آل الصابنجي (الصابونجي)
من الأسر الإسلاميّة والمسيحية البيروتيّة والطرابلسية واللبنانيّة والعربيّة. كما انتشرت الأسرة في مناطق لبنانية عديدة. وتعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي توطنت في بلاد الشام لا سيّما في حمص وحماه وحلب ومن ثمّ طرابلس الشام. اشتغلت الأسرة منذ العصور الوسطى بالصناعة والتجارة والزراعة، لا سيّما صناعة وتجارة الصابون، كما اشتغل فرع منها في العلم والفقه والتدريس.
عرف منها قديمًا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم الصابوني (الصابونجي) المعروف بشيخ الإسلام (373-447ه) كان إمامًا ومفسِّرًا ومحدّثًا وفقيهًا، واعظًا وخطيبًا. (اللباب في تهذيب الأنساب، ج2، ص 228).
وبالرغم من أنّ أسرة الصابونجي من الأسر الطرابلسية، واتّخذت شهرتها في التاريخ الحديث والمعاصر من خلال بروز العلّامة سماحة الشيخ طه الصابونجي مفتي طرابلس والشمال السابق، وعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى السابق، غير أنّ سجلات المحكمة الشرعية في بيروت تشير في إحدى وثائقها العائدة إلى 6 ربيع الأول 1259ه-1843م إلى وجود السيّد محمد ابن عبد القادر الصابنجي في بيروت، كما أشير في وثيقة أخرى يعود تاريخها للقرن التاسع عشر إلى السيّد محمد الصابنجي باعتباره يقطن في أملاك وقف جامع الأمير منذر التنوخي. وكان شاهدًا على عملية بيع أرض في حي عين الباشورة ملك سعيد علي يقظان إلى السيّد يوسف حسن النقاش. وهذه الوثيقة تدلّ على توطّن فرع من أسرة الصابونجي الإسلاميّة في بيروت منذ القرن التاسع عشر على الأقل.
وعرف من الأسرة المسيحية في القرن التاسع عشر جرجس الصابونجي صاحب مصنع الصابون الشهير في طرابلس. وعرف حديثًا من الأسرتين الإسلاميّة والمسيحية في بيروت السادة: إبراهيم، أحمد، أديب، أسعد، أنطوان، جاك، جان، حسيب، روبير، روجيه، ريمون، سليم إبراهيم، شارل، مصطفى، ميشال، يوسف وسواهم.
والصابنجي (الصابونجي) لغةً هو من احترف صناعة أو تجارة أو بيع الصابون. وهي من المهن القديمة في بلاد الشام، ازدهرت كثيرًا في العصور الوسطى نظرًا لانتشار أشجار الزيتون بكثرة في هذه البلاد.