آل الزهيري
من الأسر الإسلاميّة الدرزية البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. لهذا انتشرت قبائل وعشائر هذه الأسرة ممن عرفت باسم الزهيريـين في مختلف المناطق العربيّة.
وتشير مصادر الأنساب إلى أن جذور الأسرة وفروعها نسبت إلى الأفخاذ والبطون التالية:
1 – الجد الأعلى زهرة بن كلاب: وهو من بني عبد بن قصي، ومنهم عمر بن أبي سلمة وعبد الجبار بن أبي سلمة من ولده الزهريون ممن هم في الأندلس في باجة وبطليوس.
2 – المحدث زهير أبو ذر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الزهيري المؤدب، بغدادي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر الزهيري جار الإمام أحمد بن حنبل، وكان أحد الصالحين، توفي في شوال عام 265 هــ. وهناك الكثير ممن عرف ببني زهير.
3 – بنو زهرة: بطن من بني كاهل من جهينة من القحطانية.
4 – بنو زهرة: بطن من بني سامة بن لؤي بن غالب. كانوا ملوك السيف.
5 – بنو زهير: بطن من جذام من القحطانية، كانوا في الشام وفي مصر لا سيما في الدقهلية.
6 - عشيرة الزهير: عشيرة منحضرة من قحطان عسير.
7 – قبيلة زهير: قبيلة من معاوية بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن من العدنانية.
8 – سائر بطون وأفخاذ الزهيرية والزهيرات في الحجاز.
9 – الزهيرية: بطن من شمّر طوقة في العراق، وبعد هذا البطن من البطون الأجود، وكانوا يتجولون في الصحراء الشامية والجزيرة الفراتية، وأصلهم من العشائر القيسية، وهم يتصلون بالأجود بجد واحد.
ويشير المؤرخ اللبناني (البيروتي) المرحوم الدكتور سليم حسن هشي من أسرة الزهيري تعود جذورها إلى عشيرة الزهيرية المتفرعة من بني قيس، هاجرت من اليمن عقب انفجار سد مأرب، وضربت أطنابها على ضفاف الفرات الأسفل. أسهمت إسهاماً فاعلاً مع قبائل بني مرة في دعم القوات الإسلاميّة التي انتصرت في القادسية عام 635 م على القوات الفارسية غربي النجف: كما أسهمت عشائر الزهيرية إسهاماً جهادياً في عهد معاوية ابن أبي سفيان الذي اعتمد عليهم في الدفاع عن الثغور اللبنانيّة من منطقة البترون حتى مصب نهر العاصي شمالاً كما اتخذت هذه العشائر طرابلس والكورة مقراً لها، وما تزال إلى اليوم منطقة في الكورة تحمل اسم «الزهيري» و «الزهيرية». كما استقر فرع من عشائر الزهيري في البقاع والهرمل ووادي التيم وشبعا في العهد العباسي.
ونتيجة للأوضاع العسكرية والسياسية والاجتماعية واضطراب الأوضاع الأمنية وظهور الدعوة الدرزية، فقد انقسمت عشائر الزهيري إلى عدة مذاهب:
1 – آل الزهيري السنة في شبعا والشمال.
2 – آل الزهيري الشيعة في البقاع.
3 – آل الزهيري الدروز في وادي التيم ومن ثم في بيروت المحروسة.
برز في العهد العثماني أحد مشايخ وقادة الزهيري الشيخ شهاب الدين الزهيري الذي توجه وعشيرته في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير إلى منطقة وطى المصيطبة خارج بيروت المحروسة آنذاك، حيث أقاموا فيها وعمّروها وزرعوا أراضيها، وشاركوا في الدفاع عن سواحلها، وأقاموا خلوة دينية فيها، كانت - وما تزال – تؤدي رسالة دينية للدروز البيارتة.
