آل زريق
من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. وتشير مصادر الأنساب إلى جذور الأسرة على النحو التالي:
1 – زريق: بطن من الأنصار من الخزرج، يعودون إلى زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، والمشهور منهم أبو عياش الزُرقي، واسمه عبيد بن معاوية بن الصامت، وجماعة كبيرة ينتسبون هذه النسبة. وينسب إليهم أيضاً سكة بن زريق في المدينة المنورة.
2 – زريق: ويعرف بابن زريق، هو الشاع أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الزريقي ويعرف بابن زريق وهو شامي شاعر ومحدث، روى عنه الخطيب أبو بكر وأبو الحسين بن المهتدي وسواهما، كما سمع منه الخلق الكثير. توفي في شوال عام 535 هــ.
3 – زريق بن عوف: بطن من طيئ، من كهلان، من القحطانية، وهم بنو زريق بن عوف بن ثعلبة بن سلامان، أبن تُعل بن عرو بن الغوث بن طيء، وقد توطنوا في مصر وبلاد الشام، وكانوا يجاورون الداروم، وهي قلعة بعد غزة، يتوجه إليها القاصد مصر.
4 – الزريقات: وهي عدة بطون منها:
أ – الزريقات: العشيرة المسيحيّة، ومذهبها روم أرثوذكس، تقطن في الكرك.
ب – الزريقات: العشيرة المسيحيّة الكركية، وتقطن في عجلون.
ج – الزريقات: وتقطن في ناحية معراض قرب الرمثا.
د – الزريقات: من قبيلة العنزية، تقطن في سهول عكار وجرود الضنية.
ويلاحظ، بأن بطون زريق والزريقات توزعت بين الإسلام والمسيحيّة، لهذا فإن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في العهد العثماني أشارت إلى أسر إسلامية ومسيحية في المدينة المحروسة، من هؤلاء منصور زريق وإشارة إلى بني زريق عام 1259 هــ - 1843 كما أشارت السجلات ذاتها عام 1259 هــ - 1843 م الأشقاء أولاد منصور زريق السادة: إلياس، جبور، جرجس، داوود، لطيفة زريق. كما عرف من الأسرة شمس بنت إلياس بن منصور زريق. كما أشارت السجلات ذاتها إلى بعض أفراد من أسرة زريق الإسلاميّة منهم السادة: حسين ابن المرحوم السيد يوسف زريق، والشاهد على أحد الدعاوى في 5 رجب 1259 هــ، السيد طالب زريق. ويبدو أن السيد حسين بن يوسف زريق كان ما يزال على قيد الحياة عام 1291 هـــ بسبب شهادته وسواء على أخلاق وتقوى الشيخ عبد الحميد ابن الحاج عمر يموت ناظراً ومتولياً على زاوية الشيخ حسن الراعي في باطن بيروت. وهذه الوثائق المشار إليها تدل على تفرع بطون زريق بين الإسلام والمسيحيّة ليس في بلاد الشام فحسب، وإنما في بيروت المحروسة ذاتها. وكما أن بعض مناطق بلاد الشام سميت بأسماء آل زريق مثل منطقة الزرقاء في الأردن، فإن بيروت شهدت في العهد العثماني وادي توما زريق في حي الرمال (الصنائع حالياً). كما نسبت منطقة إلى آل زريق في بيروت في منطقة الطريق الجديدة بالقرب من دار الأيتام الإسلاميّة عرفت باسم «تلة زريق» كما عرفت باسم «تلة دار الأيتام» لوجود تلة رملية ضخمة ومرتفعة عاصرناها ولعبنا عليها صغاراً مع أبناء المنطقة. وقد عرف منذ تلك الفترة المتقدمة من القرن العشرين بأن هذه التلة تعرف باسم «تلة زريق» لأن أسرة زريق من أقدم الأسر المتوطنة والمتملكة في المنطقة.
من جهة ثانية، فقد برز في العهد العثماني الأديب والصحافي اللبناني أنطون زُريق (1877 – 1916) عارض بمقالاته السياسة العثمانية، لا سيما سياسة جمعية الاتحاد والترقي المعادية للعرب. هاجر إلى فرنسا عام 1898، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية. أصدر صحيفة «جراب الكردي» في نيويورك التي أطلق عليها فيما بعد صحيفة «الارتقاء». ونظراً لموافقة السياسية والصحافية، فقد أعدم في دمشق عام 1915.
عرف من أسرة زريق في بيروت والمناطق اللبنانيّة الكثير من المسلمين السنة والشيعة والمسيحيـين منهم السادة: القاضي محمد زريق ونجله الأستاذ الجامعي أكرم زريق، المحامي محمد زريق، أحمد زريق، الطبيب الدكتور فؤاد حسن زريق، مخايل زريق، والصيدلي قيصر زريق، والشاعر سابا زريق (1890 – 1974). كما عرف من الأسرة السادة: إبراهيم، أحمد، إدوار قيصر، بسام، بشارة بطرس، جمال، جورج، حسن، حسين، خليل، سامي، سليمان، عادل، علي، غازي، غسان، فؤاد، ماهر خليل، محمد، محمد نجيب، محمود، نقولا إيليا، يوسف زريق وسواهم.
أما زُريق أو زْريق لغة واصطلاحاً فهي مصغرة زَرَق، وهو نوع من أنواع الطيور ويقال له أبو زريق ويميل بعض ريشه إلى الزرقة، كما يقال للرجل المصاب بزرقة في جسده أو في عينيه مع سواد في الوجه بأنه زريق.
ومما يلاحظ بأن البيارتة واللبنانيـين يقولون أحياناً للأكلة الرمضانية «فتوش» بأنها الزريقة نظراً لكثرة الخضرة فيها. ولا بد من الإشارة إلى أنه ورد في القرآن الكريم في سورة طه الآية (102) كلمة «زُرقاً» بقوله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم (يوم ينفخ في الصور ويحشر المجرمين يومئذ زرقاً) صدق الله العظيم. وعبارة «زُرقاً» في هذه الآية بمعنى زرقاً في أبدان المجرمين من شدة الهول، وزُرقاً في عيونهم فيصيرون عمياً مع سواد في الوجوه.