آل حصري
من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، وهي عدة فروع وأفخاذ، كما أن بعض فروعها لا قرابة فيما بينها باعتبارها لقب لمهنة.
ويشير ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/ 369 إلى أن الحصري نسبة إلى الحُصر من حصير، نسب جماعة إلى عملها وبيعها، عرف منها المحدث سعيد بن أيوب بن ثواب الحصري من أهل البصرة، وأبو الحسن علي بن إبراهيم الحصري الصوفي البغدادي وسواهما.
وممن لقب قديمًا بلقب الحصري في الأندلس خلف الحصري الذي كان يعمل حصريًا، وكان شديد الشبه بالخليفة الأموي هشام المؤيد المشكوك في موته آنذاك، لهذا نُصِّب خلف الحصري مواربة خليفة على أنه الخليفة هشام، إلى أن أظهر المعتضد بن عبّاد موته ونعاه إلى رعيته عام (455 ه).
وتشير وثيقة صادرة عن آل الحصري مع شجرة نسب الأسرة من إعداد المهندس محمد عبد السلام الحصري عام (1997 م)، تضمنت بأن أسرة آل الحصري إنما تعود بجذورها إلى الجزائر لا سيما إلى مدينة تلمسان، وأنها أسرة منسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، والأسرة تنسب إلى شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني بن شعيب التلمساني ابن سيدي محمد أبو الحسن ابن سيدي علي بن محمد عبد الجواد ابن سيدي علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن سيدنا الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين.
أما لقب الحصري - كما جاء في الوثيقة ذاتها - فهو لقب أطلق على السيد حسين الشيخ محمود الذي امتهن صناعة الحصر. وبذلك يقول السيد توفيق الحصري بأن جد العائلة الحاج صالح المغربي (الجزائري) كان من بين أبناء الجزائر الذين حاربوا مع ثورة الأمير عبد القادر الجزائري في القرن التاسع عشر، مما اضطره عام (1835 م) للجوء إلى بلاد الشام لا سيما فلسطين تخوفًا من أحكام الأعدام الصادرة بحق الثوار. وقد توطن الحاج صالح المغربي مع ابنيه الشيخ محمود والشيخ عبد الله في قرية هوشة قرب شفا عمرو في فلسطين، غير أن أحد وجهاء أم الفحم السيد سعد الحسن سمع بالعالم الشيخ عبد الله، فطلب منه ومن عائلته التوطن في أم الفحم؛ لأن لم يكن في القرية عالم، وهذا ما حدث بالفعل.
وأضاف السيد توفيق الحصري أن شفيق الحاج صالح المغربي التلمساني توطن في مدينة الإسكندرية، ومن نسله العلامة المفكر الإسلامي الشيخ عمر التلمساني (مواليد القاهرة، عام (1904 م).
ومما يلاحظ أن فرعًا من آل الحصري قدم من فلسطين إلى بيروت المحروسة، كما أن فرعًا آخر قدم من مصر مع حملة إبراهيم باشا عام (1831 م)، وفرعًا ثالثًا كان يعمل في التجارة بين مرافىء الإسكندرية ورشيد ودمياط وصور وصيدا وبيروت وطرابلس واللاذقية، وقد تصاهر أبناء هذه الفروع مع الأسر البيروتيّة منذ العهد العثماني. وأشارت وثائق وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى فرع آخر من آل الحصري عرف باسم الحصري الشامي، وقد عرف من الأسرة في العهد العثماني السيد أحمد الحصري الشامي.
ومن الأهمية بمكان القول، بأن مصادر أسرة الحصري البيروتيّة تتحدث عن سبب اتخاذ بعض أبناء الأسرة لقب «الحصري التبريزي». وتفصيل الأسباب، في أن أحد أجداد الأسرة سيق مع الجيش العثماني من بيروت إلى مصر لمحاربة الجيش البريطاني في فترة الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918 م). ولما انتهت الحرب توجه إلى فلسطين، ومنها إلى بيروت. وبسبب روح العصر والعقلية السائدة، وبالرغم من هزيمة الدولة العثمانية، ولأسباب احترازية، حرص أحد أجداد آل الحصري بواسطة فرد من آل العجمي على الحصول على الجنسية الإيرانية؛ لأن حامل هذه الجنسية لا يخضع للتجنيد الإجباري سواء بقيت الدولة العثمانية في لبنان أم انسحبت، باعتبار حاملها إيرانيًا، وعند إجراء الإحصاء السكاني عام (1932 م)، سُجل هذا الفرع من آل الحصري على أنه «الحصري التبريزي»، وما يزال حتى اليوم بعض أفراد من هذا الفرع يحمل هذا اللقب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر السيد محمد خضر الحصري التبريزي من سكان شارع الوتوات في بيروت المحروسة.
عرف من أسرة الحصري في التاريخ الحديث والمعاصر السيد فؤاد الحصري أحد مؤسسي جمعية البر والإحسان البيروتيّة عام (1936 م)، ومحمد علي الحصري الضابط السابق في الأمن العام، والطبيب الدكتور أحمد الحصري، والمهندس محمد عبد السلام الحصري، وسامي الحصري أحد الموظفين السابقين في جامعة بيروت العربيّة. كما عرف السادة: إبراهيم أحمد، إبراهيم فؤاد، أحمد خضر، أحمد عبد الحفيظ، أحمد وفيق، أنيس، أسامة عبد السلام، جميل عبد الحفيظ، جهاد يحيى، حسن خالد، خالد وديع، خليل، درويش، درويش مصطفى، زاهر صائب، سامي صابر، سامي فؤاد، سعد الدين خضر، شفيق فؤاد، صلاح الدين، طارق طلال، طلال حسن، عبد الحفيظ حسن، عبد الرحيم محمود، عبد السلام محمد، عبد الغني محمد، عبد القادر، عبد الكريم، عبد اللطيف فؤاد، عدنان عبد السلام، عصام، عصام فاروق، عفيف، عماد عصام، عماد الدين شفيق، عمر وفيق، غسان سامي، فاروق فؤاد، فتحي مصطفى، فؤاد شفيق، ماهر عصام، محمد توفيق عبد الرحمن، محمد جمال عبد الحفيظ، محمد حسن، محمد رفيق عبد الرحمن، محمد سعد الدين، المهندس محمد عبد السلام، محمد عثمان، محمد علي، محمد علي عبد الرحمن، محمد مصطفى، محمد ناجي فؤاد، نبيل وديع، نور الدين، وفيق أحمد، وفيق فؤاد، يحيى عثمان الحصري وسواهم.
وممن عرف من أسرة الحصري المسيحيّة في بيروت والمناطق اللبنانيّة السادة: ألفريد جوزيف الحصري، ألفريد نعيم، ألكسندر فارس، إلياس جرجي، أنطوان، أنطوان إلياس، أنطوان إيلي، جان جميل، جميل، جورج، جوزيف إلياس، جوزيف أنطونيوس، حبيب إلياس، روجيه شوقي، شربل أنيس، فادي إلياس، فرنان أنطوان، فوزي يوسف، كبريال موريس، موريس، يوسف نقولا الحصري وسواهم.
والحصري لغةً واصطلاحًا هو صانع أو بائع أو تاجر الحصير وهي صناعة ازدهرت كثيرًا في التاريخ القديم والوسيط والحديث، وما تزال بعض المجتمعات المعاصرة تستخدمه حتى اليوم، وهو بمثابة ألياف نباتية تجفف وتصنّع، علمًا أن الحصير بات في التاريخ المعاصر يصنع من مواد بلاستيكية.