آل الباف (البُف)
من الأسر الإسلامية الطرابلسية التي توطن بعض افرادها في بيروت منذ القرن التاسع عشر، تعود بجذورها إلى القبائل العربية المنسوبة إلى الأسرو النبوية الشريف إلى الحسين بن علي «رضي الله عنه»، فهي أسرة حسينية الأصل، وهي التي أسهمت في فتوحات فارس والعراق ومصر وبلاد الشام، كما شهدت بلاد الشام توطن أفراد من الأسرة لا سيما طرابلس وبيروت المحروسة، ففي طرابلس توطنت الأسرة منذ العصور الوسطى، في حين شهدت بيروت توطن بعض علمائها في القرن التاسع عشر، وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما «السجل 1259 هـ - 1843م» إلى بعض علماء وأفراد أسرق الباف الطرابلسي منهم على سبيل المثال السادة: الشيخ محمد إبن السيد خليل الباف الطرابلسي، وقد ظهر اسمه كشاهد على العديد من قضايا المحكمة الشرعية في بيروت، كما أشار السجل نفسه - ص 1 - إلى السيدين الحاج محيي الدين الباف والسيد أحمدالباف ولدي المرحوم السيد أحمد الباف.
والأمر الملاحظ أن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر أشارت لأسرة طرابلسية أخرى وإلى أحد علمائها السيد خليل أفندي الثمين الطرابلسي - 1213 - 1292 هـ - 1798 - 1875م -وهو إبن الشيخ إبراهيم الثمين الطرابلسي نقيب السادة الأشراف في طرابلس وخطيب وإمام جامع البرطاسي، نجله الشيخ علي أفندي الثمين الطرابلسي الذي خلف والده في نقابة السادة الأشراف.
ومن الأهمية بمكان القول، إنه خلافاً لما جاءفي بعض المصادر التاريخية، ولما أشار إليه المؤرخ الشيخ طه الولي من أن أسرة الباف هي من أسر الموجات الصليبية، وأن اصل الأسم مشتق من الكلمة الفرنسية «Le Boeuf » بمعنى الثورأو البقرة، بل إن أسرة الباف الطرابلسي أسرة عربية الأصل حسينية وشريف النَسَب، وقد أسهمت في الفتوحات الإسلامية في مناطق عديدة، ومن بينها بلاد فارس والعراق وقبرص، لهذا نُسَبت إلى منطق «باف» إحدى قرى خوارزم. ويشير إبن اأثير من كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/112 من أن باف هي إحدى قرى خوارزم، برز منها الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالباف أو البافي، سكن بغداد، وكان من أفقه أهل زمانه على مذهب الإمام الشافعي «رضي الله عنه»، له معرفة تامة بالأدب وله شعر جيد، توفي في شهر محرم عام - 398 هـ ، كماأشار المؤرخ الأمير صالح بن يحيي في كتابه «تاريخ بيروت» ص247 من أن المسلمين هاجموا حصن اباف في قبرص، والمرجح أن المقصود به بلدة بافوس في قبرص.
والأمر الملاحظ أن بعض أفراد أسرة الباف الطرابلسي قد عاد مجدداً للتوطنفي طرابلس لهذا فهي ما تزال قليلة العدد في بيروت، في حين أن البعض الآخر بقي في بيروت بعد أن انقسمت الأسر إلى أسرتين:
1 - أسرة الباف .
2 - أسرة الطرابلسي .
عُرف من أسرة الباف في بيروت حديثاً السادة: سليمان، سليم،سمير، عبد الرحمن ، محمد، محمد فضل اباف وسواهم.
أما الباف لغةً، فكما سبق أن ذكرت نسبة إلى منطقة الباف إحدى قري خوارزم، والتي انتشرت فيها القبائل العربية بسبب الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام والحضارة العربية والإسلامية.
وا بد من الإشارة أيضاَ، بأن بيروت وبعض المناطق اللبنانية شهدت أسرف «البُف» انتشرت في باطن بيروت وفي منطقة البسكة الفوقا والنويري، غير أن الكثير منا لُقب بألقاب أخرى، واتخذ أسماء جديدة، لهذا فالأسرة ما تزال قليلة العدد، والبُف لغةً هو الرجل السمين المتضخم.