آل سابا
أسرة سابا من الأسر المسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى الأسر اللبنانيّة القديمة المتوطنة في بيروت المحروسة وفي صيدا وطرابلس وجبل لبنان، كما توطنت الأسرة في بلاد الشام، كما هاجر بعض أفرادها في العهد العثماني إلى القاهرة والإسكندرية، وما تزال توجد منطقة في مدينة الإسكندرية تعرف باسم "سابا باشا" وأشهر من حمل اسم "سابا" القدّيس سابا (439-532) وهو قدّيس تنسك في فلسطين على القدّيس أفتيموس، وقد أنشأ بالقرب من القدس الدير المعروف باسمه "دير سابا"، وعرف عنه بأنّه حارب الأوريجينية.
برز من الأسرة في القرن التاسع عشر الخوري سابا كاتب الوالي سليمان باشا العادل (1804-1819)، كان من رهبان دير المخلّص، وقد سبق الرهبنة أن كان كاتبًا لولاية صيدا، تدرّب على والده نقولا سابا رئيس كتّاب أيالة طرابلس وولاية صيدا. عُيّن الخوري سابا وكيلًا عامًا للخوري باسيليوس عطا الله في دمياط عام 1801، وفي عام 1813 عُيّن رئيسًا عامًا للرهبانية في حلب، وبرز بروزًا مهمًّا في القرن التاسع عشر.
من الأهميّة بمكان القول، أنّه بالرغم من انتشار آل سابا في مناطق لبنانية عديدة، غير أنّ وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة أكذدت على توطّن ووجود أسرة سابا في باطن بيروت في القرن التاسع عشر. كما أشارت تلك الوثائق على "زاروب بيت سابا" قرب منزل الحاج محمد سنتينا، كما أشارت إلى بيت سابا قرب فرن التويني. كما أشارت وثائق المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى أفراد من آل سابا في بيروت منهم: الياس ونصر الله ولدا يعقوب سابا، وداوود ابن يعقوب سابا، وسارة بنت يعقوب سابا، ونعمة بن بولص منصور سابا، ويعقوب سابا وسواهم الكثير.
وتشير وثائق المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى عثمانية وبيروتية آل سابا، فقد أشارت إحدى الوثائق إلى هذا التوصيف، فقد أوكل نخلة بن فضل الله بن جبّور سابا وأمّه آسية بنت ميخائيل بن فيذاض التويني "البيروتيان العثمانيان" نجيب بن فضل الله بن جبور سابا في بيع عقارهما بمشتملاتهما الكائن في محلّة الدبّاغة في باطن بيروت، وذلك في 29 رجب عام 1308ه. وبالفعل فقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى أنّ بني سابا كانوا يقطنون في محلّة السرسري في محلّة الدبّاغة. كما أشار سجل آخر إلى زاروب سابا في سوق الغُر في باطن بيروت المحروسة. وبذلك تشير وثائق المحكمة الشرعية إلى عدّة زواريب وحارات سثميِّت منذ العهد العثماني باسم "سابا" منها:
◄زاروب بيت سابا.
◄بيت سابا قرب فرن التويني.
◄بيت سابا في محلّة السرسري في محلّة الدبذاغة.
◄زاروب سابا في سوق الغُر.
◄زاروب سابا في سوق الغربا.
وجميع هذه الوثائق العثمانية تؤكِّد على بيروتية آل سابا منذ العهد العثماني.
من جهة ثانية، فقد برز من أسرة سابا في العهد العثماني جرجس بك نعمة سابا ترجمان قنصلية إيران في بيروت في مطلع القرن العشرين، كما برز من الأسرة الشاعر الزجلي أسعد سابا، وكان الأكثر شهرة في النصف الثاني من القرن العشرين، المحقّق العدلي القاضي الأسبق الدكتور الياس سابا (1932) من مواليد صيدا. تلقّى دروسه في الجامعة الأميركية في بيروت، ثمّ سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتحق في جامعة أكسفورد، وتخرّج منها حاملًا دكتوراه في الاقتصاد. في عام 1961 عُيّن مستشارًا اقتصاديًا في وزارة المالية الكويتية، وفي عام 1963 عُيّن رئيسًا لفرع الاقتصاد في الجامعة الأميركية، ثمّ أستاذًا مساعدًا لها.
عُيّن وزيرًا للمالية في تشرين الأول عام 1970 في حكومة الرئيس صائب سلام، ثمّ عُيّن نائبًا لرئيس مجلس الوزراء في كانون الأول عام 1970، ثمّ عُيّن وزيرًا للمالية في تشرين الأول عام 2004 في حكومة الرئيس عمر كرامي.
في عام 1991 عُيّن نائبًا عن قضاء الكورة، وانتخب عضوًا في لجان المال والموازنة والاقتصاد الوطني والتخطيط والإنماء. شارك في مؤتمرات وندوات فكرية في لبنان والوطن العربي. له مقالات ومؤلّفات اقتصادية وسياسية عديدة منها:
1- نظام القطع في لبنان وسوريا 1939-1957.
2- اتّفاق (17) أيار – الاتّفاق المأزق.
3- مجلس النواب وضبط التسيّب المالي.
الدكتور الياس شكري سابا متأهلّ من السيّد هنري صبري الشوربجي ولهما: رولا، رندى، سمر، أمل، وهدى.
وبرز من أسرة سابا محافظ بيروت السابق المهندس نقولا سابا في عهد الرئيس الياس الهراوي والرئيس رفيق الحريري. حقّق إنجازات مهمّة في بيروت بالتعاون مع المجلس البلدي برئاسة المهندس عبد المنعم العريس.
عرف من أسرة سابا السادة: أنطوان، أنيس، جان، جرجي، جورج، جوزيف، خليل، ديمتري، حليم، ريمون، زاهي، سهيل، صالح، طانيوس، عزيز، فادي، فرح، موريس، نجيب، ويوسف سابا وسواهم الكثير.
وسابا لغةً واصطلاحًا تأتي بمعنى السأب أي السقا، كما تأتي بمعنى الأمين على المال. أمّا سابا بالسريانية فتأتي بمعنى الشيخ والوجيه والبارز بين أهله وقومه ومنطقته.