آل صلاح الدين
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة، ولها انتشار في مناطق لبنانية وعربية. تعود الأسرة بجذورها إلى شبه الجزيرة العربيّة، واستنادًا إلى الوثائق التاريخية والعائلية، فإنّ الأسرة منسوبة إلى سلالة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) وإلى آل البيت (عليهم رضوان الله وسلامه)، بالرغم من أنّ البعض يرى بأنّها تركية الأصل.
أسهمت الأسرة في مختلف العهود العربيّة والإسلاميّة بدور سياسي وعسكري واجتماعي وخيري بارز، واستمرت هذه الإسهامات في العهدين المملوكي والعثماني وطيلة عهود الاستقلال.
برز من الأسرة في العهد العثماني سليمان آغا صلاح الدين الذي تقلّد مناصب سياسية وعسكرية في العديد من الولايات العثمانية. ثمّ برز في العهدين العثماني والفرنسي نجله نجيب آغا بن سليمان آغا صلاح الدين.
ومن مآثر نجيب آغا صلاح الدين وقف أرض لجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت بمحاذاة تلّة الأيتام، وهي الأرض التي أقيم عليها "المستشفى الإسلامي" الذي عرف فيما بعد باسم " مستشفى المقاصد". كما وقف أرضًا ثانية لجمعية المقاصد موقعها في الأشرفية، حيث شيّدت جمعية المقاصد عليها ثانوية علي بن أبي طالب.
ونظرًا لأنّ نجيب آغا صلاح الدين كان الجندي المجهول والمحسن الصامت في سبيل أعمال البر والإحسان، فقد أرسل إليه مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا – وهو في الوقت نفسه رئيس جمعية المقاصد - رسالة مؤرّخة في 20 شوال عام 1340ه جاء فيها:
"حضرة الوجيه الفاضل نجيب آغا كولبنة ابن سليمان آغا صلاح الدين المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد فإنّ جمعيتنا تلقّت تبرعكم بسند طابو تمليكها قطعة الأرض المجاورة لأرضها في محلة رمل الحرج بالشكر والدعاء بدوام توفيقاتكم إلى العمل الصالح، وما ينفع الناس، وسجلّت هذه المبرّة بمداد الحمد والثناء على موقفكم الكريم. أخلف الله عليكم وزادكم من فضله بمنّه وكرمه".
20 شوال سنة 1340
رئيس الجمعية مفتي بيروت
الشيخ مصطفى نجا
هذا، وقد استمرت أسرة صلاح الدين في مسيرتها الخيرية والاجتماعية، فسار على هذا الدرب ولده السيّد محمد آغا بن نجيب آغا صلاح الدين وحفيده الدكتور نجيب صلاح الدين، والدكتور صلاح صلاح الدين. كما عرف من الأسرة الكثير ممّن اشتغلوا في الميادين العلمية والاجتماعية والخيرية مهتدين بسيرة جدّهم نجيب آغا صلاح الدين بعدم الإعلان عن العمل الخيري منهم على سبيل المثال السادة: غبراهيم، بكري، جمال، د. خالد، خليل، درويش، راغب، شفيق، علي، كامل، محمد نجيب، هيثم، وليد وسواهم الكثير.
وصلاح الدين لغةً من الصلاح والاستقامة، ونظرًا لاستقامة وتديّن أجداد هذه الأسرة، فقد حملوا هذا اللقب "صلاد الدين".
ولا بدّ من الإشارة، إلى وجود أسرة في بيروت تحمل اسم صلاح الدين من بينهم السادة: أحمد وسعيد، ومحمد عز الدين، ومحمد، ومحمود وأسرة مسيحية تحمل أيضًا اسم صلاح الدين، وأسرة درزية تحمل اسم صلاح الدين، وهي في الأصل من بعقلين.