آل خبّاز
من الأسر المسيحيّة والإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى الأسر العربيّة المتوطنة في بلاد الشام لا سيما في سوريا وفلسطين ولبنان. كما عرفت منطقة قرب كركوك في العراق باسم خبّازا (خبازة) وقد اشتهرت جماعة عربية باسم «خبّاز» عرف منهم المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يزداذ المذكِّر المطوعي الخباز الرازي، روى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وله رحلة في طلب الحديث. سمع منه الحاكم أبو عبد الله. وقد أشار المؤرخ نقولا زيادة بأن الأسرة من مدينة حمص، برز منها في حمص الأستاذ موريس خبّاز الذي توجه قبل الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) إلى الولايات المتحدة الأميركية، ثم توجه إلى بريطانيا فالتحق في جيشها، وترقى إلى أن أصبح ضابطاً في الجيش البريطاني، وشارك مع هذا الجيش في حروبه ضد الدولة العثمانية. وبعد عام 1918 استقر موريس خبّاز في فلسطين، وتم تعيـينه مديراً لمدرسة جنين، التي كان من تلامذتها المؤرخ الدكتور نقولا زيادة.
هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة في العهدين العثماني والفرنسي أسرة خبّاز ذات أصول حمصية، برز منها جبرائيل فرنسيس خبّاز (1897 – 1944) عضو مجلس النواب اللبناني عام 1934.
ولد في بيروت عام 1897، تلقى علومه في المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك في بيروت. درس الحقوق في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) ونال إجازتها، غير أنه لم يمارس المحاماة. انصرف إلى الصحافة، فأسس عام 1924 مع جورج نقاش صحيفة «الأوريان» (L’orient) التي أصبحت فيما بعد منبراً إعلامياً وسياسياً لحزب الكتلة الوطنية التي كان يرأسها الرئيس أميل إده. وفي عام 1938 أسسا معاً مجلة «المراحل» (Les Etapes).
عين جبرائيل فرنسيس الخبّاز نائباً عن جبل لبنان في عام 1934، وأعيد تعيـينه عام 1937. كان عضواً في لجنة السياحة والاصطياف، ومقرراً للجنة الصحة والزراعة، وللجنة المفاوضات التي انتهت بوضع مشروع المعاهدة اللبنانيّة – الفرنسية عام 1936.
في عام 1939 عُين وزيراً للأشغال العامة والاقتصاد في حكومة الرئيس عبد الله اليافي. استمر فاعلاً متفاعلاً مع مجمتعه إلى أن توفي في 30 تموز عام 1944، ووري الثرى في مقبرة رأس النبع في بيروت. تكريماً لاسهاماته القانونية والسياسية، أطلقت بلدية بيروت اسمه على شارع في منطقة فرن الحايك.
ولا بد من الإشارة أيضاً بأن جبرائيل خبّاز كان صديقاً لسليم علي سلام وعمر بك الداعوق ورياض الصلح وهنري فرعون وسواهم، وهو أحد الموقعين على منشور للقادة السياسيـين ولوجهاء بيروت عام 1936 تضمن مطالبة اللبنانيـين وقف الحوادث الطائفية.
وبرز من آل خبّاز حنا نعمان خباز أحد متخرجي المدرسة الوطنية في بعبدات، صاحب ومؤسس صحيفة «الهرموش» في عام 1914.
عرف من أسرة خبّاز المسيحيّة والإسلاميّة السادة: أبو السعود، إحسان، أحمد أمير، أحمد بشير، أحمد حميد، إدمون، إسكندر، إلياس، أميل، أنيس جبران، إيلي، بشير، توفيق، جان، جبرا، جبران، جو، الأديب والشاعر جورج خبّاز، الفنان والممثل القدير جورج خبّاز، جوزيف، خالد، خالد طه، داوود، راجي، رياض، زكي، زياد، سركيس، سمير أبو السعود، سمير جرجي، شحادة، شكري، ضرار، عبد الله، عدنان، فرج الله، فؤاد، قسطنطين، كمال، مارسيل، منصور، منير، موريس، ميشال، ناجي، ناصر علي، ناصر محي الدين، نهاد، وديع، وليد أبو السعود، وليد أنطوان، وليد طه خبّاز وسواهم.
وخبّاز لغة مشتقة من مادة الخبز والخبيز، لذا، فإنها تطلق على صانع الخبز الذي يقال له الخبّاز أو الفران. وبما انها مهنة ضمت بين فروعها الكثير من المسلمين والمسيحيـين في لبنان وبلاد الشام.