آل دهّان
من الأسر المسيحيّة والإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود لجذورها إلى القبائل العربيّة في شبه الجزيرة العربيّة، وقد توطنت في مصر والعراق وبلاد الشام. ومما يلاحظ، بأن بني دهن انقسموا بين العدنانية والقحطانية، وعرف فرع منهم ببني دهن بن معوية بن أسلم بن أحمس بن الغوت بن أنمار. وممن اشتهر قديماً من آل الدهان المحدث المشهور أبو الأزهر صالح بن درهم الدهان البصري، روى عنه شعبة بن الحجاج. كما برز النحوي سعيد بن ناصح الدين الدهان (1100-1174م) عاش في بغداد، وكان مشهوراً في عصره. توفى في الموصل. له في النحو «شرح الايضاح» و «شرح اللُمَع لابن جني». هذا، وقد برز في العهد العثماني من أسرة دهان المطران سلفستروس دهان المتوفى عام 1713م، والمطران اغناطيوس دهان مطران بيروت المتوفى عام 1824م، والبطريرك تيودوسيوس دهان الخامس، بطريرك انطاكية على الملكيين الكاثوليك في بيروت (1761-1788م) تبتّه البابا اكليمنطس الثالث عشر (1765م) دون منافسه المطران اثناسيوس جوهر. برز في العهد العثماني أيضاً فرس دهان في عهد الأمير بشير الشهابي الأول في القرن الثامن عشر الذي ولاه وكالة الخراج، كما ولاه الوالي أحمد باشا الجزار (المتوفى عام 1804م) ديوان بيروت وضبط الدخل. وقد أشار الأمير حيد الشهابي إلى فارس دهان عام 1790 الذي نال ضمان نصارى بيروت بخمسمائة كيس. وبسبب وشاية الياس بن نصير (نصور) ارتفع مبلغ الضمان إلى ألف وستمائة كيس، مما اضطر فارس دهان إلى قتل نصور، ثم مالبث أحمد باشا الجزار، أن أمر يقتل فارس دهان ورفع الظلم عن أهالي بيروت. وتشير سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في العهد العثماني إلى الكثير من آل الدهان فهم على سبيل المثال السادة: الياس فضل الله الدهان من ذوي الأملاك، وقد باع لعمر وعبد الله ولدي حسين بيهم العيتاني بوائك وآملاك في محلة البياطرة الشهيرة في باطن بيروت المحروسة، قرب جنينة بني الدهان وقرب أملاك ورشة خطار الدهان. كما برز الخواجة بشارة سيف الدهان وكيل الخواجة بطرس بن يعقوب يارد واسعد بن شاهين بارد. وبرز من الأسرة السادة: فتح الله الدهان، الياس الدهان، حبيب الدهان وخليل الدهان من ذوي الأملاك في مزرعة العنبري الشهيرة في منطقة نهر بيروت. كما برز بشارة سيف الدهان وشقيقته رفقة سيف الدهان، وسلامي بن ميخائيل الدهان. وبرز أيضاً شاهين بن خطار الدهان الذي حكم عليه حكم شرعي عام 1259هـ-1843م بدفع الديون المترتبة عليه. كما برز فارس ابن يعقوب وفتح الله الدهان ومتري الدهان وميخائيل ابن سلامي الدهان ونقولا الدهان وسواهم. كما ورد في منتصف القرن التاسع عشر أسماء السادة: سلامي فاضل الدهان، ميخائيل الدهان وسواهم. وعن آل الدهان يمكن الاطلاع على وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة ومن بينها وثيقة بيع وشراء يعود تاريخها إلى 21 جمادى الأولى عام 1263هـ، فقد تبين بأن ميخائيل ابن الياس الدهان الوكيل الشرعي عن السيدة انسطاس بنت يوسف طنوس عبد الله الدهان، قد باع بوكالته عنها لأخيها حبيب أبي انطوان بن ميخائيل طنوس عبد الله الدهان، وذلك المبيع هو النصف اثنا عشر قيراطاً في كامل الدار العلوية الكائنة في حديقة