من الأسر المسيحية البيروتية، تعود بجذورها إلى الأسر العربية التي توطنت في بلاد الشام؛ لا سيما في مناطق حوران ومن ثم بعض مناطق جبل لبنان لا سيما البترون وبيت شباب. ونتيجة للأوضاع السياسية والأرمنية المضطربة في العهد العثماني، فقد قام أحد أجداد الأسرة كنعان تيّان بالهجرة إلى بيروت في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، واستقرت الأسرة في أحياء القيراط والجميزة والرميلة، وقد سبقها بالهجرة إلى بيروت فرع آل تيان، منذ القرن السابع عشر الميلادي، وهو فرع البطريرك الماروني يوسف تيان(1796-1809م).

عُرف من الأسرة في العهد العثماني الياس تيان، طنوس وغنطوس تيّان، وكان هؤلاء من وجهاء الفترة العثمانية، ومن التجار وأصحاب المهن التجارية المعروفين. وممن برز من الأسرة في الميدان الديتي البطريرك الماروني يوسف تيّان(1796-1809م)، وهو من مواليد بيروت، تعلّم فيها ثم أكمل دراسته في روما. له مواقف جريئة ضد الأمير بشير الشهابي الكبير، فقاومه في مسألة زيادة الضرائب وفي سياسة القمع والعنف ضد الشعب. وكانت وفاته في قنوبين عام (1820م) بعد أن كان قد استقال من البطريركية عام (1809م).

هذا، وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة؛ لا سيما (السجل 1259هـ/ 1843م، ص22-23،41) إلى أسرة تيّان وأملاكها في بيروت منذ العهد العثماني في حي المقسم الشهير ظاهر بيروت وقرب عين الكراوية (حاليًا قريبًا من رأس النبع وشارع بشارة الخوري).كما أشار السجل نفسه(ص38-39) إلى السيد غنطوس ابن كنعان التيّان أحد الشهود على قسمة شرعية بين أفراد من آل الخوري في (13ربيع الثاني1259هـ)، كما أشار السجل نفسه (ص112) إلى الوكيل الشرعي خليل التيّان الذي اشترى وباع أراض لآخرين منهم الحاج بكري محمد كشلي. وكان المدعوّ خليل التيان في الوقت نفسه وكيل الأمير بشير أحمد قائمقام النصارى في جبل لبنان، وكان من كبار الأغنياء في بيروت العثمانية، كما برز من الأسرة درويش تيان(المتوفى عام 1836م) مدير مكتبة الجمعية العلمية المشرقية في بيروت.

ومما يلاحظ بأن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، لا سيما سجلات الأوقاف أشارت إلى وقف (حَكُر) بيت التيان لصيق سوق البلد بالقرب من بركة المطران على أنطوان المسكاوي (صدقة 6).

من جهة ثانية، فقد عمل العديد من آل تيان في الميادين الوطنية والسياسية والإصلاحية منذ العهد العثماني، وقد أشار سليم علي سلام (أبو علي) في مذكراته (ص136) إلى عضو جمعية بيروت الإصلاحية السيد نجيب بك التيّان الذي أسهم في تأسيس الجمعية وفي أعمالها وقراراتها عام (1913م).

برز من الأسرة الكثير من رجال اعلم والقانون والتشريع في مقدمتهم السادة: نقيب المحامين الأسبق جان تيّان، بطرس تيّان عضو محكمة استئناف الجزاء الأسبق، والمشرع الحقوقي إميل داوود تيّان (1901-1977م) أستاذ الشريعة الإسلامية في مكتب الحقوق الفرنسي في بيروت، والرئيس الاستئنافي الأول للقضاء عُين وزيرًا للعدل عامي(1957 و1965م)، والقاضي السابق شكري تيّان. كما برز من الأسرة رجل الأعمال عضو مجلس بلدية بيروت السيد جورج تيّان (2004- 2010م)، والشاعر الأديب إليان تيان، والسيد جوزيف تيان والد السيدة جويس الجميل عقيلة الرئيس الأسبق للجمهورية الشيخ أمين الجميل.

وعُرف من الأسرة أيضًا السادة: إبراهيم يوسف، إدغار شكري، أدمون، أدولف خليل، الطبيب الدكتور إرمان برنار، ألك أدمون، إميل، إميل هنري، أنطوان بيار، أنطوان شكري، برنار، المحامي بشارة أنطواني، بيار أنطوان، جو إدوار، جوزيف فيليب، خليل أنطوان، داوود إميل، روبير، ريشار، ريموند فيكتور، سامي فيكتور، سليم، سمير إميل تيّان، غريغوار جورج، فليب جوزيف، مارون أنطوان، منصور موريس، موريال روبير، ميشال هنري، نيل أرنست، نيلسون إلياس، هنري إميل تيان وسواهم. ومما يلاحظ أن بيروت شهدت أسرة تيّان الإسلامية أيضًا، وهي ماتزال قليلة العدد، عُرف منها في بيروت في منطقة الطريق الجديدة، شارع لبس، السيد عبد السلام مصطفى تيان.

أما التيّان لغة، فهي صفة تُطلق على بائع التين أو مجفّفه أو من يهتم بزراعته. كما تطلق مجازًا على الأرض الصلبة أو على الرجل المتين.