آل سركيس
من الأسر المسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة التي توطنت في بيروت ومناطق لبنانية عديدة. أوّل ما برز منها: خطار سركيس في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وابنه خليل سركيس (1842-1915) مؤسس صحيفة "لسان الحال" في بيروت عام 1872 ومجلة "المشكاة" كما أنشأ المطبعة الأدبية. وبتأثير من المرسلين الأميركيين اعتنق المذهب الإنجيلي. كان مقيمًا في محلة الصيفي قريبًا من خان سيور. كما برز من الأسرة شقيقه إبراهيم خطار سركيس (1834-1885) المحرر في مجلات ونشرات دينية منها "النشرة الأسبوعية" و "النشرة الشهرية" وله مؤلفات عديدة.
كما برز من الأسرة والأديب والروائي سليم شاهين سركيس (1865-1926) صاحب مجلة "سركيس" من مؤلفاته "سر مملكة" وفي "أخبار بني عثمان"... كما برز النائب والوزير الأسبق رامز خليل سركيس (1889-1955) من بلدة عبيه- عاليه، غير أنّه من مواليد بيروت في 9 آذار 1889، والده خليل سركيس مؤسس صحيفة "لسان الحال" ووالدته ابنة المعلم بطرس البستاني، تلقى علومه الأولى في مدرسة البروسيا في بيروت، وفي المدرسة البطريركية، ثمّ في الجامعة الأميركية، ثمّ عمل مع والده في صحيفة "لسان الحال" والمطبعة الأدبية. كما انتخب عام 1913 عضوًا وممثلًا عن الطائفية الإنجيلية في جمعية بيروت للإصلاح مع الدكتور أيوب ثابت. عيّن ترجمانًا في قنصلية ألمانيا في بيروت عام 1914، وبعد الحرب انتخب عدّة مرات نقيبًا للصحافة.
انتخب نائبًا عن بيروت في دورة عام 1951، وعضوًا في عدّة لجان نيابية. عيّن عام 1941 وزيرًا للتربية والفنون في حكومة الرئيس أحمد الداعوق. ترأس الجمعية الخيرية الإنجيلية ثلاثين سنة، وأحدث أسبوع الثقافة، وقرر عيد الأم رسميًا. تأهلّ من السيّدة روز عبد المسيح ولهما: خليل وليلى وهيلن. توفي في 12 تشرين الأول عام 1955. كما برز نجله الأديب خليل رامز سركيس.
كما برز من أسرة سركيس المارونية الوزير السابق جوزيف سركيس من مواليد بيروت عام 1949، تلقى علومه في مدرسة القلب الأقدس – العزيز (الجميزة)، ثمّ تابع دراسته للهندسة في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) وتخرّج منها عام 1972. عمل مهندسًا في شركة المباني في المملكة العربيّة السعودية وفي بيروت.
انتسب إلى حزب الكتائب، وشغل منصب رئيس مصلحة المهندسين بين أعوام 1985-1989، ثمّ عُيّن عضوًا في المكتب السياسي 1989-1992، ثمّ عضوًا في قيادة حزب القوات اللبنانيّة منذ عام 1992. انتخب عضوًا في مجلس بلدية بيروت بين أعوام 1918-2004.
في تموز عام 2005 عيّن وزيرًا للسياحة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. متأهل من السيّدة منى سعد، ولهما: جورج وبيتر وأنطوني.
أمّا رئيس الجمهورية الأسبق الياس سركيس (1976-1982) فهو من منطقة الشبانية من أسرة سركيس المارونية. فضلًا عن وجود أسرة سركيس في جبل لبنان وفي الشمال والجنوب والبقاع. رئيس الجمهورية اللبنانية من 23 سبتمبر 1976 إلى 22 سبتمبر 1982.
تخرج سركيس من كلية الحقوق عام 1948، وعين مديرًا للقضاة في القصر الجمهوري في عام 1953 بأمر من الرئيس فؤاد شهاب. في عام 1968 عين مديرا للبنك المركزي اللبناني. رشح إلياس سركيس نفسه للانتخابات الرئاسية عام 1970، إلا أنه خسرها بفارق صوت واحد عن المرشح الآخر سليمان فرنجيّة، اقترع كمال جنبلاط بالصوت الذي رجح كفة فرنجيّة، وهو قرار ندم عليه جنبلاط بعد سنوات قليلة.
مع اشتعال نار الحرب الأهلية اللبنانية، فاز بالانتخابات الرئاسية اللبنانية في 8 مايو 1976 في خضم الحرب الأهلية اللبنانية وكان الهدف من انتخابة بفترة قبل تسلمة للسلطة هو الخوف من عدم الاتفاق بالفترة الدستورية لانتخاب رئيس آخر خلفاً للرئيس فرنجية، وقبل أنتهاء فترته الرئاسية وقعت أحداث غزو لبنان 1982، توفي في عام 1985 عن عمر يناهز 61 عاماً في سويسرا، ولم يتزوج طيلة حياته.
وتشير سجلات المحكمة الشرعية عام 1259م في بيروت في القرن التاسع عشر إلى وجود أسرة سركيس في بيروت وتملكت أراضٍ في منطقة مزرعة العرب أي منطقة المزرعة اليوم منهم: نقولا عبده سركيس. كما عرف من الأسرة حبيب سركيس وسواه الكثير. كما أشارت السجلات إلى تملذك الأسرة أراضٍ في منطقة وطى المصيطبة، من ملاكها هنري عبده سركيس 1266ه.
وعرف من الأسرة حديثًا: إبراهيم سركيس، وإدوار، وأديب واسطفان وأسعد واسكندر والياس، وإميل وانطانيوس وأنطوان وإيلي والطبيب الدكتور أنطوان سعد الله وبيار وجان وجبران وجورج وراشد ورامز أمين، رامز خليل، رامز سركيس، وريمون ولويس ومتري ومنير، والطبيب الدكتور عاطف جان سركيس وسواهم.
والافت للنظر وجود أسرة من مسلمي صيدا تحمل اسم سركيس منها: محمود ومحمد وموسى آغا سركيس وشوقي سركيس وسواهم. ويبدو أنّ هذا اللقب لهذه الأسرة الإسلاميّة نوع من أنواع النذورات التي اعتاد عليها البيارتة من المسلمين والمسيحيين على السواء.
وسركيس لغة من السريانية بمعنى الشبكة أو من سرجيوس اليونانية وتعني الجسد أو خادم الكنيسة أو المعبد.
رئيس الجمهورية الأسبق الياس سركيس