آل الدُّقي
من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة المندثرة، تعود بجذورها إلى الأسر العربيّة المتوطنة في مصر والعراق وبلاد الشام، عرف منها قديمًا الإمام والمحدّث والصوفي أبو بكر محمد بن داوود الصوفي الدُّقي الدينوري. أقام في بغداد، ثمَّ انتقل إلى دمشق فسكنها. له عند الصوفية مقام كبير. تلا القرآن الكريم على ابن مجاهد، وسمع على محمد ابن جعفر الخرائطي، وصحب أبا عبد الله بن الجلا. مات في دمشق في جمادى الأول عام 360ه. ككما عرف من الأسرة المحدّث أبو بكر بن محمد بن إبراهيم الدُّقي المعروف بابن دقّ، وهو أصبهاني، توفي عام 354هـ .
وممّا دعاني للكتابة عن هذه الأسرة التي توطن أحد أجدادها في باطن بيروت عثوري على وثيقة تعود إلى عام 1843م، تؤكّد وجود "حكر بيت الدُّقي" لصيق زاوية التوبة الواقعة في رأس سوق الخضار في باطن بيروت في العهد العثماني. كما عثرت على وثيقة تفيد عن وفاة طبيعية لبشارة بن إبراهيم الدُّقي في منطقة زقاق البلاط خارج بيروت المحروسة عام 1281ه. غير أنّنيلم أعثر في الوقت الراهن على أي أثر لهذه الأسرة، وقد يكون سبب هذا الاندثار:
1- هجرة جد الأسرة، إلى خارج لبنان لا سيّما إلى مصر.
2- عدم إنجاب جد الأسرة أنجالًا من ذريته.
3- إمكانية حمل الأسرة، أحد الألقاب الجديدة.
ومهما يكن من أمر، فإنّ من أهم المناطق في مدينة القاهرة، هي منطقة "الدُّقي" المجاورة لمنطقة الزمالك الشهيرة.
والدقي لغةً واصطلاحًا نسبة إلى "دق" أو نسبة إلى "ابن دق" كما يرى ابن الأثير. كما تأتي الدُّقي بمعنى الرجل الذي يحوّل الحبوب إلى دقيق ناعم، كما أنّ الدقي من الدُّقة أي التراب الناعم.