آل خطّاب
من الأسرة الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، لذلك فإن أسر خطاب أو قبيلة الخطاطبة عدة فروع في لبنان والعالم العربي، وبعضها ينسب إلى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – الذي يعرف بأبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، ثاني الخلفاء الراشدين، أول من لقب بأمير المؤمنين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري، وأول من دوّن الدواوين في الإسلام، وفي عهده بدأت الفتوحات العمرية. لقّبه النبي محمد r باسم الفاروق، قتله أبو لؤلؤة المجوسي عام 23 ه.
يؤكد ابن الأثير من أن الخطابي، منهم من ينسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب وإلى أخيه زيد بن الخطاب وإلى الجد، بل إلى المذهب الخطابي، وفيهم كثرة منهم: المحدث أبو حفص الفاروق بن عبد الكريم بن عمر بن عبد الرحمن... بن زيد الخطاب الخطابي البصري، والإمام المشهور الفقيه والأديب أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي، له مؤلفات منها «غريب الحديث» و «معالم السنن» وسواهما، والمحدث أبو الحارث علي بن القاسم بن أحمد بن محمد بن الخطاب... بن عتبة بن غزوان الخطابي.
ويضيف ابن الأثير بأن بعض العهود الإسلاميّة شهدت فرعاً من آل الخطاب أو الخطابية من الشيعة، وهم أصحاب أبي الخطاب الأسدي، الذي كان يقول بألوهية الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ثم ادعى الألوهية لنفسه.
وأشار «معجم قبائل العرب» بأن الخطاب أو الخطاطية عدة قبائل وعدة فروع منها:
1- خطاب: بطن من تميم من العدنانية.
2- خطاب: فخذ يعرف ببو خطاب من الجبور في الجزيرة الفراتية من سوريا، ويتألف من فرق: بو عميرة، البوسلامة، القضاة، الحليبيون، البورياش.
3- خطاب: فخذ من ألأيوبنا في منبج أحد أقضية حلب.
4- الخطاب: بطن من الرواشدة من اللبادنة إحدى عشائر البلقاء.
5- الخطاب: فخذ من العميرات، كانوا يقيمون في جنوبي قضاء عين العرب في سوريا.
6- خطاب: من عشائر معان الحجازية تعرف بعيال أم خطاب.
7- الخطاب: بطن من بني خراش بن عقبة، من ضياف من سفيان، من أرحب ابن الأعام، من الصعب بن دومان بن بكيل، من همدان من القحطانية.
8- الخطاطبة: عشيرة تقيم بناحية جبل عجلون وجديتا والكورة في الأردن، يقال أنهم من الحجاز، وأنهم من أبناء عمر بن الخطاب.
9- الخطاطبة: عشيرة بناحية الكورة في منطقة عجلون وجديتا في الأردن، هاجر جدها حوالي عام 1800 م من مأدبا واستوطن قرب عجلون، كان خطيباً ومدرساً فعرف أحفاده باسم الخطيب أو الخطاطبة.
ويشير كتاب «جامع الدرر البهية»، بأن الخطاطبة عشيرة تقيم بناحية جبل عجلون، ويقال أنهم من ذرية عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وليس لديهم وثائق تثبت هذا النسب.
خطيب (البيروتي اللبناني والعربي):
من الأسرة الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، ويبدو أن ما من منطقة لبنانية أو عربية إلا وفيها عائلات تحمل لقب «الخطيب» سواء في مصر أو في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق والمغرب العربي. ومن المناطق اللبنانيّة التي شهدت عائلات تحمل هذا اللقب: شبعا، حاصبيا، الجية، برجا، شحيم، حصروت، مزبود، البقاع الغربي، البقاع الأوسط، ونيحا، وعكار، وطرابلس، الكورة والجنوب اللبناني وسواه.
