آل أدريس
من الأسر البيروتية الإسلامية التي توزّعت في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية، أسهمت في فتوحات الكثير من البلاد العربية، وفي مقدمتها المغرب العربي ومن ثم مصر وبلاد الشام والساحل البيروتي. كما أنها تعود بنَسَبها إلى آل البيت النبوي الشريف من خلال نَسَب مولانا إدريس الأكبر ابن السيد عبد الله المحض بن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السبط رضي الله عنهم.
وقد برز منها عبر التاريخ النبي إدريس u، وإدريس بن عبد الله بن الحسن المتوفى عام (793م)، مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب، كما برز إدريس بن إدريس بن عبد الله (793- 828م) مؤسس مدينة فاس العاصمة الجديدة للدولة الأوروبية، ثم برز من الأسرة إدريس السنوسي (1890- 1969م) الذي أصبح ملكاً على ليبيا عام (1950م)، وخلع عن العرش إثر ثورة الفاتح من سبتمبر عام (1969م). وبرز من الأسرة: إدريس بن يعقوب (المأمون) (1185- 1232م) تاسع سلاطين الموحدين. كما برز من الأسرة العالِم والرحّالة الجغرافي الإدريسي (الشريف أبو عبد الله 1100- 1165هـ) الذي طاف العالم بناء على طلب ملك صقلية، وألّف له كتاب «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق». ومن بين رجالات الأسرة: الإدريسي المغربي (أحمد بن ميمون 1450- 1411م) زعيم مغربي ولد في فاس وتوفي في دمشق، من مؤلفاته: «بيان غربة الإسلام بواسطة صنفي المتفقهة والمتفقرة من أهل مصر والشام».
من سلالة هذه الأسرة الشريفة التي تعود بنَسَبها إلى الدوحة النبوية، نزح فرع من أسرة إدريس إلى بيروت واستقر فيها منذ أكثر من خمسمائة عام، وقد شارك أفرادها في الدفاع عن ثغر بيروت المحروسة. برز منها في بيروت في القرن التاسع عشر الوجيه قاسم إدريس والسيد مصطفى إدريس، ونال أفرادها لقب «سيد» بسبب انتسابهم للرسول محمد r. كما برز منهم في العهد العثماني السيد أبو إبراهيم إدريس الذي أعطى اسمه اسماً لباب من أهم أبواب بيروت العثمانية هو «باب إدريس» وقد تحولت المنطقة بأكملها – وما تزال حتى اليوم – في باطن بيروت تُعرف باسم منطقة باب إدريس.
ومن بين الذين برزوا من أفراد الأسرة الطبيب حسن إدريس من أوائل الأطباء المسلمين في عهد الانتداب الفرنسي ومن أشهر أطباء الأطفال في بيروت في القرن العشرين، وقد قام بدور وطني بارز باعتباره عضواً فاعلاً في مؤتمرات الساحل الوحدوية، كما عرف نجلاه الدكتور فاروق إدريس والمهندس رشيد، وبرز الأديب المفكر الدكتور سهيل إدريس (المتوفى 19 شباط 2008م): (1925- 2008م) مواليد بيروت (1925م)، تلقى دروسه في مدارس المقاصد، وتخرج من كلية فاروق الشرعية في بيروت. عمل محرراً صحافياً. ثم حاز عام (1952م) الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون. أسس مع بهيج عثمان ومنير بعلبكي مجلة «الآداب».
عام (1956م) أسس دار الآداب بالاشتراك مع الشاعر نزار قباني، وفي عام (1961م) قام بالتدريس في جامعة بيروت العربية لأكثر من عشر سنوات. في عام (1968م) أسس مع عدد من المثقفين اتحاد الكُتّاب اللبنانيين، واستمر أميناً عاماً لثلاث دورات متتالية. من مؤلفاته:
◄ الحي اللاتيني عام (1953م).
◄ الخندق الغميق عام (1958م).
◄ أصابعنا التي تحترق عام (1962م).
أما مجموعاته القصصية فمنها:
◄أشواق (1947م).
◄ نيران وثلوج (1948م).
◄ كلهن نساء (1949م).
◄لدمع المر (1956م).
◄رحماك يا دمشق (1965م).
◄العراء (1973م).
أما المسرحيات التي ألفها فهي:
◄الشهداء (1956م).
◄زهرة من دم (1969م).
عمل الدكتور سهيل إدريس لمدة (25) عاماً على تأليف «المنهل» (عربي- فرنسي) والمنهل (عربي – عربي) مع الشيخ الدكتور صبحي الصالح ونجله الدكتور سماح إدريس. كما ترجم العديد من كتب سارتر وكامو. آخر ما صدر له عام (2001م) الجزء الأول من سيرته «ذكريات الحب والأدب» كما صدر الجزء الثاني عام (2006م)، توفي في بيروت في 19 شباط عام (2008م). تميزت كتاباته بالجرأة الأدبية والاجتماعية ونقد التقاليد والممارسات الاجتماعية والسياسية.
وبرز من أسرة إدريس السيد رباح حسن إدريس الأمين العام الأسبق لجمعية تجار بيروت، والسيد وفيق إدريس أحد كبار التجار في منطقة باب إدريس وفي بيروت، وهو شقيق الدكتور حسن إدريس. كما برز من الأسرة السادة: إبراهيم، أكرم، أمين، رجل الأعمال شريف إدريس، ورجل الأعمال وجيه إدريس، أنيس شريف، أيمن وجيه، باسل، تمام، حسين، خالد، درويش، رباح وفيق، رشيد، رفيق، رمزي، زاهر، زياد، سامي، سليم محمد، سمير، سهيل شريف، شريف وجيه، شفيق، صادق، صلاح الدين، طلال، الدكتور عاطف إدريس، جليل، عبد الله، عدنان، فوزي، عصام، علي، عماد، فاروق، فؤاد، كمال، ماهر، محمد، محمود، مصباح، نبيل، نزار، نور الدين، فوزي، هادي، وليد خالد، وليد منير، يوسف محمد إدريس وسواهم.
ومن خلال تتبع جذور العائلة، فقد تبين:
-1 وجود عائلة إدريس البيروتية السنية، فضلاً عن أسرة إدريس الشيعية المتوطنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وسواها.
-2 وجود عائلة إدريس رباطي في مدينة بيروت.
-3 وجود عائلة إدريسي في بيروت أيضاً.
أما فيما يختص بأسرة إدريس لغةً وتلفظ في بيروت «دريس» بدون الألف على عادة العرب، فهي نسبة لسيدنا إدريس ، من الأسماء المشرقية القديمة بمعنى الرجل كثير الدراية والعالم المتبحر. ويقال: إنه الاسم الفرعوني للفرعون أخنوخ كما في التوراة. وقد ورد اسم النبي إدريس في القرآن الكريم.