من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة والصيداوية والشامية والمصرية والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي توطنت في مصر وبلاد الشام والعراق، ومن بينها يافا وحيفا ودمشق وحلب وحماه والاسكندرية، ومن ثم صيدا وبيروت المحروسة وسواها.
وأشار ابن الثير في كتابه بان الحيّال نسبية إلى فتل الحبال وبيعها، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم القاضي بكر بن عبدالله بن محمد الحبذال الرازي، حدّث بنيسابور. وأشار «معجم قبائل العرب» إلى قبيلة جبال وليس الحبّال، عُرف منها حِبال بن الهثجيم، وهو بطن من قبيلة الهُجيم بن عمرو بن تميم بن مُر بن أُدَّ، من العدنانية. كما برز مالك بن جبير بن حبّال الذي قاتل في معركة الحديبية عام 6 هـ.
وأشارت المنصادر العثمانية والعربيّة وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت، ووثائق الأحوال الشخصية إلى فروع عديدة في بيروت ولبنان والعالم العربي من أسرة الحبّال لا قرابة بينها ولا رابط بينها سوى اللقب، ومن بين هذه الفروع والأُسر:
1- الحبّال المصري.
2- الحبّال اليافاوي.
3- الحبّال الدمشقي.
4- الحبّال الشامي.
5- الحبّال الرفاعي الشامي الدمشقي، وهذا الفرع من الأسرة المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف.
6- الحبّال البرغوث الشامي.
7- الحبّال الحفار.
8- الحبّال الحلبي ـ الحمصي ـ الحموي.
9- الحبّال الصيداوي.
والمر الملاحظ، أن بيروت المحروسة شهدت في العهد العثماني وفي عصور الاستقلال، ولغاية أواخر القرن العشرين توطن فروع عديدة من آل الحبّال، وهذا الفرع حصل على الجنسية اللبنانيّة في السنوات الخيرة من القرن العشرين، علماً أن إقامة هذا الفرع كان منذ عقود عديدة في بيروت المحروسة.
برز من الأسرة في بيروت المحروسة في القرن التاسع عشر الحاج احمد الحبّال، والحاج محمد الحبّال، ومن أعلامها البارزين الصحافي والشاعر المشهور الشيخ حسين محيي الدين الحبّال (1870-1954م)، وُلد في بيروت وتوفي فيها، تلقى علومه الأولى في مدرسة الشيخ رجب جمال الدين، كما تتلمذ على العلامة الشيخ عبد الرحمن سلام. تعاطى مهنة التدريس في مدرسة زيدان التي كان شريكاً فيها، ثم درّس في مدرسة التوفيق لصاحبها الشيخ محمد توفيق خالد مفتي الجمهورية اللبنانيّة الأسبق.
في عام (1890م) اصدر صحيفة «أبابيل»، وهي يومية سياسية انتقادية، وبالرغم من موالاته للدولة العثمانية، غير أنه وجّه إليها انتقادات حينما لزم الأمر، وفي عام (1913م) كان أحد أعضاء الوفد البيروتي والدمشقي الذي توجه للآستانة لدعم موقف الدولة العثمانية والسلطان العثماني محمد رشاد ضد المعارضين للحكم، وكان ان ألقى كلمة أمام السلطان والصدر الأعظم وولي العهد. وبهذه المناسبة أرسل القنصل الفرنسي في بيروت «كولوندر» برقية سرية بتاريخ (28 آب 1913م)، أشار فيها إلى الوفد البيروتي، وقال عن الشيخ حسين الحبّال «بانه مشهور بتعصبه وبميوله المعادية لفرنسا».
في عهد الانتداب الفرنسي استمرّ في مهاجمة السياسة الفرنسية، لذا عطلت صحيفة «أبابيل»، مثّل الشيخ عبد الرحمن سلام البيارتة في المؤتمر الإسلامي الذي دعا إليه الملك عبد العزيز آل سعود في المملكة العربيّة السعودية. أصدر عام (1919م) صحيفة (الفارغة).
كان شاعراً من الطراز الأول، وله دواوين من الشعر، وله مع علماء آخرين «الرحلة السنية على دار الخلافة الإسلاميّة». نال العديد من الأوسمة العثمانية واللبنانيّة. تتلمذ عليه العديد من كبار الصحافيين اللبنانيين، منهم على سبيل المثال: نقيب الصحافيين السابق عفيف الطيبي، عبد الرحمن الحص، عبد الرحمن المجذوب وسواهم. توفي في بيروت المحروسة عام (1954م) عن أربع وثمانين سنة.
