آل خالدي
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربيّة لا سيما إلى قبيلة بني مخزوم التي ينتسب إليها الأمي خالد بن الوليد، وهي كأسرة خالد انتشرت في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق، ومن ثم في مصر والمغرب العربي والأندلس.
وتشير بعض المصادر بأن سيف الإسلام خالد بن الوليد المخزومي القرشي قد أعقب نحو أربعين رجلاً، وينتهي نسب غالبية أحفاده إلى أبنائه: سليمان، عبد الرحمن، المهاجر، ومحمد. ويعرفون ببني خالد أو الخالدي.
ومن المعروف أن بني مخزوم يمثلون الدرجة الأولى من بطون قريش، وهم عشرة: بنو هاشم، بنو أمية، بنو مخزوم، بنو عبد الدار، بنو نوفل، بنو أسد، بنو تيّم، بنو جمح، بنو عدي، بنو سهم.
عرف من بني مخزوم والد خالد بن الوليد المعروف باسم الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو عبد شمس من قضاة العرب في الجاهلية، والوليد بن الوليد بن المغيرة بن عمر بن مخزوم من أشراف قريش في الجاهلية، وهو أخو خالد بن الوليد. ومنهم الأرقم بن أبي أرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وخالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم الذي أسلم يوم فتح مكة وأقام بها، وغيرهم الكثير.
ولا بد من الإشارة، بأن للمسجد الحرام – شرفه الله تعالى – تسعة عشر باباً منها: باب الصفا الذي كان يعرف قديماً بباب بني مخزوم، وهو أكبر أبواب المسجد، ومنه يخرج إلى المسعى.
هذا، وقد شهد التاريخ العربي منذ عهد الأمير خالد بن الوليد حتى اليوم الكثير ممن برزوا من آل خالد وآل الخالدي نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 – إبراهيم بن أيبك بن عبد الله الصفدي جمال الدين الخالدي (700 – 742 ه).
2 – إبراهيم بن محمد بن عبد الله... بن سعد الدين الخالدي المقدسي (810 – 876 ه).
3 – أحمد سامح ابن الشيخ راغب الخالدي (1303 – 1370 ه) تزوج من السيدة عنبرة بنت سليم علي سلام (أبو علي) أحد وجوه بيروت المحروسة. ابنه الدكتور وليد الخالدي أستاذ التاريخ في جامعة أكسفورد.
4 – حسين فخري بن راغب الخالدي الطبيب المقدسي المشهور (1894 – 1962).
5 – راغب بن نعمان بن راغب الخالدي والد أحمد سامح الخالدي (ت 1952).
6 – روحي بك الخالدي المقدسي (1864 – 1913) أحد نواب القدس الشريف في مجلس المبعوثان العثماني.
7– راسم الخالدي المقدسي.
8 – رشيد الخالدي المقدسي.
9– عبد الكريم بن محمد بن محمد بن خالد الخالدي المخزومي الحلبي إمام الحنفية بالجامع الكبي في حلب (ت 965 ه عن ثمانين عاماً).
10– محمد بن أبي بكر بن عمر... بن إبراهيم القرشي الخالدي المخزومي، الإمام العلامة المالكي الإسكندراني (763 – 827 ه).
11– محمد علي بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الملا حسين الخالدي المخزومي (ولادته 1342 ه) عاش في إيران والهند ومصر ودبي.
12 – نظيف الخالدي المهندس الأردني الشهير، نسب إليه جبل النظيف في عمّان.
13 – ياسين الخالدي رئيس بلدية القدس عام 1898.
14 – يوسف ضياء باشا الخالدي ابن الحاج محمد علي الخالدي (1255 – 1324 ه، 1906 م).
15 – أبو محمد عبد الله بن محمد الزبن الخالدي صاحب كتاب «الاختيارات الزبنية...».
