آل حكيم
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة والطرابلسية واللبناينة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، والمغرب العربي والأندلس. ويشير معجم قبائل العرب 1/ 287 من أن قبيلة حكيم بطن من حِصن، من علاّق، من سُليم بن منصور، من العدنانية. كانت مواطنهم في عهد ابن خلدون ما بين سوسة والأجم، منهم: بنو وائل بن حكيم، بنو طرود بن حكيم، وبنو نمير بن حكيم، والناجعة منهم أحلاف لبني كعب تارة، ولأولاد أبي الليل، وتارة لاقتتالهم أولاد مهلهل.
ويضيف «معجم قبائل العرب» 1/ 287 إلى بطون أخرى من آل حكيم، هو فرع حكيم بن أخرم، وهو بطن من بكيل من همدان، من القحطانية، وهم بنو حكيم بن أخرم بن عضاضة بن نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل.
ويشير ابن الأثير إلى فرع آخر من قبائل الحكيم، وبرز منها: أبو القاسم بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الحكيم السمرقندي، كان من عباد الله الصالحين، وممن يضرب المثل به في الحكمة، تولى قضاء سمرقند مدة طويلة، وكان حسن السيرة، فدوّنت حكمته وانتشر ذكره في الأرض، روى عنه المحدث أبو جعفر بن منيب السمرقندي وسواه، كما أشار إلى جماعة أخرى يقال لهم الحكيم. وأشار «المنجد في الأعلام»، ص 240 إلى أن أبا القاسم إسحاق بن محمد الحكيم السمرقندي المتوفى (342 ه - 953 م) هو إمام وقاضٍ حنفي. من مؤلفاته: «السواد الأعظم» في التوحيد.
ويشير «جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية»، ص 67، 68، 179 - 170 إلى فرعين آخرين من فروع آل الحكيم المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف وهما:
1- الحكيم: أسرة تقيم في دمشق، أصلها من آل العطار في المدينة، مارست مهنة العطارة والطب، فعرفت باسم الحكيم، تعود بنسبها إلى الإمام الحسن عليه السلام.
2- الحكيم: أسرة تقطن في دمشق، وجدها الأعلى هو السيد محمود الحكيم ابن السيد خضر الحكيم ابن السيد أحمد الحكيم ابن السيد محمد خضر الحكيم بن موسى بن عثمان الأصغر بن محمد بن عثمان البلخي الحوراني. ويستمر النسب الشريف للأسرة إلى أن يصل إلى الإمام الحسين عليه السلام.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض فروع آل الحكيم في بيروت المحروسة، إنما تعود بجذورها إلى المغرب العربي، وقد توطنت في إدلب واللاذقية في سوريا، ثم نزح أحد أجداد الأسرة السيد مصطفى الحكيم إلى طرابلس وتوطن فيها، ومن طرابلس نزح بعض أفراد الأسرة إلى بيروت، وقد برز من هذا الفرع الجد أبو السعود الأبياري الحكيم الإدلبي، والنائب السابق عدنان الحكيم.
ومن الأهمية بمكان القول، بأن بيروت المحروسة شهدت فروعًا من آل الحكيم من اللاذقية وحلب ودمشق وإدلب وطرابلس الشام ومن عكا في فلسطين وسواها. وقد شهدت منطقة عائشة بكار أسرة الحكيم السورية الأصل، وقد اشتهرت باسم أسرة صالحة، وقد اكتسبت الأسرة هذا اللقب نسبة لجدتهم التقية الصالحة، لهذا عرف هذا الفرع باسم الحكيم وباسم صالحة.
والجدير بالذكر أن بيروت المحروسة شهدت أيضًا فرع من آل الحكيم يُعرف باسم الحكيم الحلبي، ومن بين أفراد هذا الفرع الحاج رياض الحلبي رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتيّة (2007 - 2010 م)، وهو أيضًا أحد كبار تجار بيروت، وعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى (2006 - ).