الحنطة بآخر سوق الدادين، وذلك بمبلغ خمسة عشر ألف قرش، وبشهادة السادة: مصطفى قرنفل، الحاج محمد الليان الداعوق، عبد الفتاح خالد، أحمد ناصر زنتوت. هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة الكثير من ملامحها باسم أسرة الدهان منها: زاروب الدهان، جنينة الدهان، بستان الدهان، دار الدهان، ومعصرة سيف الدهان في سوق القطن في باطن بيروت، مما يدل على النفود الاقتصادي والمالي والعقاري والسياسي لأسرة الدهان. ومما يلاحظ بأن أسرة الدهان أسهمت في الحركة الاصلاحية في بيروت عام 1913، فقد تم اختيار السيد نجيب دهان ممثلاً عن طائفة الروم الكاثوليك في جمعية بيروت للاصلاح. برز العديد من أسرة الدهان في التاريخ الحديث والمعاصر، منهم على سبيل المثال الطبيب الدكتور بشارة ابن نجيب دهان (1910-1991) من مواليد بيروت. تلقى علومه الأولى في الكلية البطريركية ومدرسة عينطورة. في عام 1927 سافر إلى فرنسا ودرس الطب في جامعة باريس، ونال شهادتها عام 1935 متخصصاً في الجراحة العامة. عمل في بيروت منذ عام 1940 جراحاً مع الطبيب الدكتور خير الله، ثم عمل في مستشفى ربيز ومستشفى الشرق. في عام 1929 انتسب إلى الجمعية السورية العربيّة في باريس التي كانت تهدف الدفاع عن فلسطين والقضية العربيّة، ثم انتسب إلى الحزب التقدمي الاشتراكي وكان من الأعضاء البارزين فيه. برز الدكتور بشارة نجيب الدهان كمؤسس للجنة «كل مواطن خفير» بهدف التصدي لأعداء لبنان، وفي مقدمتهم الحركة الصهيونية. كما أسس جمعية الصيادين في بيروت. في عام 1952 انتخب عضواً في المجلس البلدي في مدينة بيروت، وكان له اسهامات انمائية وبلدية مهمة. كما كان رئيس بعثة الصليب الأحمر إلى فلسطين في عكا أثناء حرب فلسطين1948، كما كان من مؤسسي مستشفى الجرحى في فلسطين، وعرف عنه اشتراكه في أكثر معارك فلسطين. وبعد سقوط عكا، عاد إلى بيروت، حيث كان مسؤولاً عن إدارة مستشفى ضخم أقيم في مينى سيّار الدرك في بيروت.شارك في المؤتمر الطبي العربي في مصر1943 كعضو وممثل لنقابة الأطباء في لبنان. له عدة مقالات صحية وانمائية ووطنية وسياسة. ونظراً لاهاماته المتعددة، فقد نال وسام ميدالية فلسطين، ووسام الاستحقاق اللبناني المذهب. كما برز من الأسرة المفكر والأديب سامي دهان صاحب مؤلفات وحاضرات عديدة منها محاضرات عن الأمير شكيب أرسلان عام 1958. عرف من أسرة الدهان المسيحيّة والإسلاميّة السادة: الياس سليم، انطوان جبران، ايلي حبيب، بشارة جوزيف، بشارة نجيب، جان مارون سيف،جميل، جميل مصطفى، حبيب سليم، روجيه الياس، روجيه جان، سمير فوزي، شكري ميشال، شكري نقولا، عادل، عفيف جوزيف، كابي انطوان، كبريال بشارة، مارون عبد سيف، محمد مصطفى، ميشال ايليا، ميشال شكري، هنري سلين دهان وسواهم. ومما يلاحظ بأن أسرة الدهان الإسلاميّة السورية أو الفلسطينية الأصل ماتزال قليلة العدد في بيروت، في حين أن الأسرة المسيحيّة أكثر عدداً على اعتبار أنها متوطنة في بيروت والولايات العثمانية مذن العهد العثماني. والدهان لغة واصطلاحاً تطلق على الرجل الذي يقوم بدهن الجدران والمنازل وسوى ذلك. كما أن الدهان تأتي بمعنى بائع الدهن، وتأتي الدهان بمعنى المخادع ومنها المداهنة، علماً أنها اسم لقبيلة عربية.