تحتفل شعوب العالم بالمواليد وفق عادات وتقاليد مختلفة تعبّر عن فرحتها بحدث استقبال عضو جديد في العائلة
عادة ما تهدف طقوس الشعوب حول العالم احتفالاً بالمواليد الجدد إلى حمايتهم من الحسد والأرواح الشريرة. كثير من هذه العادات والطقوس يتسم بالغرابة والطرافة كالاحتفاظ بالحبل السري، وإرغام المولود على البكاء، والحرص على ألّا تلمس قدماه الأرض لمدة من الزمن، واحتجاز الأم، وأكل المشيمة.
في اليابان، تحرص الأمهات على الاحتفاظ بالحبل السري في صندوق أو علبة جميلة. بدأت هذه العادة في العصور القديمة عندما أرادت بعض النسوة الاحتفاظ بشيء خاص من لحظات الولادة، فجاءت هذه الفكرة. وعادة ما توضع دمية صغيرة ترتدي الزي الياباني داخل صندوق وفيها جزء من الحبل السري.
ومن العادات اليابانية أيضاً، إرغام المواليد على البكاء. يعتقد اليابانيون أنّ ذلك سيجعل الأطفال يتمتعون بالصحة وسيساعد في طرد الأرواح الشريرة. وينظم في طوكيو مهرجان سنوي لتشجيع وإرغام الأطفال على البكاء. خلال هذه المسابقة يجري تسليم الأطفال إلى مصارعي سومو ومن ينجح في إرغام الطفل على البكاء أولاً أو بصوت مرتفع يفز بالمسابقة.
أما في الصين، فتقضي العادات باحتجاز الأم في المنزل لمدة تتراوح ما بين ثلاثين وأربعين يوماً بعد الولادة حفاظاً على صحتها، وحماية لها من الإصابة بالأمراض. كذلك، يبعدونها عن النوافذ المفتوحة ومكيفات الهواء.
ومن العادات المتوارثة في الصين أن يجمع الآباء والأمهات قطع قماش مختلفة من العائلات الثرية لحياكة قطعة ملابس للمولود الجديد على أمل أن يصبح غنياً مثلهم. كذلك، يعطون الطفل بيضاً مصبوغاً باللون الأحمر رمزاً للسعادة والتجديد، ويوزعون البيض الأحمر عندما يكمل الطفل شهره الأول، فيقيمون حفل "القمر المكتمل" ويجتمع الأقارب والأصدقاء لإعطاء الهدايا للطفل الجديد.
وفي إندونيسيا تفرض العادات ألّا تلمس قدما الطفل الأرض إلا بعد مرور 105 أيام على ولادته، فلمسه الأرض خلال هذه الفترة قد يُنجّسه. وتنتهي هذه العادة المقدسة بتنظيم احتفال يلمس خلاله الطفل الأرض للمرة الأولى بعد انتهاء الفترة المنصوص عليها.
وفي ماليزيا تحظى الأم بعناية خاصة، فهي تخضع للتدليك بالأحجار الساخنة وتقشير كامل الجسم لعلاج تغييرات ما بعد الولادة. وتعامل بدلال بعد وضعها وفق العادات القديمة فلا يسمح لها بالعمل، بل يتكفل الزوج والأصهار بالأعمال المنزلية.
ومن العادات الخطيرة على حياة المواليد إلقاؤهم من ارتفاع كبير، ويحرص الهنود في ولاية ماهاراشترا على إلقاء مواليدهم من أعلى أسطح المعابد لغرس الشجاعة والذكاء داخلهم. وقد بدأت هذه العادة قبل 500 سنة. ويستقبل المولود لدى سقوطه مجموعة من الرجال يحكمون قبضتهم على ملاءة سرير حتى يسقط عليها. وفي الهند أيضاً عادة "حمام الدخان" وفيها يحمل المولود فوق نيران مشتعلة، ويجري تعريضه للدخان بهدف حمايته من الأرواح الشريرة والأمراض.
وتفرض التقاليد لدى بعض القبائل الباكستانية على النساء الوضع بعيداً عن عائلاتهن، والانتقال الى أحد المباني الشعائرية المعزولة، فهناك يسود الاعتقاد أنّ الأم في مرحلة المخاض غير طاهرة.
وإذا كانت معظم الشعوب تهدي المواليد الجدد ملابس وألعاباً وذهباً أو نقوداً في الأسابيع الأولى على ولادتهم، فإنّ الأمر مخالف في البرازيل، حيث تعدّ الأم هدايا تذكارية لكلّ شخص يأتي لزيارتها في المستشفى عند ولادة الطفل. وتكون الهدايا بمثابة رسائل باسم الطفل لشكر الزائرين. عرفت هذه العادة انتشاراً سريعاً حول العالم أيضاً، فالأمهات يهتممن بتجهيز غرف الاستقبال في المستشفيات بحلوى وتذكارات بسيطة من أجل الزائرين.
وفي ترينيداد وتوباغو يوضع المال في يد المولود لتحقيق الرخاء وجلب البركة للأسرة، وحتى يكون المولود غنياً.
وفي إيرلندا تحرص العائلات على رش وتلطيخ رأس المولود بقطعة محفوظة من كعكة الزفاف الخاصة بهم في حفل تعميده. وفي السويد يترك المواليد للنوم في العراء في درجات حرارة متدنية، فالسويديون يعتقدون أنّ تعريض الأطفال لدرجات حرارة منخفضة يساعدهم في النمو السليم، والحماية من الأمراض.
وفي ألمانيا يحتفل الأب مع أصدقائه بالمولود الجديد بتناول المشروبات المختلفة من أجل تسهيل عملية التبول الأولى للمولود الجديد. وفي فنلندا تحصل الأمهات على "طقم الأمومة" وهو عبارة عن هدايا من الدولة تضم مجموعة من الملابس وأغطية الأسرّة، والألعاب.
تختلف العادات الأفريقية في استقبال المواليد الجدد. ولعلّ أشهرها عادة "الاستحمام بالفم". وفيها تضع الأم ماء استحمام الرضيع في فمها أولاً قبل استخدامه، والهدف من هذه العادة هو تعميق الروابط بين الأم ومولودها.
وفي نيجيريا وغانا يجري دفن المشيمة ومعاملتها كتوأم ميت للطفل الحديث الولادة، وبعض القبائل تجري مراسم دفن كاملة للمشيمة. وفي نيجيريا أيضاً تضع الأمهات أنواعاً مختلفة من الأطعمة على لسان المولود مثل الزيت والماء والملح والفلفل البارد بهدف عيشه حياة هادئة وسعيدة.