آل دقر
من الأسر الإسلاميّة البروتية واللبنانيّة والسورية والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، وعرفت لسنوات طويلة باسم آل الحسيني، على اعتبار أنّ الأسرة من الأسر الشريفة المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف. والأسرة تعود إلى جدّها الأعلى السيّد سعيد الدقر ابن علي بن صالح بن سعيد بن محمد علي بن مصطفى بن حسن بن حسين بن علي بن أحمد بن زين العابدين... ويستمر النسب الشريف إلى أن يصل إلى الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين (رضي الله عنهم أجمعين).
ومن الأهميّة بمكان القول، أنّ المصادر التاريخية تجمع على أنّ أسرة الدقر أسرة دمشقية، غير أنّني عثرت في وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت منذ القرن التاسع عشر الميلادي على مستندات ومعاملات تؤكّد على أنّ أسرة الدقر كانت متوطنة في بيروت المحروسة وتملك فيها عدّة عقارات، فقد أشارت تلك الوثائق إلى الحاج عبد الرحمن الدقر الذي كان يملك أرضًا في مزرعة العرب. كما أشارت إلى السيّدة فاطمة بنت المرحوم الحاج أحمد الدقر وإلى ابنتها بدرة بنت الحاج علي البدوي، ممّن يملكن أراضٍ في بستان الحاج أحمد الدقر في مزرعة العرب بالقرب من ميدان وحرج بيروت المحروسة. كما اشارت السحلات إلى دعاوى متبادلة بين السيّدة عائشة صالح الدقر وبين آل الطبّال وعلم الدين في عامي 1283ه- 1866م، و1287ه- 1870م.
وممّا يلاحظ أيضًا، بأنّ وثائق أخرى تلقي الضوء على أسرة الدقر البيروتيّة، ففي عام 1297ه أشير في إحدى الوثائق إلى السيّدة عائشة بنت الحاج صالح بن محمد الآغا الألفي الدقر، وإلى شقيقتها السيّدة نفيسة بنت محمد الآغا الألفي الدقر، ممّا يدلّ بأنّ أسرة الدقر حملت أيضًا اسم الآغا والألفي. ومن المعروف أنّ آغاوات وولاة آل الألفي هم ممّن اشتهروا في مصر المملوكية والعثمانية. وما تزال أسرة الألفي في مصر من الأسر العريقة تولّى أحد أفرادها وزارة الداخلية في عهد الرئيس محمد حسني مبارك.
من جهة ثانية، ممّا يؤكّد أصالة وبيروتية آل الدقر، فإنّ السجل ه 1876 م الخاص بشهداء بيروت في معارك الجبل الأسود بين الدولة العثمانية وروسيا، أشار إلى شهداء بيروت المحروسة ومن بينهم الشهيد سعيد محمد صالح الدقر المتوطن محلة المجذوب في باطن بيروت المحروسة.
وممّا يلاحظ أيضًا، بأنّ أسرة الدقر ما تزال متوطنة في دمشق وبيروت، وبالرغم من قدمها في بيروت المحروسة، فإنّها ما تزال قليلة العدد، وقد برز منها في القرن العشرين الحاج صالح الدقر الحفيد صاحب معمل لتجليد الكتب في بيروت، الذي ورث اسمه عن جدّه المتوطن في بيروت في القرن التاسع عشر، كما عرف عبد الله الدقر، والسيّدة باسمة صالح الدقر. وعرف من أسرة الدقر المسيحيّة إدمون جورج دقر من سكان السيوفي في الأشرفية.
والدقر لغةً واصطلاحًا تأتي بمعنى الرجل الممتلئ بالطعام، وتأتي بمعنى النبات أو المكان الندي. كما أنّ الدقر تطلق على الرجل ضيّق الخلق، وتطلق على قفل الباب.