من الأُسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل والأُسر العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق، وبعض فروع هذه الأسرة تعود بجذورها إلى قبيلة الجمعان أو الجمعيات أو الجمعة اليمنية، وهي تنقسم بدورها إلى أفخاذ وبطون، منها على سبيل المثال: دغمان، الصوالحة، الشعلان، العلمة، الصبيح وسواها.
ويلاحظ بأن وقبيلة الجمعة ما تزال موزعة في طبريا وبيسان والأردن وفلسطين واليمن والعراق وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر وسواها، كما أن القزويني في كتابه يرى بان قبيلة الجمعيات هي إحدى قبائل الجبور في الفرات في العراق.
والحقيقة، فإن المعلم إبراهيم العورة في كتابه يورد أسماء بعض وجهاء من قبيلة الجماعيني، منهم السادة: قاسم الأحمد، وموسى عثمان، ويعقوب الجماعيني، ولا ندري فيما إذا كان هؤلاء الوجهاء من قبيلة الجمعيات ذاتها المشار إليها. كما أن «معجم قبائل العرب» يشير إلى عدة قبائل عربية أصلية عُرفت باسم جمعة أو الجمعة.
ومما يلاحظ أيضاً، بأن المناطق اللبنانية شهدت بعض فروع آل جمعة من الطوائف الشيعية والدرزية والمسيحية، عُرفت منهم السيد هيثم جمعة مدير عام المغتربين، والسفير أنطوان جمعة سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان. كما شهدت بيروت المحروسة عدة فروع لسرة جمعة العربية منذ العهد العثماني، وبعضها تكنى بألقاب جديدة، ويروي العلامة الشيخ محمد جمعة (الداعوق) (1910-1995م) الرئيس الأسبق للمحكمة الشرعية السنية في لبنان، من أن جذور أسرته جمعة من اليمن، وقد توطن والده جمعة اليمني في بيروت في رحاب أسرة الداعوق الوجيهة؛ غير أنه بعد وفاة والده عام (1914م) ووالدته عام (1916م)، وبما أنه كان صغيراُ بدون أية رعاية، فقد قام وجهاء آل الداعوق بتبنيه ومنحه اسم عائلتهم- أي: الداعوق-، فعاش في أحضان «القيّم»، كما ذكر كامل الداعوق في كتابه، ومن ثم قاموا برعاية دراسته وإرساله إلى الأزهر الشريف في القاهرة، حيث تدرج في العلم، وأصبح- والحمد لله- من كبار علماء بيروت ولبنان، وبات معروفاً في بيروت باسم «الشيخ محمد جمعة الداعوق»، كان رجلاً عالماً زاهداً، تميز بالاستقامة والأخلاق، رفض منصب مفتي الجمهورية الذي عرض عليه.
إن مثل هذه الواقعة أو قريباً منها حدثت مع السيد جرجس الصفدي الذي اعتنق الإسلام، وبعد أن اتخذ اسم محمد سليم المهتدي اسماً جديداً له، وأقام في بيروت وتزوج من شقيقة السيد علي سلام جدّ الرئيس صائب سلام، فقد منحه آل سلام اسم عائلتهم، وتحول اسمه من الصفدي فالمهتدي فإلى آل سلام.
ومهما يكن من أمر، فغن عائلات بيروت المحروسة شهدت منذ (1400) عام تبدلاً أساسياً في أسماء وألقاب وصفات عائلاتهم، واستقرت الألقاب على ما هي عليه بعد إحصاء عام (1932م) في لبنان.
ومن أبرز علماء آل جمعة في مصر العلاّمة محمد لطفي جمعة (1868-1953م)، كان أديباً ومحامياً وصحفياً مصرياً، وُلد في الإسكندرية وتوفي في القاهرة، وهو عضو المجمع العلمي العربي، ترجم إلى اللغة العربية كتاب «الأمير» لميكافللي، ومن مؤلفاته: «تاريخ فلاسفة الإسلام» و «الشهاب الراصد»، ومن أبرز آل جمعة في مصر في اتاريخ الحديث والمعاصر العلامة الشيخ الدكتور علي جمعة المفتي الكبر في جمهورية مصر العربية، وأحد كبار علماء الأزهر الشريف، كما برز العديد من الوزراء والنواب من آل جمعة في الردن ومصر وسواهما.
وعُرف من الأسرة حديثاً السادة: إبراهيم أحمد، إبراهيم علي، أحمد حسين، أحمد محمد، أكرم سعيد، بسام أحمد، توفيق، حسن، حسين، خالد، مصطفى، موسى، رمضان، روحي احمد، سامر مصطفى، سمير حسن، سمير محمود، سهيل محمد، صالح محمد، طالب، طه محمد، عبد العزيز حسنين عبدالله أحمد، علي أحمد، علي محمد، غالب محمد، محمد، محمد عدنان، محمود أحمد، محيي الدين رستم، مروان أحمد، مروان عبد الوهاب، مصطفى عبد الوهاب، منير محيي الدين، نور الدين، هشام علي، وفيق أمين، وليد محمد سميح، وهيب، يونس جمعة وسواهم.
والجمعة لغة تدلّ على قبيلة وعلى يوم الجمعة وهو يوم اجتماع العرب في اليوم السابع من أسبوعهم، كما أن العرب والمسلمين فيما بعد اعتادوا أن يطلقوا أسماء خميس وجمعة على أولادهم تقرباً من هذين اليومين الفضيلين، كما أصبح يوما الجمعة يوم عطلة، ويوم رئيسي لصلاة الجمعة. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم: ببسم الله الرحمن الرحيم: يأيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) [الجمعة :9].