آل حموية
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة والسورية والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي توطنت في بلاد الشام لا سيَّما في مدينة حماة، كما انتشر بعض أفرادها في بلاد فارس وما وراء النهر وأفغانستان، وذلك لنشر الدعوة الإسلاميّة، وللمشاركة في الفتوحات الإسلاميّة.
برز من الأسرة قديمًا العالم المحدث أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي الحموي (المتوفى عام 380هـ) نزيل هراة، سمع من المحدّث محمد بن يوسف صحيح البخاري، كما برز الإمام أبو عبد الله محمد بن حموية بن محمد بن حموية الجويني، وأولاده يكتبون لأنفسهم اسم "الحمويين". كما برز ابنه المحدّث أبو الحسن علي بن محمد الحموية (المتوفى بعد عام 530 هـ) في نيسابور، وحُمل إلى جُوين فدفن بها.
ومن الأهمية بمكان القول، أنّ أسرة حموية استمرت بالقيام بدور سياسي وعلمي وديني بارز في العصور الوسطى، وقد برز منها في بلاد الشام شيخ الشيوخ فخر الدين يوسف بن حموية، ونظرًا لمكانته الدينية والاجتماعية فقد اختاره السلطان الأيوبي الملك الكامل عام (1226 م) مبعوثًا خاصًا له إلى ملك صقلية فريدريك الثاني (1198- 1250م) للتباحث معه حول بعض الموضوعات الهامة والأساسية السياسية والعسكرية. وقد استمر علماء ووجهاء الأسرة يقومون بدور سياسي وديني بارز في العهدين المملوكي والعثماني.
وبالرغم من انتشار أسرة حموية في بلاد الشام، ومن بينها حماة ودمشق وحلب وسواها، غير أن بيروت المحروسة شهدت بدورها توطن بعض أجداد الأسرة في القرن العشرين منهم على سبيل المثال السيد محمد حموية والسيد سعيد حموية، وقد برز من الأسرة في القرن العشرين المحافظ السابق فاضل محمد حموية، كما برز القاضي وليد حموية، وعرف من الأسرة أيضًا السادة: صلاح الدين محم، عبد الرحمن، علي، فايز نوح، محمد وليد، مأمون، موسى، وليد سعيد حموية وسواهم.
وحموية لغةً واصطلاحًا لقب أطلق أساسًا على والدة أحد العلماء فلقّب بأنّه ابن الحموية، ومذكرها الحموي، واللفاظ في الأساس من جذر الحماية والحمى.