آل دسوقي
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربيّة، التي تعود بنسبها إلى النسب النبوي الشريف، وقد أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وتوطنت في هذه البلاد، ومن بينها بيروت المحروسة ودمشق وحلب وجب جنين في البقاع الغربي ومناطق لبنانية وعربية عديدة لا سيّما في الدسوقية إحدى محافظات مصر.
تعود الأسرة بنسبها إلى جدها الأعلى السيّد موسى شرف الدين أبي عمران شقيق القطب الكبير السيّد إبراهيم الدسوقي 0رضي الله عنه) الذي يعود بنسبه بالتسلسل وفي مشجر النسب إلى الإمام الحسين (رضي الله عنه). والسيّد إبراهيم الدسوقي هو ابن السيّد أبي المجد عبد العزيز بن قريش بن محمد بن محمد أبي النجا بن علي زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد الطيب بن محمد الكاتم ابن عبد الخالق بن موسى بن القاسم بن إدريس بن أبي عبد الله جعفر المصدق الزكي ابن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين (رضي الله عنهم أجمعين).
وتشير المصادر التاريخية بأنّ جد العائلة السيّد فخر الدين عثمان بن جمال الدين عبد الله بن بدر الدين بن محمد بن موسى شرف الدين أبي عمران الدسوقي قد قدم في القرن الثامن الهجري – الرابع عشر الميلادي إلى البقاع في لبنان، وكانت له كرامات وإسهامات دينية عديدة إلى أن توفي في قرية "عين تنيت" في شهر ربيع الثاني عام 838 ه. ثمّ خلفه في الوعظ والإرشاد ابنه السيّد عبد الرحمن الدسوقي الذي توفى في شهر صفر عام 864 ه في بلدة جب جنين إحدى بلدات البقاع الغربي، وخلفه في الوعظ والتربية والإرشاد ابنه السيّد شمس الدين محمد المدفون بإزاء والده في شهر محرّم عام 890 ه. ومن ثمّ انتشرت ذريّة هؤلاء السادة الأشراف العلماء في مناطق البقاع وبيروت ودمشق والزبداني وفي ريف دمشق وحلب وسواها.
ومن الأهمية بمكان القول، بأنّ بيروت المحروسة شهدت منذ العهد العثماني توطن فرع الدسوقي المنسوب لآل البيت النبوي الشريف فضلًا عن فرع آخر توطن في بيروت بعد انتهاء حملة إبراهيم باشا في بيروت وبلاد الشام عام 1849، وهذا الفرع المصري من محافظة الدسوقية، كان أحد أجداده في عداد الجيش المصري. وممّن حمل لقب الدسوقي الفقيه المالكي الشيخ محمد بن عرفه الدسوقي (المتوفى 1230ه- 1815م) له مشاركات في علوم شتّى. من مواليد دسوق، غير أنّه توفي في القاهرة. من مؤلفاته "الحدود الفقهية" و"حاشية على شرح التلخيص للتفتازاني" في البلاغة. كما عرف الشيخ إبراهيم بن عبد الغفار الدسوقي (1811-1882) من مواليد دسوق. تعلم في الأزهر الشريف. عُيّن رئيسًا للمصححين في اللغة العربيّة في مطبعة بولاق الرسمية، وكان من كبار المساعدين على نقل كتب العلوم الإفرنجية إلى العربيّة. وهو غير الصوفي العالم الشيخإبراهيم الدسوقي (1818-1860) مؤسّس الطريقة الصوفية الدسوقية. كما برز في دمشق العالم الشيخ صالح الدسوقي 01785-1831).
عرف من أسرة الدسوقي في بيروت المحروسة والبقاع الغربي السادة: المحامي والأديب والشاعر والقائمقام الأسبق لعاليه الأستاذ صالح قاسم الدسوقي أحد التربوين البارزين في القرن العشرين. كما برز نجله الطبيب الدكتور جهاد الدسوقي، والضابط خليل الدسوقي، وإبراهيم الدسوقي أحد المسؤولين السابقين للمدينة الرياضية في بيروت، ود. منى الدسوقي والسادة: إبراهيم إبراهيم حسين، أحمد إبراهيم، أنور أحمد، بلال إبراهيم، حسان يوسف، حسن، حسن علي، خليل، ربيع خليل، زكريا، زياد إبراهيم، زياد محمود، سامي خليل، سامي محمود، سهيل إحسان، عبد الغني، عبد القادر، عفيف محمد، وليد محمود الدسوقي وسواهم.
وهكذا، يلاحظ بأنّ الدسوقي نسبة أطلقت على من كانت جذوره وأصوله من دسوق والدسوقية إحدى المراكز المهمة في محافظة كفر الشيخ، كما أطلقت على من نسب إلى الإمام دسوق، أو على من انتسب إلى الطريقة الدسوقية.