ومن خلال تتبع جذور جميع فروع آل الخطيب، فهي من جذور عربية من شبه الجزيرة العربيّة، وقد أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. كما أن فرعاً منها يعود للنسب النبوي الشريف إلى آل البيت (رضي الله عنهم). ويشير ابن الأثير بأن أسرة الخطيب فيهم كثرة من العلماء والمحدثين، والمشهور منهم الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب الحافظ البغدادي (392 – 463 ه) الذي ألف ما يقارب مئة كتاب. ولد وتوفي في بغداد عام (463 ه - 1072 م) كما برز المحدث شبيب بن شيبة الخطيب البصري روي عن الحسن البصري، لقب بالخطيب لأنه كان فصيحاً ولم يخطب قط كما أشار ابن الأثير. أما الحافظ البغدادي المشار إليه، فقد كان محدثاً ومؤرخاً وأصولياً. انتقل كثيراً وسمع الحديث الشريف. كان شافعياً أشعرياً. عارض مذهب ابن حنبل. من تصانيفه الكثيرة «تاريخ بغداد» و «الكفاية في معرفة علم الرواية».
وبالرغم من فروع آل الخطيب وأفخاذهم وبطونهم هم من جذور عربية أصيلة، غير أن معجم قبائل العرب يشير إلى أن الخطيب قبيلة عربية تعد (150) عائلة، غير أن بعضها التحق بقبائل الكرد (الأكراد) القاطنة في المنطقة الجبلية بكردستان الوسطى.
أما فيما يختص بأسرة الخطيب الدمشقية والبيروتيّة المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، فإنما تنسب إلى جدها السيد محمد الخطيب ابن السيد علي بن محمد بن وهبه بن عيسى بن أبي رشيد بن عبد الرازق العذراوي دفين قرية عذرا، وهو ابن السيد محيـي الدين أبي رسلان... ويستمر تسلسل النسب الشريف إلى أن يصل إلى القطب الكبير الشيخ أبي محمد محيـي الدين عبد القادر الجيلاني (رضي الله عنه) ثم يتصل النسب بالإمام الحسن (رضي الله تعالى عنهم أجمعين).
وممن برز من أسرة الخطيب الدمشقي الشيخ عبد القادر الخطيب شيخ مفتي بيروت في القرن التاسع عشر الشيخ عبد اللطيف فتح الله (1766 – 1844 م) والشيخ واصف الخطيب. هذا، وقد توطن في بيروت المحروسة فرع من آل الخطيب الدمشقي، سواء في منطقة الطريق الجديدة أو سواها، كما توطنت فروع أخرى في المناطق اللبنانيّة، وذلك منذ العهد العثماني بحيث باتت بيروتية، عرف منها آنذاك الشيخ أحمد الخطيب، والشيخ محمد الخطيب، والسادة: محيـي الدين، عبد القادر، علي، عبد الرزاق وسواهم، ومنهم من احتفظ بلقبه الأساسي، ومنهم من بدّله لسبب أو لآخر. كما عرفت منطقة في بيروت باسم حارة رضى الخطيب.
عرف من الأسرة في بيروت المحروسة العلامة الشيخ واصف الخطيب، الشيخ إبراهيم الخطيب عضو المؤتمر القومي الإسلامي عام 1936 السادة: إبراهيم، أحمد، أدهم، إسماعيل، أمين، أسامة، بديع، بشير، جمال، حسان، حسن، حسين، خالد، خليل، ربيع، رشيد، رفعت، زكريا، الدكتور زهير الخطيب رئيس مركز بيروت للتنمية الحضرية. ناشط اجتماعي وسياسي. ترشح للانتخابات النيابية في بيروت أكثر من مرة. أسهم في أعمال خيرية واجتماعية عديدة، زياد، سامي، سعيد، سمير، صالح، صبحي، عادل، عبد الرحمن، عبد الكريم، عدنان، عصام، علي، عمر، غازي، غسان، فؤاد، محمد، محمود، محيـي الدين، مصباح، مصطفى، د. نبيل، نجيب، هاشم، يونس الخطيب وسواهم. ولا بد من الإشارة إلى أن أكثر مشاهير آل الخطيب هم من المتوطنين في المناطق اللبنانيّة، ولم يبرز بشكل بارز مثيلاً لهم في بيروت المحروسة حتى اليوم.
والخطيب لغة واصطلاحاً أطلقت – وما تزال – على الشيخ والعالم خطيب المسجد أو الزاوية أو المصلى. كما أن الخطيب ما يزال يطلق على من يتقدم من فتاة ويعلن خطبتها، فهو أيضاً الخطيب.