آل داغستاني
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة والعثمانية، تعود بجذورها إلى بلاد داغستان في البلاد الجبلية في القوقاز جنوبي بلاد الشيشان. وكانت الدولة العثمانية قد سيطرت على تلك البلاد، وأقامت فيها ممالك. وفي التاريخ المعاصر أصبحت داغستان جمهورية في إطار جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. تقع على شاطئ بحر قزوين الغربي. وطد فيها القائد مسلمة بن عبد الملك أركان الحكم العربي.
انتقل في فترة الحكم العربي والإسلامي ومن ثمّ العثماني الكثير من عائلات داغستان إلى الولايات العربيّة، فتوطنت وتعربت، غير أنّ بعضها حمل لقب "داغستاني" والبعض الآخر حمل ألقابًا أخرى سواء في بيروت أو دمشق أو حمص أو القنيطرة أو الجولان أو القدس أو القاهرة وسواها من مدن عربية.
إنّ الداغستانيين هم من الشعوب السبّاقة لاعتناق الإسلام زمن الفتوحات العربيّة، وأنّهم أوّل من حملوا لواء الثورة في وجه الروس، وأنّهم شافعيو المذهب يتميزون بعقيدة وحمية دينية قوية. ولعلمائهم إلمام كبير باللغة العربيّة.
من أهمّ قادتهم التاريخيين البطل محمد شامل (الداغستاني) (1212-1288ه) الذي حارب الروس لمدة عشرين سنة. وبعد جهاد طويل اعتقل وسيق إلى بطرسبرج، وقد قابله القيصر مقابلة كريمة إلى له بالهجرة إلى المدينة المنورة إلى أن توفي فيها عام 1288 ه. هاجر الكثير منهم إلى مصر وبلاد الشام، ومن بينها قرية "دير فول" شمالي حمص، وفي حي خاص بهم في بلدة القنيطرة يعيشون مع الشركس، محتفظين بعاداتهم وتقاليدهم. ويتكلمون التركية والعربيّة.
هذا، وقد برز من أسرة داغستاني في بيروت المحروسة القائد العسكري الحاج أحمد بك ابن إسماعيل الداغستاني (الطاغستاني) ميرالاي في آلاي أوّل بياده في أوردي عربستان.
عرف من أسرة داغستاني في بيروت المحروسة السادة: برهان الدين عبد الرحيم، رائف، سيف الدين، طارق، طارق جميل، عبدالله صلاح الدين، محمد محيي الدين داغستناي وسواهم. وهكذا يلاحظ بأنّ الأسرة ما تزال قليلة العدد في بيروت. وداغستاني لغة تعني "أرض الجبل" على اعتبار أنّ "داغ" و "طاغ" في التركية والفارسية تعني الجبل، في حين أنّ ستان تعني الأرض.