والحقيقة، فإن فروع آل الحكيم في سوريا ولبنان هي من الكثرة بمكان، بحيث أنها تحتاج إلى دراسة مفصلة للتأريخ لهذه الفروع، علمًا أن بيروت المحروسة وسواها من المناطق شهدت فروعًا مسيحية ويهودية من أسرة حكيم، برز منها في العهد العثماني اليهودي إبراهيم روفائيل حكيم عضو جمعية بيروت للإصلاح عام (1913 م)، وهو ممثل الطائفة اليهودية في الجمعية. أما أبرز المسيحيين من آل حكيم فهو النائب السابق باخوس شاكر حكيم (1929 - 1990 م) من مواليد كوسبا شمال لبنان، والنائب السابق حبيب لويس حكيم (1926 - ) من مواليد سن الفيل - بيروت.
من جهة ثانية فقد شهد العهد العثماني بعض القادة والباشوات من آل الحكيم، منهم على سبيل المثال: علي باشا الحكيم الذي برز في القرن الثامن عشر لا سيما عام (1758 م)، وقد تولى في بعض السنوات منصب دفتردار، ومستشارًا لدى الوالي مصطفى باشا، ومن صفحاته التاريخية أن علي باشا الحكيم ساعد كثيرًا الأمير قاسم الشهابي، وقد أنزله في ضيافته، ثم وجهه إلى دمشق ليلقى فيها واليها عبد الله باشا. كما أن علي باشا الحكيم قد تعرف إلى أحمد باشا الجزار في مصر قبل شيوع شهرته، وقبل تولِّيه ولاية عكا. كما جاء في «الغُرر» 3/ 814 أسماء بعض الجرحى والقتلى في إحدى معارك عام (1830 م)، من بينهم ضاهر الحكيم وحسن الحكيم.
يلاحظ مما سبق الإشارة، إلى أن أسرة الحكيم العربيّة واللبنانيّة والبيروتيّة ممتدة في عمق التاريخ القديم والوسيط والحديث. ومن رموز الأسرة البارزة في التاريخ المعاصر المناضل النائب السابق عدنان الحكيم (1914 - 1990 م) من مواليد اللاذقية عام (1914 م)، توطن والده السيد مصطفى الحكيم في طرابلس الشام، ومن ثم في بيروت المحروسة، حيث تلقى الابن مع سائر إخوته الدراسة في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت، وتخرج منها عام (1930 م). عمل في ميادين التجارة والصناعة في لبنان وسوريا والسعودية. انتسب إلى جمعية الكشاف المسلم، وأصبح قائدًا عامًا لحزب النجادة عام (1943 م)، ثم أصبح رئيسًا للحزب عام (1952 م)، كما كان من أركان حزب الهيئة الوطنية، وعضوًا في المجلس الإسلامي الأعلى، وعضوًا في اللجنة الدائمة للأوقاف الإسلاميّة.
قام عدنان الحكيم بدور وطني مهم في مرحلة الاستقلال اللبناني عام (1943 م)، وجسّد الوحدة الوطنية من خلال تنسيق النجادة مع حزب الكتائب في مواجهة الانتداب الفرنسي أثناء اعتقاله رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري وأركان الدولة. كما قام بدور بارز في ثورة عام (1958 م) ضد حكم الرئيس كميل شمعون ورئيس الوزراء سامي الصلح، وكان أحد قادة الثورة، وكان مسؤولاً عن صحيفة «صوت العروبة» والإذاعة المحلية الناطقة باسم الثورة.
في عام (1960 م) انتخب نائبًا عن محافظة بيروت (الدائرة الثانية)، في حين لم يوفق في دورة عام (1964 م) غير أنه انتخب ثانية نائبًا عن بيروت الثانية لدورة عام (1968 - 1972 م). ومن خصائصه في إبان فترة انتخابات رئاسة الجمهورية عام (1970 م)، ترشحه لهذا المنصب خلافًا للأعراف السائدة، وليس خلافًا للقوانين.
