آل دبوس
من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البروتية واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس. لهذا، نرى بأنّ فروعًا من هذه الأسرة منتشرة في مناطق لبنانية وعربية عديدة، عرف منها في مدينة فاس في المغرب عُقبة بن دبوس.
وبرز في العهد العثماني قبلان دبوس أوضه باشي (رئيس غرفة الحرس الأميري) عند الأمير ملحم الشهابي في بيروت. كما برز حاكم البقاع الشاعر أحمد بن عمر دبوس، وبذلك يقول الأمير حيدر الشهابي في تأريخه لعام 1205ه – 1790 م "وفي هذه السنة حضر حاكمًا إلى البقاع السيّد أحمد بن عمر دبوس، وكان أصل والده أولًا أُضاباشي (أُوضه باشي) عند الأمير ملحم في بيروت... وبعد وفاته رحل عمر بعياله إلى الشام... وكان يتردد على الأمير يوسف... كان أحمد شاعرًا فصيحًا، وهو الذي ردّ على الشيخ إبراهيم بن الحر المتوالي حين هجا الدروز..." وحينما قتل السيّد أحمد دبوس عام 1790 م هجاه المعلّم إلياس إدَّه بالأبيات التالية:
يا ابن دبوس اقتضى لي أنّني | أعطى البشير حشاشتي لمّا هلك |
ذاتك إلى قعر الجحيم وفيك قد | أرّخت لا تعطب سواعد قاتلك |
وبرز في فترة الحكم المصري في بيروت وبلاد الشام (1831-1840) سعيد قبلان دبوس عضو مجلس ديوان الشورى الذي أسّسه إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا. كما أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى أسرة دبوس البيروتيّة التي تعود بجذورها إلى مدينة جبيل. فمن تلك الوثائق وثيقة تتضمن تنصيب السيّدة عايدة بنت علي دبوس وصية على ابنها القاصر محمد بعد وفاة زوجها السيّد قبلان دبوس وأشارت وثيقة أخرى إلى بنات قبلان دبوس السيّدات: زليخة وخان زاده وآمنة. الوارثات مع شقيقهم محمد القاصر وسعيد البالغ أملاك والدهم قبلان في مدينة جبيل، بالقرب من القلعة كما أشارت وثائق المحمكة الشرعية في عام 1260ه إلى أنّ السيّد محمد دبوس (ويبدو أنّه غير محمد بن قبلان دبوس القاصد) باع ما هو له وجار في ملكه القاصر والمنتقل إليه بالإرث الشرعي قطعة أرض في مزرعة القنطاري في بيروت إلى خليل ماثلي من نصارى بيروت، وذلك بألفي قرش. وأشارت وثائق الأوقاف الإسلاميّة في باطن بيروت المحروسة إلى بيت دبوس وإلى السيّد محمد دبوس كما عرف من الأسرة في العهد العثماني السيّد عبد الحميد دبوس أحد تجّار القزاز (الزجاج) في سوق أبي النصر لجهة ساحة البرج. ومن الأهميّة بمكان القول، بأنّ بيروت العثمانية شهدت بروز شيخ العطارين في باطن بيروت المحروسة السيّد نبهان دبوس، ومن بعده أولاده وأحفاده. وبات مصطلح "دبوس" يعني مجازًا بائع الأعشاب الطبية والمكونات العشبية والأدوية العربيّة والعطور والحبال والجلود ولوازم الصيادين وكل ما يلزم الأسر البيروتيّة وأصحاب المهن والحرف. ونظرًا لشهرة ونجاح آل دبوس في هذه المهنة منذ العهد العثماني إلى العام 1975 وهو العام الذي أقفلت فيه الأسواق التجارية في باطن بيروت، فقد انتشرت في أنحاء بيروت الكثير من المحلات التي تُعنى ببيع مبيعات وتجارة آل دبوس، وبات كل شخص يضع أمام مدخل محله عبارة "دبوس الأصلي"علماً أنّه يكون من عائلة أخرى. وهذا ما هو جار في المحلات الواقعة في منطقة برج أبي حيدر ومحطة بدران والبسطة وسواهما.
