من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية اليمنية والمنتشرة في دول الخليج العربي، وقد أسهمت في فتوحات بلاد الشام والمغرب العربي والأندلس.
وتشير مصادر الأنساب ألى أنَّ الحمرا عشيرة من المُخضبة من قبيلة هاجر التي تقع ديارها جنوبي العُجمان حتى بلاد قطر، ويقطن قسم منهم في قطر. في حين أن الحمرا بطن من عقب أرْش بن أراش بن جزيلة بن لخم، من القحطانية، كانت لهم خطة في مصر. كما أشارت مصادر الأنساب إلى فروع عديدة من قبائل الحمران.
هذا، وقد أسهمت هذه الأسرة بإسهامات عسكرية وسياسية ودينية ومعمارية بارزة طيلة عصور عديدة سواء في بلاد الشام أو المغرب العربي أو الأندلس، وأقاموا لهم دولة عرفت في الأندلس باسم دولة بني الأحمر، وعرفت العديد من القصور والمساجد بأسمائهم، منها مسجد الحمراء وقصر الحمراء، وكانت –ما تزال- تمثّل قمّة الحضارة المعمارية الإسلامية في الأندلس.
ومن الأهمية بمكان القول، بأنَّ عشائر الحمراء حملوا لقب الإمارة أينما حلُّوا سواء في المشرق العربي أو المغرب العربي أو الأندلس، وقد توطن بعض أجداد الأسرة في العصور الوسطى في دمشق والبقاع وبيروت المحروسة لا سيَّما في الفترة (540 هــ - حوالي 1160م). ومن إسهاماتها البارزة المشاركة في حماية ثغر بيروت المحروسة.
من أبرز وجوهها الأمير الشيخ محمد الحمراء أحد أمراء آل الحمراء, وقد كان مرابطًا ومدرّسًا للفقه والدين والقرآن الكريم والسنَّة النبوية في زاويته في باطن بيروت التي عرفت باسمه أي "زاوية الحمراء" التي دفن في رحابها بعد وفاته. كما أطلق على منطقة برمتَّتها منطقة الحمراء نسبة إلى هذا الأمير الشيخ الجليل.
ولا بد من القول، بأنَّ هذه الزاوية التي عرفت باسم "زاوية الحمراء" كانت قائمة غربي الجامع العمري الكبير، بناها آل الحمراء عام (793 هـ، وقيل 983 هـ- 1390 م) وقد زالت هذه الزاوية وألحق المكان الذي كانت تشغله إلى الجامع العمري الكبير، وقد أشار إليها الشيخ عبد الغني النابلسي أثناء مجيئه إلى بيروت عام (1700 م). كما وجدت في منطقة رأس بيروت زاوية أخرى عُرفت باسم زاوية أو مسجد الحمراء كما شهدت المنطقة برجًا عسكريًا لحماية بيروت عُرف باسم برج الحمراء.
هذا، وقد أشار الأمير صالح بن يحيى في كتابه إلى الأمراء أةلاد الأمير نجم الدين محمد بن جمال حجي بن نجم الدين محمد، منهم الأمير مبارك بن موسى المعروف بابن الحمراء. كما أشار في مكان آخر إلى الأمير سيف الدين أبو بكر المعروف بابن الحمراء.
والحقيقة، فإنَّ أمراء آل الحمراء بقيت أوضاعهم جيّدة في العهد العثماني، غير أنَّ القرنين التاسع عشر والعشرين شهدا تراجعًا سياسيًا وعائليًا للأسرة. كما أنَّ الأمر اللافت للنظر، إنَّ الأسرتين الإسلامية والمسيحية باتت قليلة العدد سواء في بيروت المحروسة أو في المناطق اللبنانية، علمًا أنَّه ما يزال بعض أفرادها يقيم في البقاع لا سيَّما منطقة القرعون.
عرف من الأسرتين الإسلامية والمسيحية حديثًا السادة: إبراهيم، أنطوان سعد، جمال الدين محمود، جوزيف مخايل، سعيد يوسف، عادل، عفيف، فايز سعد، فيليب سليمان، ميشال حبيب، نجيب شكيب حمرا وسواهم.
أما الحمراء (الحمرا) لغةً واصطلاحًا، فهي إحدى القبائل العربية القديمة ممّن تولّى أفرادها الأمارة في أكثر من مكان، كما أنَّ الحمراء هوصفة للون الأحمر وللمرأة الحمراء، كما أنَّ العرب أطلقوا على نوع من الطيور اسم "الحمراء" لونها أحمر، وأطلقوا لقب الحمراء على "الموت الشديد" أو "السنة الشديدة" ذات الأفاق الحمراء.