آل جلّول
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وهي تعتبر من الأسر المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، لا سيما إلى افرع الحسني من ذرية الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه.
والواقع، فإن قبيلة جلّول قامت بدور سياسي وعسكري بارز في الفتوحات العربية والإسلامية، لا سيما في بلاد المغرب العربي والأندلس، وقد عرفت في منطقة المغرب العربي باسم «جلولاء»، مركز قبيلة جلول قبل انتقال مجموعة منها في العصور الوسطى إلى بلاد الشام للمشاركة في حماية الثغور الشامية، ومن بيها ثغر بيروت المحروسة، كما عرفت العراق بلدة جلولاء على شاطئ دجلة الأيمن.
ونظراً للتطورات السياسية والعسكرية والأمنية التي شهدتها المقاطعات اللبنانية في العهدين المملوكي والعثماني، فقد تنوع المعتقد الديني لأسرة جلول في لبنان من المذهب السني إلى المذهب الشيعي وإلى المسيحية، وتوزع ذلك على النحو التالي:
1- المذهب السني، وغالبية الأسرة في بيروت المحروسة.
2- المذهب الشيعي، وهؤلاء من جبيل وبعلبك وبرج البراجنة.
3- المسيحيون، وهم من زغرتا وعكار وسبعل...
وتشير المصادر التاريخية بأن جذور هذه الفروع الثلاثة هي جذور واحدة، انتقلت من المغرب العربي إلى بلاد الشام منذ العصور الوسطى، وتكاثر عددها بعد عام (1492م)، في بيروت والمناطق اللبنانية.
برز من الأسرة في بيروت المحروسة الوجيه البيروتي أحمد جلول عضو ديوان مجلس الشورى في بيروت في فترة الحكم المصري لبلاد الشام (1831- 1840م) ورجل الأعمال البيروتي رامز جلّول مؤسس معامل كازوز جلول، والوجيه البيروتي نور جلول، والصيدلي إسماعيل جلول.
وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، ومن بينها السجل (1259هـ/ 1843) (ص 52) إلى الشيخ أحمد جلول وإلى بني جلول في إطار الحديث عن أملاك وأوقاف «زاوية النوبة».
هذا، وقد اشتغل العديد من آل جلول في بيروت في الميادين الصناعية والتجارية والاجتماعية، وفي أعمال البر والإحسان، وقد أسهم الوجيه البيروتي رامز جلول مع وجهاء بيارتة آخرين في بناء ثانوية البرّ والإحسان (ثانوية الطريق الجديدة، ثانوية جميل رواس الرسمية للبنين) عام (1949م)، ونظراً لتملك بعض أفرادها بأملاك وعقارات عديدة في منطقة الطريق الجديدة إزاء تعاونية صبرا، فقد أطلق على المنطقة بأسرها «أرض جلول».
برز من أسرة جلول في بيروت حديثاً نائب بيروت الدكتورة غنوة عدنان جلول (1962-)، من مواليد عام (1962م)، تلقّت دراستها الأولى في ثانوية خالد بن الوليد التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ثم تابعت دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، ونالت منها درجة الماجستير في الرياضيات عام (1986م)، كما نالت درجة الدكتوراه في عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا من جامعة سيدني في الولايات المتحدة الأميركية عام (1995م)، بعد عودتها من الخارج قامت بالتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت حتى عام (2001م).
في عام (2000م)، اختارها الرئيس الشهيد رفيق الحريري على لائحته الانتخابية لإيمانه بدور المرأة اللبنانية في المجتمع اللبناني، كما نجحت ثانية عام (2005م) على لائحة الشيخ سعد رفيق الحريري. شاركت في أعمال اللجان النيابية، كما أسهمت إسهاماً بارزاً في القضايا اللبنانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية، وفي موضوع القضاء على الأمِّيَّة. متأهلة من السيد محمد جلول ولهما: يوسف وجاد وعدنان.
عُرف من أسرة جلول البيروتية، السادة: إبراهيم، أحمد، الشيخ أسامة، إسماعيل، بلال، حسان، حسن، حسين، الشيخ خالد، خضر، رامز محمد، رائد، ربيع، الطبيب الدكتور رهيف عدنان جلول شقيق الدكتورة غنوة جلول، رياض، زهير، زياد عدنان، سامي، سمير، سهيل، صلاح، طالب، عائد، عدنان، عبد الرحمن، عدنان، عمر محمد أنيس، محمد أديب، محمد رجب، محمد زهير، محمد محي الدين، محمد نجيب، محمد عادل، منيب، منير، نبيل، نبيه، نجيب، نور، هيثم، وسام، يوسف جلول، وسواهم.
ولا بدّ من الإشارة بان أسرة جلول ما تزال منتشرة إلى اليوم في بلاد المغرب العربي، وفي فترة الاحتلال الفرنسي لتونس (1881-1956م) كان أحد ولاة قايس السيد عبد العزيز جلول (جلولي).
وجلول لغة واصطلاحاً تأتي بمعنى علوّ المكانة والرفعة، وصفة للشخص صاحب الجبهة الجلواء، وهي جبهة الرجل الواسعة ومقدم الرأس، كما تأتي الجلواء بمعنى الوجه الحسن، وهي أيضاً نسبة لمنطقة جلولاء المغربية، ولمنطقة جلواء العراقية.
كازوز جلول أشهر من أن يعرّف في بيروت