في بيروت المحروسة تفرع من عشيرة الزهيري أسرة علاء الدين الدرزية التي نسبت إلى جدها الشيخ علاء الدين بن الشيخ محمد بن شهاب الدين الزهيري. ومنذ العهد العثماني إلى الوقت الحاضر برز الكثير من مشايخ ورجالات آل الزهيري في بيروت المحروسة يأتي في مقدمتهم رؤساء العشيرة:
1 – الشيخ شهاب الدين الزهيري.
2 – الشيخ محمد الزهيري.
3 – الشيخ عبد الله الزهيري.
4 – الشيخ إبراهيم الزهيري.
5 – الشيخ علاء الدين بن الشيخ محمد بن الشيخ شهاب الدين الزهيري.
6 – الشيخ يوسف الزهيري صديق الأمير سلطان باشا الأطرش.
7 – الشيخ وديع بن عبد الله الزهيري.
8 – الشيخ سالم علاء الدين الزهيري.
أسهم آل الزهيري – علاء الدين بإسهامات نضالية وجهادية في سبيل الدفاع عن عروبة بيوت المحروسة، وفي مختلف القضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها مشاركتهم ثورة سلطان باشا الأطرش عام 1925، ومشاركتهم في النضال الوطني ضد الانتداب الفرنسي وضد الحركة الصهيونية دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين، وفي ثورة عام 1958، وفي أحداث 1975 – 1990. ومن مآثر العائلة في بيروت استقبالهم شبلي باشا الأطرش بعد عودته من منفاه من إستانبول في العهد العثماني. ونظراً لاستقباله استقبالاً مميزاً من قبل الأسرة، وتكريمه وتقديره، فقد نظم شبلي باشا الأطرش قصيدة عصماء مدح فيها الأسرة ورجالاتها لما أحاطوه به من كرم وعطف، ومما جاء في القصيدة:
ريف اليتامى في المواجيب والغلا
إذا صار قوت الناس عسر مكالها
إذا صارت فوت الناس عسراً على الرؤى
على عوجهن سمن الزهيري زهالها
يعطوا سلايل نعت شرب مقلفعة
جوده كريم ما يطلبوا ثمناً لها
برز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة المشايخ أديب الزهيري (1912 – 1981) ومختار منطقة المصيطبة السابق توفيق الزهيري، والمختار الحالي للمنطقة رفعت نسيب الزهيري، وكاتب عدل بيروت الأستاذ طارق عماد الزهيري، والطبيب الدكتور غسان ناظم الزهيري، ونايف ونسيب الزهيري من وجوه منطقة المصيطبة. كما عرف من الأسرة السادة المشايخ: أسد فايز زهيري، أكرم ضاهر، أمجد ظاهر، أنور جميل، باسل نديم، بسام عادل، بهيج وديع، توفيق سليم، حسان نسيب، حكمت وجيه، خالد ديب، خالد فارس، راشد عماد، رامز نجيب، وفيق أمين، رمزي عفيف، رياض كامل، زهير حسيب، زياد نسيب، سميح ملحم، سمير حسيب، شادي رياض، عبد الله سعيد، عبد الله عارف، عماد، عماد نسيب، عمر، فارس فايز، فهد فايز، فؤاد نجيب، كمال فؤاد، محمد طعان، محمد ماجد، مروان فايز، معروف وديع، منصور أنيس، ناصر ناظم، ناظم شاهين، نايف أمين، نبيل عطية، نبيل كامل، نبيه سعيد، نجيب فؤاد، نديم أسعد، نزيه حليم، نعيم أسعد، نمر فايز، هشام توفيق، وجيه سعيد، وسام ماهر، وسيم سامي، وليد نسيب، يوسف منير زهيري وسواهم.
ونظراً لقدم أسرة الزهيري في المنطقة وعطاءاتها وتضحياتها، فقد أطلق على منطقة وطى المصيطبة اسم «منطقة الزهيري».
أما الزهيري لغة واصطلاحاً فهي نسبة إلى عشيرة الزهيري وإلى الزهيري والزُهر، والزَهرة، وهي مصغر الزهري.