آل الجبّوري
من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة والطرابلسيّة والمغربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس.
وتشير مصادر العائلة أنها من الأُسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، ويشير كاتب «جامع الدرر البهيّة لأنساب القرشيين في البلاد الشاميّة» من عشائر الجبّوريّة المنتشرة البلقاء هم من نسل عٍِِباد بطن من عضل من كِنانة. كما أشار في رأي آخر بأن أسرة الجبّوري من عشائر الجبارات من الطائف، وأن جدهم يدعى جابر الأنصاري من الصحابة، وقد نزل منهم جماعة في حمص وحماء، ومنهم استوطن شرقي الأردن، وهم الجبّور، ومنهم من جاء غزة.
علماً أن أسرة الجبّوري ما تزال إلى اليوم منتشرة بكثرة في العراق، وقد برز من الأسرة حديثاً الوزير العراقي السابق محمد الجبّوري {وزيراً بعد سقوط نظام الرئيس صدّام حسين}، الجبّوري كانوا أمراء في بلاد الحجاز حتي منتصف القرن العشرين.
ويشير صاحب كتاب «أسماء القبائل وأنسابها» إلى أن عشيرة الجبّور من عشائر زبيد الأصفر، قبيلة كبيرة تنتشر في أنحاء عديدة من العراق، وينتسبون إلى جدهم الكبير جبير بن كلثوم بن لهيب القحطاني الأزدي من أعقاب الصحابي الجليل أبي ثور عمرو بن معد يكرب بن ربيعة بن عبد الله عمرو بن عصم بن عمرو... بن مازن... بن ربيعة بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أده، وقد تفرع من الجبّور العديد من القبائل والأسر المعروفة في العراق وبيروت.
ويشير «معجم قبائل العرب» إلى فروع من قبائل العربيّة وصلت إلى عشرة فروع قبيلة عربية.
هذا، وقد شهدت بيروت وطرابلس وبعض المدن الشاميّة توطن بعد أفراد من أسرة الجبّوري منذ العهد العثماني، منهم سلطان بن ناصر بن أحمد الجبّوري المتوفى عام1726م . كما أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، ومن بينها {السجل 1259هـ ، ص ، 22-23} إلى السيّد مصطفى آغا إبن محمد آغا الجبّوري أحد شهود الحال على عمليتي بيع وشراء زاروب شيخ السلام في باطن بيروت وفي حي المقسّم في بيروت بتاريخ11و13 ربيع الأول 1259هـ.
من جهة ثانية فقد وضع بيد د. حسان حلاق الأستاذ المهندس عبد المنعم العريس {رئيس بلدية بيروت الأسبق 1998-2004-، 2004-2010} منذ الثالث من كانون الثاني عام 1996م، وثيقة من سجلات المحكمة الشرعيّة في طرابلس الشام، من وثائق آل الجبّوري – ووالدته من آل الجبّوري – تعود بتاريخها إلى غرة ربيع الثاني عام 1247هـ ، تتضمن أعلان وقف ذري من قبل الحاج محمد آغا الجبّوري إبن المرحوم محمد آغا المغربي المتوطن بطرابلس الشام، وبحضور السادة الحاكم الشرعي والعلماء، وهذا الوقف هو جميع كرم الزيتون الكائن في مجدليا المشتمل على أربعة وثلاثين أصلاً من الزيتونة قديمة ونصوب معلومة القدر، فضلاً عن بستان شجري، والدائرة البرانيّة بمحلة العديمة في طرابلس الشام، وأربع حواكير تضم أشجار توت في قرية زكرون وسواها، وقد أوقف هذا الوقف على نفسه وقفاً ذرياً ومن ثم على ولدي لصلبه مصطفى البالغ والسيد إبراهيم المراهق مناصفة بينهما.
ومما يلاحظ بأن الحاج محمد آغا الجبّوري المغربي المتوطن في طرابلس الشام، قد توطن نجله السيّد مصطفى آغا بن محمد آغا الجبّوري في بيروت المحروسة استناداً إلى سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر بدأت أسرة الجبّوري تتصاهر مع العائلات البيروتيّة العديدة، ومن بينها أسرة العريس.
وبالفعل، فإنه من الثابت أن أسرة الجبّوري من الأسر المغربيّة المنسوبة التي عُهد إلى قادة منها مناصب عسكريّة مهمة، وقاد أشار الأمير حيدرالشهابي في كتابه «الغرر الحِسَان»، إلى محمد آغا الجبّوري قائد المغاربة الذي كان تحت إمرته ثلاثمائة مغربي في إطار حديثه عن أحداث عام 1799م.
عُرف من أسرة الجبّوري في بيروت السادة: أحمد محمد، أحمد مصطفى، أحمد هاشم، خالد وديع، سليم محمد ديب، محمد زكريا، محمد عيد، محمد هاشم، محمود محمد عيد، محمود مصطفى، مصطفى أحمد جبّوري وسواهم.
ومما يلاحظ بأن بيروت وبعض المناطق شهدت أسرة جبّوري المسيحيّة.
أما جبّوري لغة واصطلاحاً، فهي من جبر وجبّور، فقد أطلقها العرب على المصطلح بين أفراد عشيرته وقومه، وعلى المساعدة للفقراء، كما أُطلقت على الرجل القوي، ولها معانٍ عديدة كما بلفظ جبر وجبّوري.