آل العريضي
من الأسر الإسلاميّة والدرزية البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، كما انتشرت أيضًا في منطقة بيصور في جبل لبنان. والأسرة من جذور عربية من قبيلة بني تميم، من عشائر المحيسن، والتي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربيّة لا سيّما في بلاد نجد. وترتبط هذه الأسرة بأسر عربية عديدة منها أسر: مرشد، حسين، ماضي، فوزن، فارس، قاسم، عطية، عساف، وبكر وسواها.
وتشير مصادر العائلة بأنّ الأسرة منسوبة إلى آل البيت رضي الله عنهم، لا سيّما إلى الإمام جعفر الصادق، وتعود الأسرة إلى جدّها الأعلى علي العريضي.
وهذه القبائل مجتمعة مع أسرة العريضي أسهمت في الفتوحات الإسلاميّة مع بداية الانتشار الإسلامي في العراق وبلاد الشام، وقد استقرّت فترة في البصرة، ثمّ انتقل فرع منها إلى مناطق الفرات بالقرب من المناطق العراقية – السورية. وفي بلاد الشام شارك آل العريضي والأمراء المعنيين وبقيّة القوى العربيّة بالدفاع عن البلاد ضد الإفرنج الصليبيين. وفي فترة العصور الوسطى استقرّ آل العريضي في مناطق بيصور في منطقة الغرب في المرتفعات المطلة على بيروت بعد أن كانوا قد اعتنقوا مذهب الموحّدين الدروز وتركوا المذهب السني.
وفي العهد العثماني لا سيّما في أواخر القرن التاسع عشر، نزح فرع من آل العريضي إلى بيروت المحروسة، فاستقروا في منطقة المنارة ورأس بيروت، حيث تعاطوا الزراعة والتجارة. وكان أوّل القادمين إلى بيروت الشيخ حسن العريضي، وكان شيخًا جليلًا، برز مع أولاده وأحفاده في الدفاع عن ثغر بيروت، وعن الثغور الإسلاميّة، وقد استشهد ابنه سليم في بر الأناضول مع القوات العثمانية. كما أنّ حفيده إبراهيم كان مناضلًا وله مواقف بطولية في عهد الانتداب الفرنسي، كما شارك في معركة الاستقلال عام 1942، وثورة علي سيّور وسواها من مواقف وطنية مشرّفة.
كما برز في العهد العثماني من آل العريضي السادة: أمين، إبراهيم، ربيع، حسن، رياض، سامي، سليم، سميح، محمود، مليح، وديع، وسواهم. وفي التاريخ الحديث والمعاصر برز من الأسرة النائب والوزير غازي العريضي (1945) والأستاذ الجامعي الدكتور بشير العريضي، كما عرف من الأسرة السادة: جهاد، حسن، رفاعي، سميح، شادي، شفيق، فوزي، كمال، محمد، محمود، مصطفى وسواهم.
ومن الملاحظ أنّ في لبنان أسرة مسيحية مارونية بارزة من آل عريضة (بالتاء المربوطة) عرف منها البطريرك أنطون عريضة (1863-1955). كما عرف منها الشاعر نسيب عريضة (1887-1946). وما تزال الأسرة منتشرة إلى اليوم باسم "العريضي" في أكثر من منطقة من مناطق الخليج العربي. كما أنّ الأسرة ما تزال منتشرة في بلاد المغرب العربي، بدليل وجود رئيس الوزراء التونسي السيّد علي العريض عام 2013.
أمّا العريضي لغة فربّما منسوبة إلى بلدة عُرض الواقعة بين تدمر والرصافة. كما أنّ العريضي مصطلح أطلقه العرب على الرجل العريض القوي والشديد، كما تطلق على الأشراف، وعلى من يفتخر بنسبه وحسبه.