آل ربيز
من الأسرة المسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى قبائل بني الأسود في شبه الجزيرة العربيّة، كما كان فرع منها يقيم في المدينة المنورة، وقد أسهم أجداد الأسرة في الدفاع عن بلاد الشام ضد الروم والبيزنطيين، ووقفوا إلى جانب العرب الفاتحين. ومما يلاحظ أيضًا بأن فرعًا من آل ربيز العربي اعتنق الإسلام منذ بداية الدعوة الإسلاميّة، وقد نسب هذا الفرع إلى بلدة «ربزة» إحدى بلدات المدينة المنورة، وفيها قبر أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه). وممن اشتهر قديمًا من أسرة الربزي وربيز المحدث عبد الله بن عبيدة الربذي (الربزي) قتلته الخوارج في قديد عام 130 هـ.
هذا، وقد شهدت بلاد الشام ومن بينها بيروت المحروسة توطن آل ربيز منذ مئات السنين وقد أسهم أجداد الأسرة في تاريخ بيروت الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والثقافي والإداري والطبي والاختياري والبلدي والسياسي. وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى الكثير من أفراد وأجداد آل ربيز فهم على سبيل المثال السادة: ناصيف ابن الياس الربيز الذي تنازل عن أملاكه في محلة الأمير قاسم الشهيرة في باطن بيروت وأملاك أخرى في رأس بيروت، لأولاده السادة: إلياس ونعمة وحبيب الربيز. كما أشارت السجلات إلى السيدين فارس الربيز وإبراهيم الربيز من أصحاب الأملاك في رأس بيروت. كما برز اسم السيد بشارة الربيز الشاهد على حكم شرعي بين آل زريق عام 1260 ه. كما برز عام 1262 هـ الملاك السيد ميخائيل ناصيف الربيز الذي باع أراضيَ في رأس بيروت لآل العيتاني ولآل ناصر سعادة. وبرز عام 1285 هـ السيد الياس فضول ربيز.
وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى السيد لطف الله بن فارس بن يونس الربيز البيروتي العثماني الشاهد على توكيل السيد مهجة بنت قسطنطين بن عبد الله رزق الله البيروتيّة العثمانية للسيد فضل الله بن نقولا بن جبور فياض البيروتي العثماني. وفي بداية القرن العشرين برز في بيروت المحروسة السيد فضول ربيز أحد مؤيدي الحركة الإصلاحية وجمعية بيروت للإصلاح عام 1913، وأحد مؤيدي المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913.
ومن الأهمية بمكان القول، بأن أسرة ربيز المسيحيّة الأرثوذكسية البيروتيّة قد قامت بدور فاعل في بيروت المحروسة منذ ما قبل العهد العثماني، وفي العهد العثماني، وفي عهود الانتداب الفرنسي وفي عهود الاستقلال. وعرف منهم منذ تلك الفترة، لا سيما في العهد العثماني صاحب الرفعة (رفعتلو) الدكتور قسطنطين بك ربيز، والوجيه البيروتي فضول ربيز المشار إليه سابقًا، ونجله بولس فضول ربيز، والمحامي حبيب ربيز، ومن ثم الطبيب الجراح الدكتور نقولا ربيز صاحب مستشفى ربيز، ورجل التربية البدنية أدمون ربيز، والطبيب الدكتور غبريال ربيز، والمربية كلفدان ربيز، واسكندر ربيز، والمختار جرجي ربيز ونجله المختار كمال جرجي ربيز ( - 2009) مختار رأس بيروت، وأحد الناشطين الاجتماعيين في بيروت المحروسة وصاحب كتاب «رزق الله عهيد يك الأيام يا بيروت» والذي توفاه الله في 5 آب 2009، وقد شيع إلى مثواه الأخير بعد قداس أقيم على راحة نفسه ترأسه مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة في كنيسة سيدة النياح في رأس بيروت في حضور نواب وشخصيات رسمية ومخاتير، مما يؤكد مكانته العائلية والاجتماعية في بيروت المحروسة.
كما برز من أسرة ربيز المطرب والفنان التراثي الياس ربيز صاحب الموال البغدادي، من مواليد المصيطبة في أوائل القرن العشرين. وكان قد برز والده المطرب يوسف ربيز وشقيقه العازف شحادة ربيز.
وعرف من أسرة ربيز حديثًا السادة: اسكندر جرجي، اسكندر يوسف، الياس وديع، اميل إدوار، اميل جبران، أنطوان ميشال، أنيس جبران، أنيس جورج، المهندس أنيس كبريال، إيلان نقولا، إيلي، إيلي فيليب، إيلي ميشال، إيلي وديع، إيليا بترو، إيليا داوود، إيليا شحادة، إيليا مخايل، إيليا ميشال، إيليا وديع، بترو جبران، بيار وديع، توفيق خليل، جان الياس، جان جبران، جان جورج، مهندس كمبيوتر جان ربيز، جان ميشال، جبران فضول، جميل أديب، جورج إبراهيم، جورج الياس، جورج جبران، جورج حنا، جورج عبدو، جورج ميشال، جورج نقولا، جوزيف، جوزيف جورج، خليل، الطبيب الدكتور روجيه إيلي ربيز، سامي أديب، سامي حبيب، سامي طانيوس، سمير جوزيف، شحادة الياس، عادل أنيس، عبد الله جورج، عزيز ميشال، عماد اميل، غسان، فاديا إيليا، فضول، فيكتور، فيليب، كبريال إبراهيم، كبريال شكري، كريم الياس، كميل توفيق، كميل جان، لطف الله جرجي، مارسيل، متري اميل، مكرم فيكتور، ميشال اميل، ميشال أنطوان، ميشال جبران، ميشال جورج، الطبيب الدكتور ميشال طانيوس، ميشال عزيز، ميشال يوسف، نادر، نخلة شحادة، نقولا أنطوان، نقولا بطرس ربيز وسواهم.
ومن الملاحظ، أن أسرة ربيز البيروتيّة التي كانت متوطنة منذ العهد العثماني وما بعده في باطن بيروت المحروسة، وفي منطقة رأس بيروت وشارع ربيز (شارع المكحول الخالدي) وشارع الحمراء، وعبد العزيز وميناء الحصن، وبلس، والصيداني واللبان، والمقدسي، والروشة، والصنائع، والسادات وسواه من شوارع بيروت الغربية باتت اليوم - بالإضافة إلى مناطق بيروت الغربية - متوطنة في مناطق وشوارع سرسق، أديب إسحق، الدورة، الأشرفية، فرن الشباك، سن الفيل، اليسوعية، العدلية، البوشرية، الجديدة، عبد الوهاب، سوديكو، جسر الباشا وسواه (بيروت الشرقية). وهذا التوسع الديموغرافي للأسرة يعتبر أمرًا طبيعيًا استنادًا إلى المعطيات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والسياسية والأمنية.
أما ربيز لغة واصطلاحًا، فهي نسبة إلى بلدة «ربزة» في المدينة المنورة، وربيز مصغر ربز أو ربزة، وتأتي بمعنى الشاب الظريف الكيّس والمهذب، وتطلق اصطلاحًا على الرجل الذي يعمل في تقسيم وتقطيع خيوط الحرير التي كانت تعرف في العهد العثماني باسم «أشاليم» في حين أن العامل على هذه الخيوط يعرف باسم «ربيز».