16 – المؤرخ أحمد الخالدي الصفدي (ت 1625) أديب ومؤرخ. ولد في صفد وتوفي فيها. تعلم في القاهرة، وعلم وتولى القضاء في صفد. له كتاب مهم له أثر في تاريخ لبنان الحديث بعنوان «تاريخ الأمير فخر الدين المعني».
17 – الفقيه داوود الخالدي (ت 1299 ه - 1882 م) فقيه حنفي، ولد وتوفي في بغداد. أقام ثمانية عشر عاماً في مكة المكرمة منصرفاً إلى عبادة الله. له مؤلفات عديدة منها «المنحة الوهبية في الرد على الوهابية» و «صلح الأخوان من أهل الإيمان».
18– الشاعران الخالديان نسبتهما إلى قرية الخالدية من قرى الموصل، وهما الشاعر سعيد بن هاشم الخالدي المتوفى عام 981 وشقيقه الشاعر محمد المتوفى عام 990.
19– مئات من أفراد آل الخالدي في جميع بلاد الشام: فلسطين، سوريا، الأردن، لبنان وسواها.
أما في ما يختص بأسرة الخالدي في بيروت المحروسة، فإن العهد العثماني والانتداب الفرنسي شهدا بعض فروع هذه الأسر القادمة من خارج لبنان منها:
1– أسرة الخالدي السورية الحمصية الأصل، برز من هذا الفرع الطبيب الدكتور مصطفى خالدي (1895 – 1977) من مواليد بيروت عام 1895، سوري الأصل، من عائلة تعود بجذورها إلى مدينة حمص وإلى أسرة خالدي التي تعود بنسبها إلى خالد بن الوليد. كان والده مقدماً في الجيش العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، ثم سجن وتوفي في بيروت.
تعلم مصطفى خالدي في صغره في المدارس الإسلاميّة في بيروت، حيث تعلم اللغة العربيّة والقرآن الكريم. ثم تابع دروسه الثانوية في مدرسة (Church of Scotland)، ومن ثم في الجامعة الأميركية في بيروت حيث التحق في كلية الطب. وفي هذه الأثناء دُعي إلى الخدمة العسكرية في الجيش العثماني، لذا، فإنه أكمل دراسته في كلية الطب التي أسستها الحكومة العثمانية، فأتم دراسته باللغة التركية، وتخرج برتبة ملازم أول في الجسم الطبي، كما انتدب لوقت قصير إلى فلسطين عام 1914.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، التحق مجدداً بالجامعة الأميركية، ونال منها شهادة الطب العالمية عام 1920. مارس الدكتور مصطفى خالدي عمله الطبي في مستشفى الجامعة الأميركية مساعداً للدكتور (Dorman) أستاذ التوليد.
اشتهر د. خالدي في بيروت المحروسة ولبنان بأنه أشهر جراح في التوليد. رقي إلى رتبة أستاذ في التوليد. كما أوكلت إليه أمر رئاسة قسم التوليد عندما أحيل الدكتور (Dorman) إلى التقاعد.
حاز الدكتور خالدي على منحة «روكفلر» فكانت له فرصة علمية، للإطلاع على أساليب التوليد الحديثة في كليات أميركا ومستشفيات كندا ولندن وباريس، وبذلك أتم تحصيله الطبي وأبحاثه في طب النساء والتوليد بتفوق باهر.
في عام 1948 اقترن بالسيدة وفيقة نقاش خريجة المدرسة السورية الإنجليزية في بيروت ورزقا السادة: رمزي، سامي، نديم والسيدة ليلى. وقد تولى أنجاله الأطباء من بعده إدارة مستشفاه في منطقة رأس بيروت.
كان الدكتور مصطفى خالدي بالإضافة إلى اسهاماته الطبية والعلمية، متفاعلاً مع مجتمعه وبيئته، فهو أحد أعضاء حزب الهيئة الوطنية، والكتلة الإسلاميّة، وكان أحد أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وهو أول من أسهم في تأسيس «جمعية الشابات المسلمات»، وله الفضل عام 1948 في تأسيس كلية التمريض التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت التي أطلقت على قاعة اسم «قاعة الدكتور مصطفى خالدي» تكريماً ووفاءً له ولاسهاماته. كما كان له الفضل في تأسيس المستشفى الإسلامي في بيروت (مستشفى المقاصد فيما بعد).