وبرز من الأسرة الشهيد إبراهيم الحبّال الذي يعتبر أول شهيد في ثورة عام (1958م) الذي استشهد أمام مستشفى المقاصد مدافعاً عن بيروت، وقد استشهد معه كذاك الشهيد داود الإمام، والمناضل نور الدّنا الذي جرح في المعركة ذاتها.
والشهيدان المشار إليهما هما اول من دُفن في المقبرة التي عُرفت منذ تلك الفترة بمقبرة الشهداء.
وبرز من الأسرة المناضل الوطني الحاج عثمان الحبّال وشقيقه الحج عمر. كما برز الحاج احمد أمين الحبّال أحد فعليات بيروت، تميز بجرأته، ناشط في الميادين الإسلاميّة والإصلاحية، له عدة دراسات مهمة منها: ما لا يعلمه المسلمون عن جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت.
كما برز الحاج محمود مصطفى الحبّال احد العاملين البارزين في الجمعيات الإسلاميّة البيروتيّة، والمؤسسات الخيرية والاجتماعية، كما كان عضواً في المركز الثقافي الإسلامي، والمؤسسات والجمعيات الإسلاميّة البيروتيّة، ومن بينها جمعية المقاصد، ودار الأيتام الإسلاميّة. وقد كتب عدة دراسات، منها على سبيل المثال: «ذكريات مقاصدية» (1931-1943م) كراس- بيروت (1981م). والحقيقة، فقد كان ناشطاً وفاعلاً في محيطه وفي مدينته نظراً لتميزّه بالجرأة والإقدام والإصلاح، كما برز من الأسرة الناشط الاجتماعي الحاج محمد صالح عثمان الحبّال احد الناشطين في الميادين الإسلاميّة والإصلاحية، اشتهر في بيروت بتصدّيه للقضايا الدينية والاجتماعية الإسلاميّة والبيروتيّة تحديداً.
كما برز المربي الأستاذ عارف الحبّال مؤسس التربية البدنية في لبنان منذ عهود الانتداب الفرنسي والاستقلال. كما برز القاضي هاني الحبّال المستشار في الهيئة الاتهامية في شمالي لبنان، صاحب كتاب «الأصول الموجزة في القضايا الجزائية». وعُرف من الأسرة الطبيب الدكتور بسام الحبّال، والطبيب الدكتور مروان الحبّال. وعُرف من الأسرة السادة:أحمد بدر، أحمد محمد، أحمد مصباح، بسام احمد، بسام عمر، بشير، بشير أمين، جمال محمد، جمال محمود، جميل محمد علي، حسن، حسن عمر، حسن يوسف، خالد محمد، ربيع محمد حسان، رغيد بشير، رياض عارف، زياد محمد زهير، سامي محمد، سعد الدين عارف، سعيد عون، سمير عبد الرحمن، صالح سبع، طلال كمال، طلعت حسين، عادل محمد، عاطف حسين، عبد الحفيظ، عبد ارحمن محمود، عبد الرحمن محيي الدين، عبد القادر حسين، عبدالله عزت، عثمان حسن، عدنان محمد اديب، عصام رشيد، علاء محمد توفيق، عماد الدين عارف، عمر حسين، عمر سليم، غسان أنيس، كمال محمود، كمال عثمان، كمال محمد، كمال محمود، محمد، محمد احمد، محمد زهير طلعت، محمد سبع، الصرّاف محمد حبال، محمد طالب، محمد محمد خير، محمد مصطفى، محمود عون، مصطفى محمد، منذر، نبيل حسن، وليد عارف، وليد عارف حقار الحبال، ياسين محمد أحمد، يوسف، يوسف حسن، يوسف عبدالله الحبّال وسواهم.
والحبّال لغة واصطلاحا، فقد اشار ابن الأثير بان الحبّال نسبة إلى فتل الحبال وبيعها، وقد امتهن الكثير من الأسرة مهنة صنع الخيوط لتصبح حبالاً متنوعة الأحجام، تستخدم لعدة استخدامات.