آل زيتون
من الأسر الإسلاميّة الدرزية البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وهي من سلالة الأمراء التنوخيـين من الحزب اليمني، برز منهم عام 1301 م الأمير علم الدين بن سليمان الذي أعلن براءته من الفرع القيسي من عائلته. كما برز منهم في عهد المماليك الأمير جمال الدين التنوخي من الفرع اليمني.
ونتيجة للتطورات السياسية والعسكرية في المناطق اللبنانيّة لا سيما في جبل لبنان، فقد توطن فرع من آل زيتون من الأمراء التنوخيـين في بيروت المحروسة، واشتركوا في العهدين المملوكي والعثماني في عدة معارك ضد القيسية، ومن بينها مواجهة أمرائهم للأمراء المعنيـين، الأمر الذي أدى إلى قتل الأمير شرف الدين التنوخي تاركاً أولاده الثلاثة الأمراء: فارس، سعيد، وسعد الدين.
وفي العهد المعنى آثر أمراء الأسرة الإنزواء في بيروت المحروسة والاشتغال في الزراعة والتجارة، وتوطنوا في منطقة رأس بيروت، ومن بينها منطقة الحمراء (منطقة أبو طالب آخر شارع الحمراء) (شارع التنوخيـين) وعرفوا باسم عبد الساتر، وبما أنهم اهتموا بزراعة الزيتون، فقد باتت العائلة والمحلة تعرف باسم «زيتون» وقد غلب الاسم تدريجاً على بقية الألقاب والأسماء كما يرى د. سليم هشي. علماً أن التاريخ الإسلامي شهد أسرة زيتون، منهم المحدث العالم زيتون جد أبي القاسم المظفر بن محمد ابن زيتون البريدي البغدادي الزيتوني. وفيما بعد تشعبت الأسرة إلى ثلاثة فروع من الأمراء:
كان سليم بن علي بن محمود بن فخر الدين طبيباً ماهراً تخرج من جامعة إسكتلندة في بريطانية، وكان من أشهر أطباء عصره. عمل فترة في الجيش البريطاني، وانتقل بعدها إلى إستانبول للعمل في منصب كبير أطباء الجيش العثماني.
برز الكثير من آل زيتون سواء في التاريخ العثماني أو الانتداب الفرنسي أو عهود الاستقلال، منهم الشيخ محمود زيتون الذي دافع عن حقوق وأوقاف الطائفة الدرزية في بيروت المحروسة في مواجهة الجنرال غورو والسلطات الفرنسية. وكان في الوقت نفسه صديقاً للأمير مصطفى أرسلان. كما برز من الأسرة الشيخ سعد الدين زيتون والشيخ عارف زيتون وسواهم.
وعرف من الأسرة في العهد العثماني الشيخ سيد أحمد زيتون المتوطن قريباً من ساقية الجنزير عام 1263 هــ. وتبين وثائق المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة أسماء وممتلكات آل زيتون، منها أملاك السيدة رجوة بنت بشير زيتون في منطقة الحمراء في رأس بيروت، فضلاً عن أملاك الشيخ فخر الدين زيتون وأملاك نجله غندور زيتون في منطقة الحمراء.
ولا بد من الإشارة إلى أن بيروت المحروسة وبعض المناطق اللبنانيّة عرفت أسرة زيتون الدرزية والشيعية والمسيحيّة، وعرف من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: أنور، أنور خضر، أنور محمد، أسامة نجيب، بشارة، بولس، الطبيب الدكتور جورج منير زيتون، جوزيف منير، حسان محمد، حسن كامل، حسين أحمد، رجا، رجا عارف، رمزي سمير، سمير عبد الله، عارف علي، عزت أحمد، علي عارف، الطبيب الدكتور علي محمد، الأستاذ الجامعي الدكتور علي زيتون من الطائفة الشيعية، الطبيب الدكتور فارس زيتون، فخر الدين، قاسم محمد، محمد حسن، محمد خالد، محمد عبد الله، محمود حسن، محمود مروان عارف، نديم محمود، نزار وديع، وجيه زيتون.
وزيتون أو زيتونة لغة واصطلاحاً نسبة لشجرة الزيتونة المباركة، ولأشجار وثمر الزيتون المنتشر في بلاد الشام والمغرب العربي، فضلاً عن وجود أكثر من منطقة في لبنان وبلاد الشام والمغرب العربي تحمل اسم زيتون والزيتونة.