في عام 1952 أسس «مستشفى خالدي» في رأس بيروت للتوليد والجراحة قرب الجامعة الأميركية في الشارع الذي أطلقت بلدية بيروت اسمه عليه قريباً من شارع المكحول، وأطلق على المستشفى يومذاك اسم «مستشفى ليلى خالدي» غير أنه عرف – وما يزال – باسم مستشفى خالدي. وبما أنه كان يملك حساً وطنياً وقومياً وإسلامياً، فقد أسهم اسهاماً بارزاً مع جامعة الدول العربيّة ومؤسسات المجتمع الأهلي في بيروت في مساعدة اللاجئين الفلسطينيـين النازحين من فلسطين إلى لبنان.
له العديد من المؤلفات والمقالات العلمية والطبية والسياسية لا سيما في مجال التوليد، وله كتاب مهم باللغة الإنجليزية صدر عام 1953 يتحدث فيه عن واقع لبنان بعنوان: (Muslim Lebanon Today). ونظراً لخطورة ما جاء فيه من معلومات، فقد عمدت السلطات اللبنانيّة آنذاك إلى مصادرته وإحراقه. كما أحيل د. خالدي إلى المحاكمة.
وقد قامت جامعة بيروت العربيّة عام 1977 بهمة الأخ الحاج توفيق حوري بترجمته إلى اللغة العربيّة قام بها الأخ المرحوم الأستاذ محمود الحوت بعنوان «حاضر لبنان المسلم». وكان قد اتفق معه قبل وفاته بأشهر على هذه الترجمة إلى العربيّة. ويعتبر الطبيب د. مصطفى خالدي من أهم الشخصيات ليس في مجال الطب فحسب، ولكن في المجالات الإسلاميّة والوطنية والقومية، وكان في مقدمة الوطنيـين المناضلين في سبيل القضايا العربيّة، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
من مؤلفاته الأخرى: «على عتبة الأمومة» مطبعة طبارة 1953، و «صحة الحامل» بيروت 1928، و «التبشير والاستعمار في البلاد العربيّة» بالاشتراك مع د. عمر فروخ 1953.
هذا، وقد أشار سليم علي سلام في مذكراته، بأنه عند وصوله إلى مرفأ بيروت والوفد الإصلاحي في 2 أيلول 1913، كان في استقبالهم جمهور غفير، ومدير البوليس آنذاك مصطفى بك الخالدي موفداً من قبل والي بيروت علي منيف بك.
2– أسرة الخالدي السنية الكردية الإيرانية الأصل، ويأتي في مقدمتها العالم الجليل الشيخ الدكتور عبد الله الخالدي (1936 – 2005) تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة المخزومية التي أسهمت في الفتوحات الإسلاميّة لإيران، ونشر الإسلام في ربوعه. وقد أشارت بعض المصادر التاريخية بأن بعض فروع أسرة الخالدي توطنت في إيران في المناطق الكردية لمئات السنين، بحيث ظن البعض بأنها كردية الأصل، علماً بأنها من جذور عربية مخزومية. وقد هاجر فرع من الأسرة إلى بيروت المحروسة منذ العهد العثماني. وقد تولى والد الشيخ عبد الله الخالدي السيد محمد رشيد مفتي زاده تولية ورعاية مسجد الإمام الخضر (عليه السلام) لعقود عديدة من الزمن.
برز من هذا الفرع العالم الجليل الشيخ الدكتور عبد الله الخالدي ابن محمد رشيد مفتي زاده الخالدي من مواليد بيروت عام 1936. يعود بجذوره إلى القبائل العربيّة الخالدية التي توطنت في «سنندج» عاصمة إقليم كردستان في شمال غرب إيران.
