آل طرازي
من الأسر المسيحية السريانية البيروتيّة، تعود بجذورها إلى العناصر السريانية العربيّة، التي توطنت في العراق وبلاد الشام ومصر، ومن بينها حلب وبيروت، كما انتشر أفراد الأسرة في إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيّما السجل 1289ه إلى آل طرازي وإلى زقاق طرازي في الأشرفية.
اشتهرت الأسرة بالعلم والثقافة الواسعة، وبالاشتغال بالأعمال التجارية وحب الأسفار والاستطلاع، كما اشتهرت بإتقان لغات عديدة: قديمة وحديثة، سامية وأجنبية. برز منها في القرن السابع عشر الميلادي بطرس طرازي (1687-1776) في مدينة حلب، الذي اشتهر بأسفاره إلى الهند وفارس. ثمّ توطن أحد أفراد الأسرة في بيروت، وهو أنطون بن نصر الله طرازي، وعرف في بيروت المحروسة بتجارته الواسعة والمزدهرة.
في عام 1872 توجّه أنطون بن نصر الله طرازي إلى أوروبا، حيث أقام في إيطاليا عدة سنوات، ونظرًا لمكانته الاجتماعية، ولأعماله الإنسانية والخيرية، فقد سُمح له بالاجتماع بالحبر الأعظم البابا لاون (Leon) الثالث عشر (1878-1903) الذي أنعم عليه لقب "كونت" أو "الفيكونت". غير إنّ أكثر أفراد الأسرة انتشارًا وشهرة في بيروت ولبنان ابن نصر الله طرزي، العلّامة الفيكونت فيليب دي طرازي (1863-1956) رجل العلم والثقافة، وهو مؤرّخ وأديب، مؤسس دار الكتب الوطنية عام 1921، وعضو مجامع علمية عديدة، له مؤلفات كثيرة منها على سبيل المثال: تاريخ الصحافة العربيّة، السلاسل التاريخية، شذرات نسبية لبعض الأسر الشرقية، وأصدق ما كان في تاريخ لبنان، وسواها من دراسات ومقالات في العديد من الدوريات اللبنانيّة والعربيّة. كما برز الفيكونت فيليب دي طرازي كعضو في جمعية بيروت الإصلاحية عام 1913 ممثلًا للطائفة السريانية. عرف من الأسرة حديثًا السادة: إبراهيم خليل، إدوار، ألفريد، إلياس يوسف، أندره، أنطوان، إيلي، باسيل، بطرس، بيار، بيتر، جاك، جان، غبريال، جميل، جورج، جوزيف، ديمتري، رجا، رشدي، روبير، روجيه، زكي، سعيد، سمير، شارل، فؤاد، فيكتور، فيليب، ميشال، ناجي، نبيل، نديم، نقولا، يوسف وسواهم.
أمّا طرازي أو طرزي لغةً، فيرى البعض أنّها مستمدة من الفارسية، من طراز أو تراز، وهو الترزي أي الخياط، الذي يقوم أيضًا بتطريز الألبسة بألوان وأشكال متنوعة وجميلة. كما يرى البعض الآخر بأنّ العائلة نسبت إلى مدينة طرّاز في تركيا، عرف منها في العصور الوسطى سديد الدين بن مسعود الأسدي الطرّازي الذي يعود بجذوره إلى القبائل العربيّة التي انتقل أحد أجدادها للإقامة في تلك المدينة.