برز من آل دبوس في التاريخ الحديث والمعاصر السيّد محمد سعيد دبوس أحد روّاد الحركة الكشفية في بيروت ولبنان. كما برز الكابتن الطيار سعيد دبوس (سعد الدين) أحد أوائل وقدامى الطيارين اللبنانيين في شركة طيران الشرق الأوسط ونجليه الكابتن طارق دبوس والكابتن هشام دبوس كما عرف أحفاده ممّن تخصص في الطيران منهم الكابتن طيار وسيم ابن الكابتن هشام دبوس والكابتن سعد الحفيد ابن الكابتن هشام دبوس. وعرف من الأسرة السادة: الطبيب الدكتور إبراهيم أحمد دبوس، أحمد علي، أنيس حسين، أسامة محمد، برهان، بكر عبد الله، جمال، فؤاد، حسن علي، خضر، خليل الياس، ربيع عبد الرحمن عضو تجمع رأس بيروت الاجتماعي، الطبيب الدكتور رياض يوسف، زياد محمد، سعد الدين أحمد، سليم أحمد، سليم رفيق، سليم دبوس صاحب مطبعة دبوس، سهيل، شفيق، صلاح، طالب، طلال عبد الوهاب، رجل الأعمال عبد الرحمن، رجل الأعمال عبد المجيد، علي حسن، علي محمود، عمر عبد الحميد، فؤاد حردان، كمال عبد الوهاب، إيلي أكرم دبوس، ماهر أنيس، محمد علي، محمد مروان، محمد نبيه، محمود حسين، مروان فؤاد، نبيل سليم، نعمان فؤاد، هاني رفيق، وسام عبد المجيد، وفيق أحمد، يوسف دبوس وسواهم. والملاحظ أنّ أسرة دبوس الإسلاميّة (السنية والشيعية) هي أكثر بكثير من أسرة دبوس المسيحيّة. كما يلاحظ من خلال الوثائق التاريخية، بأنّ أسرة دبوس الإسلاميّة البيروتيّة تمّت بقرابة مع أسر الجبيلي والحسامي والشعار في بيروت وجبيل.
بوشر خلال الحرب العالميّة الأولى بهدم بعض أسواق المدينة القديمة لتوسيع الشوارع، وطال الهدم سوق العطّارين، فقرر هؤلاء نقل محلاتهم إلى سوق أبي النصر، وكان شيخهم نبهان دبّوس الذي غلب إسمه على مهنته، فصار العطّار يعني دبّوس وصار كل عطّار دبوساً. فلما سبق البعض بنقل محلاتهم إلى السوق الجديد، أطلقوا على تلك المحلات أسماء: (دبّوس الفضي) (دبّوس الذهبي) (دبّوس الماسي)، فلما نقل نبهان دبّوس محله سماه (دبّوس الأصلي). وقد أشار الشاعر الشعبي عمر الزعنّي إلى هذا الأمر بقوله:
وأدخل سوق الأربعيــن | إنزل درج الأربعيــــن |
بتلاقي كل الدكاكيـــن | وتلفت شمال ويميـــن |
على كل باب بخط تخيـن | على كل واجهة أو فترين |
ما عاد باين ولا معروف | كل واحد كــاتب دبّوس |
إلا من تذكرة النفـوس | مين هو الأصـلي دبّوس |
بوشر خلال الحرب العالميّة الأولى بهدم بعض أسواق المدينة القديمة لتوسيع الشوارع، وطال الهدم سوق العطّارين، فقرر هؤلاء نقل محلاتهم إلى سوق أبي النصر، وكان شيخهم نبهان دبّوس الذي غلب إسمه على مهنته، فصار العطّار يعني دبّوس وصار كل عطّار دبوساً. فلما سبق البعض بنقل محلاتهم إلى السوق الجديد، أطلقوا على تلك المحلات أسماء: (دبّوس الفضي) (دبّوس الذهبي) (دبّوس الماسي)، فلما نقل نبهان دبّوس محله سماه (دبّوس الأصلي). وقد أشار الشاعر الشعبي عمر الزعنّي إلى هذا الأمر بقوله:
والدبوس لغةً واصطلاحًا تعني العهدين المملوكي والعثماني الرمح الحديدي الشبيه بالدبوس يحمله الحارس الخاص بالسلطان. كما أنّ الدبوس قطعة حربية. ويطلق مصطلح الدبوس على قطعة المعدن الدقيقة التي في أعلاها ما يشبه الكرة، تستخدم في أعمال الخياطة، وفي تدبيس الثياب والأقمشة.