تعلم القراءة والكتابة في مدرسة الخضر التابعة للجنة تعليم أبناء المسلمين في القرى وتعليم المرحلة الإبتدائية والثانوية بدمشق.
◄ أنهى الدراسة الجامعية في كلية الملك فاروق الأول الشرعية، بيروت، 1957 م.
◄ تعيّن بالتدريس في مدارس قطر.
◄ حصل على الإجازة من كلية الشريعة في جامعة دمشق عام 1963.
◄ شغل وظيفة كاتب ورئيس قلم في المحكمة الشرعية ببيروت منذ العام 1965.
◄ نال دكتوراه في الأدب الفارسي من جامعة طهران 1978.
◄ أستاذ مساعد في ملاك كلية الآداب الجامعة اللبنانيّة منذ العام 1982.
◄ أستاذ (محاضر) في جامعة بيروت العربيّة.
◄ أستاذ (محاضر) في المعهد العالي للدراسات الإسلاميّة، المقاصد.
◄ عضو مجلس أمناء كليّة الإمام الأوزاعي.
◄ مدير كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلاميّة منذ تأسيسها حتى وفاته في 25 تشرين الثاني 2005، دفن في جبانة الأوقاف الإسلاميّة الجديدة قرب حرج بيروت.
◄ المؤلفات
1 – شذرات في مادة النظم الإسلاميّة: بيروت، دار الرشاد، 1987 م.
2 – مفتاح اللغة الفارسية: بيروت، دار النهضة العربيّة، د. ت.
3 – الكافي في اللغة الفارسية: بيروت، دار النهضة العربيّة، 1994.
4– مكاشفة القلوب في معاملة علاّم الغيوب: تحقيق، بيروت، دار الأرقم، د. ت.
5 – إصلاح المجتمع: للعلامة البيحاني: تحقيق، بيروت، دار الأرقم، د. ت.
6 – التسهيل لعلوم التنزيل: وهو تفسير جليل لابن جُزي: تحقيق وتخريج أحاديثه، بيروت، دار الأرقم، د. ت.
7 – التراتيب الإدارية: للعلاّمة عبد الحي الكتاني: تحقيق وتخريج أحاديثه، بيروت، دار الأرقم، د. ت.
8 – اللباب من كتاب العلم وآداب العالم والمتعلّم المستخلص من كتاب العلم: للإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، بيروت، دار الأرقم ودار النهضة العربيّة، د. ت.
9– المورد العذب في بعض الكلام الدخيل في كلام العرب: بيروت، دار الروضة، د. ت.
10 – الدرّ الثمين من إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، تحقيق وتخريج، بيروت، دار الأرقم.
11 – موجز سيرة خاتم النبيـين، بيروت، دار النهضة العربيّة 1999 م.
12 – الشافي في اللغة الفارسية وآدابها، بيروت، دار النهضة العربيّة 1999 م.
13– حوار الثقافات كما مارسه سيدنا محمد r (غير منشور).
14 – كيف تكسب الحسنات في سلوكك اليومي مع أهلك والناس (غير منشور).
15 – مقالات ودراسات وبحوث عديدة وخطب جمعة. (غير منشورة).
16– توجد في أرشيفه وثائق ومخطوطات غير منشورة.
برز من أسرة الخالدي في بيروت المحروسة السادة: أحمد، أسامة، ذكاء مخلص، رياض أحمد، زهير محمود، سميح، الطبيب الدكتور سمير مصطفى، الأستاذ الجامعي الدكتور طريف أحمد سامح، عبد الحفيظ، عبد الرزاق محمد، عبد الله محمد، عصام، فؤاد محمد توفيق، فيصل كاظم، محمد رشيد، محمد سعيد، محمود، محمود وليد، نهاد خير الدين، يحي منير أحمد وسواهم.
والخالدي لغة هو الخالد في الذاكرة بسبب أعماله الخالدة، أما معنى ونسباً، فالخالدي هو من نسب إلى الأمير خالد بن الوليد، أو من كانت صفاته وخصائصه وسماته خالدية.