شارك في أعمال اللجان النيابية، فكان عضوًا في لجنة التربية الوطنية، وفي لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين، كما ترأس لجنة الدفاع الوطني. عرف بصداقته وبقربه من الشهيد الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانيّة السابق. كما عرف بجرأته وإقدامه وحسه الوطني والقومي، لهذا كان صديقًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1918 - 1970 م) وللقوى الوحدوية والناصرية. كما شارك بين أعوام (1975 - 1990 م) بالكثير من الاجتماعات الإسلاميّة والوطنية للبحث في حلول للأزمة وللحرب اللبنانيّة، وقد شاركت شخصيًا في مثل هذه الاجتماعات.
تأهل من السيدة هند خانم المؤيد العظم، توفي في (26) أيار عام (1990 م) وسط حزن كبير في بيروت، ونظرًا لعطاءاته الوطنية فقد أطلقت بلدية بيروت اسمه على شارع مهم في بيروت يمتد من تقاطع المدينة الرياضية حتى تقاطع فندق السمرلند.
برز من أسرة الحكيم في التاريخ الحديث والمعاصر الأستاذة الجامعية الدكتورة سعاد الحكيم (1946 - ) من مواليد بيروت، أستاذة ورئيسة قسم الفلسفة سابقًا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية (1) في الجامعة اللبنانيّة، وعميدة المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. كما عرف من الأسرة السادة: مصطفى الحكيم الحفيد رئيس حزب النجادة حاليًا، ومحمود الحكيم، والطبيب الدكتور توفيق محمود الحكيم، والرئيس القاضي سعدي الحكيم، والطبيبة الدكتورة مريم الحكيم (طبيبة أسنان)، والسادة: إبراهيم جميل، إبراهيم فؤاد، إبراهيم محمد أحمد، إبراهيم محمد توفيق، إبراهيم مصطفى، أحمد حسين، أحمد فارس، ألفريد، إلياس، إميل، أنطوان، أنيس محمد أحمد، إيلي، باسيل منير، بسام فؤاد، بشير سعد الدين، بشير محمد، بطرس، بهيج سليم، توفيق يوسف، جان، جبران، جمال إلياس، جميل، جورج، جوزيف، حسن، حسن سلطان، حسن طالب، حسن علي، حسين، حكمت حسن، حنا، خليل عبد القادر، رمزي كميل، زكريا بشير، زياد عزت، جورج، سعد الدين حلبي الحكيم، سعد الدين يوسف حلبي الحكيم، سمير خالد، سمير خليل، طارق عبد الحفيظ، طالب محمد، طريف رشدي، عبد الرحمن أحمد، عبد الله، عبد الله عبد الكريم، علي حسن، علي عبد الله، عمار عبد الله، غسان بهيج، فارس خالد، فؤاد إبراهيم، فيصل جمال الدين، مازن محمد ظافر، محمد توفيق، محمد زكريا، محمد زكي، محمد سامر محمد عدنان، محمد ظافر، محمد عدنان، محمد عصام، محمد فارس، محمد قادري نوري، محمد محمد توفيق، محمد مروان، محمد نوري، محمود، محمود جميل حلبي الحكيم، محمود الحكيم اختصاصي للنظارات، مصطفى خليل، مصطفى فايز، مصطفى محمد عثمان، مصطفى محمود، منير، ميشال فارس، نديم سعيد، نزار بشير، نزار فيصل، نزار محمد فيصل، نزار نوري، نور الدين إبراهيم، هشام مصطفى، يحيى، يوسف حلبي الحكيم، يوسف سعد الدين الحكيم وسواهم من المسلمين والمسيحيين.
والأمر الملاحظ، ونظرًا لتعدد فروع آل الحكيم وتعدد أصولهم وجذورهم فليست جميع الفروع من عائلة وجذور واحدة، علمًا أنه تبين لنا أن في بيروت ولبنان عدة عائلات إسلامية ومسيحية.
أما الحكيم لغةً واصطلاحًا فهي تأتي بمعنى الطبيب المعالج، وتأتي بمعنى الرجل المتميز بالحكمة والتصرف الجاد والصواب والحنكة، وصاحب الموعظة الصائبة.
موكب عدنان الحكيم في منطقة البسطة