع الخالي أكبر صحراء رمليةٍ في العالم. يقع بالكامل في شبه الجزيرة العربية، وتزيد مساحته على مساحة فرنسا إذ يمتدّ على مساحةٍ تزيد على 600 ألف كم2، بطولٍ يقارب 1200كم وعرض يقارب 640 كم، وهو يُغطّي المساحة ما بين الإمارات العربية المُتحدة وسفوح جبال اليمن، ومن هضبة حضرموت جنوبًا حتّى رمال الجافورة ورمال الدّهناء شمالاً.
ينقسم الربع الخالي من حيث الكثبان الرملية إلى ثلاث مناطقٍ رئيسيّة:
1- شمال شرق العروق المعترضة، وتتميّز بالكثبان الهلالية الشّكل.
2- الحواف الشّرقية والجنوبية، وتتميّز بالكثبان نجمية الشّكل.
3- أمّا النصف الغربي، فيتكوّن من كثبانٍ رمليةٍ طوليةٍ تظهر بوضوحٍ كعروقٍ من الرّمل حتى إلتقائها بجبال طويق (العارض).
تمتدّ هذه العروق الرّملية في الربع الخالي لمئات الكيلومترات طولاً وهي الأضخم. وفي جزءٍ من هذه العروق تقع محمية عروق بني معارض شرق جبال طويق. تُقدّر مساحة هذه المحمية بـ12 ألف كلم2 وهي تعادل 0.56 من مساحة المملكة السّعودية و2% من مساحة الرّبع الخالي. وتقع المحمية عند التقاء الحافة الغربية للرّبع الخالي مع شرق الجزء الجنوبي لنهاية سلسلة جبال طويق. وقسمت المحمية إلى ثلاث مناطق: المركزية وحظّرت فيها الأنشطة البشرية كافة؛ والثّانية وسُمِحَ فيها برعيٍ مُنظّمٍ مع حظر الصّيد والإحتطاب؛ والثالثة سمح فيها بالرّعي مع حظر الصيد والإحتطاب.
تتميّز هذه المحمية بتنوّع بيئاتها من جبالٍ ووديانٍ وكثبانٍ رمليةٍ. ويتراوح ارتفاع المحمية ما بين 640 و1031 مترٍ عن سطح البحر، فيما يرتفع جبل طويق ما بين 200 و300 متر عن سطح الأرض. وتُسمّى سلاسل جبال طويق العمود الفقري لتضاريس وسط نجد لإمتدادها لأكثر من ألف كلمٍ. وتقلّ معدّلات الأمطار في محمية عروق بني معارض عن 50 ملم في العام، وتصل فيها درجات الحرارة القصوى صيفًا إلى أكثر من 50 درجة مئويّة.
يحدّ الرّبع الخالي بحرٌ من الرّمال نتيجةَ المناخ الجاف. والجفاف صفة جغرافية لمناطق من العالم تكون فيها موارد الماء من التّساقط أقلّ من كمّية الماء التي يمكن أن تذهب بها قوى التّبخر، أي تحرّكها من الارتفاعات العليا إلى الأسفل. وهي ظاهرة تُسبّب ارتفاع الحرارة وتقلّل سقوط المطر، وتوجد هذه الظاهرة في معظم القارات.
ينتشر في الرّبع الخالي الكثير من الحيوانات البرّية، مثل المَها العربي (البقر الوحشي) وغزلان الرّيم والأرانب البرية والثّعالب الرملية والحمر الوحشية. وفي الجبال المُحيطة بالربع الخالي هناك الوعول والطّهر العربي. هذا بالإضافة إلى طيور النّعام التي سُجّل داخل محمية عروق بني معارض أعشاش فيها سبع بيضات لطيور النّعام.
في محمية الرّبع الخالي ثلاث بيئاتٍ محلّيةٍ متمايزةٍ هي: منحدرات جبال طُويق والأودية والشّعاب ومناطق الرّمال. ولإنعدام التّربة في المنحدرات الجبلية، فهي جرداء باستثناء بعض المُنخفضات التي ينبت فيها حشائش، كالثّمام والأثوم وصليلة والشويكة وبعض الأعشاب الأخرى. أمّا الأودية المنحدرة شرقًا من جبال طويق باتجاه الرّمال فهي أفضل مواقع الغطاء النباتي، وتنتشر بها أشجار السّمر بنوعَيه واللّعوت والسّرح والمرخ؛ وتسود شجيرات الرمث والحرمل وأنواع الضّريسة والسندان والعشرق والعرفج وشوك الضب وعدد آخر من الشجيرات والحشائش. أما المناطق الرّملية فتسود فيها أشجار الغضي والقطب وبعض الحشائش الأخرى. وفي الشقائق بين عروق الرمال تنمو أنواع مختلفةٌ من النّباتات، مثل الحداء والصّمعاء والسّمر.