من الأُسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والسورية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، ومن ثم المغرب العربي والأندلس؛ لا سيما قبيلة جزيلة (غزيلة) وهي بطن من كِندة، نسب إليها جزيلة بن لحَم بن عدي، ومنهم عمارة بن تميم بن فروة بن ثعلبة بن غزير بن عتيبة.
والأمر الملاحظ أنه نظراً لإسهامات قبيلة جزيلة (غزيلة) في الفتوحات الإسلامية، فقد أطلق على مدن وبلدات عديدة أسماء جزيلة، منها مدينة جزيلة في سوريا، ومدينة جزيلة في المملكة المغربية وفي بلاد إيران، ويقال: إن هذه القبيلة بربرية الأصل تعربت عبر العصور.
برز من أسرة جُزولي (غُزولي) عبر التاريخ الإسلامي، السادة:
1- الطبيب البغدادي يحي بن عيس بن جزلة (المتوفي عام 1100م)، اعتنق الإسلام، له كتاب «تقويم الأيدان في تدبير الإنسان» تُرجم إلى الفرنسية عام (1533م)، وله «منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان» من العقاقير.
2- عبدالله بن ياسين الجزولي (المتوفى عام 446هــ/1054م)، وُلد على حدود الصحراء جنوبي مراكش، نؤسس طريقة المرابطين الدينية والسياسية، وأسهم في نشر الإسلام بين القبائل، استشهد وهو في معارك الجهاد.
3- العالم عيس بن عبد العزيز بن يللبخت الجزولي (المتوفى عام 607هـت/ 1210م) من علماء اللغة العربية، وُلِّي خطابة مراكش وتوفي فيها، هاجر إلى مصر، وتعلم على ابن البري في القاهرة. له كتاب «المقدمة الجزولية» و «الأمالي» في النحو، و «شرح قصيدة بانت سعاد».
4- الصوفي محمد بن سليمان ابو عبدالله الجزولي 0المتوفى عام 870هــ/ 1465م) صوفي من قبيلة جزولة البربرية في السوس في المغرب، هاجر إلى فارس ودخل مدرسة الصفارين.
حفظ المدونة في فقه مالك، حج مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، وأقام في المنطقة أربعين عاماً، ثم عاد إلى فاس، إليه تنسب الجزولية، وهي فئة من الطريقة الشاذلية. له مؤلفات في التصوف، منها «دلائل الخيرات وشوارق الأنوار».
5- الأديب علي بن عبدالله الغُزولي (المتوفى عام 1412م)، أديب وشاعر، أصله من البربر، عاش وتوفي في دمشق، له عدة مؤلفات منها: «مطالع البدور في منازل السرور»، ويتضمن وصف دار الملك وما يحتاج إليه من إنشاء وطب وعلم ونعيم.
ومما يلاحظ بان الديب والشاعر علي عبدالله الغزولي (المتوفى عام 1412م)، والصوفي محمد بن سليمان أبو عبدالله الجزولي (المتوفى عام 1465م)، إنما يعودان بجذورهما إلى المغرب وإلى القبائل البربرية، كما أنهما عاشا في دمشق وبلاد الشام، فالأول عاش وتوفي فيها، في حين أن الثاني عاش في بلاد الشام حوالي أربعين عاماً. لهذا، فإن أحفاد السرة ما تزال إلى اليوم في دمشق، ومن دمشق توطن فرع في بيروت المحروسة في عهد الانتداب الفرنسي، وباتت الأسرة المغربية- الدمشقية بيروتية أيضاً.
عُرف من أسرة جزولي في بيروت حديثاً السادة: فاتح ونجلاه: أيمن فاتح جزولي بشترزي، ومفيد فاتح جزولي بشترزي، والطبيب الدكتور عبد الفتاح جزولي وسواهم.
وعُرف من أسرة غزولي في بيروت حديثاً السادة: رجل الأعمال في الأثاث والنجارة السيد عدنان محمد صالح غزولي، ونجلاه: نيازي، وصلاح غزولي وسواهم. مما يلاحظ بان الفرعين (جزولي وغزولي) ما يزالان من الأسرة قليلة العدد في بيروت المحروسة.
أما جزولي- غزولي- لغة واصطلاحاً، فهي نسبة إلى قبيلة جزيلة وجزولة العربية- المغربية (البربرية)، كما أن الجزولي هو الشخص الضخم الغليظ: كما أن الجزل هو الكريم المعطاء، في حين ان الغزولي من يقوم بغزل الصوف، علماً أن الغزولي لقب للظبية، كما أنها صفة للرجل كثير المرض.
ولا بدّ من الإضافة إلى ان بعض القبائل العربية في المشرق والمغرب العربي يحوّلون الجيم غلى غين، كما يحوّلون الغين إلى جيم.