آل بدر
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية المتوطنة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس. ويشير كتاب «بحر الأنساب الكاشف لأصول السادة الأشراف» ص 172 ، من أن آل بدر من اأمراء الحجاز أيضاً. وما تزال هذه الأسرة منتشرة حتى اليوم في مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والمغرب العربي. ويذكر إبن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/127 من أن بني بدر بطنُ من حجر رعين، برز منهم مولاهم أبو يحيي عميرة إبن أبي ناجية البدري - توفي عام 153 هـ . بينما يشير «معجم قبائل العرب» ص 68: من أن قبيلة بدر فرع من آل فاطمة من قبيلة يام، وقبيلة البدر هي فرقة من البوخميس إحدى عشائر قضاء الباب بسورية الشمالية، وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في القرن التاسع عشر لاسيما «السجل 1259 هـ ص 80 » إلى السيد علي بن يوسف بدر وزوجته السيدة زينب بنت المرحوم الشيخ صادق فتح الله صاحبة أملاك في جل البحر في مزرعة رأس بيروت.
وأشار السجل نفسه في عدة صفحات إلى توطن آل بدر في باطن بيروت ضمن السور، من هؤلاء السادة: السيد يوسف أبو علي بدر القاطن في محلة الثكنات في باطن بيروت، والسيد الحاج حسن بدر القاطن في المحلة ذاتها، والسيد طالب بدر، والسيد علي بدر، والحاج مصطفى بدر القاطن في زاروب الطمليس في باطن بيروت وسواهم الكثير من أفراد الأسرة البيروتية.
برز من الأسرة في القرن العشرين السيدة خديجة بدر المربية الشهيرة ومديرة مدرسة عائشة أم المؤمنين التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، والمربي الأستاذ عثمان بدر، والمصرفي عبد القادر بدر أحد مدراء المصارف في بيروت والمحامي عدنان بدر، والتاجر مصطفى بدر وسواهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن بيروت ومناطق لبانية مثل برجا وعين داره وعاليه ومناطق عربية مثل فلسطين ومصر عرفت أيضاً أسرة بدر، وقد اشتهرت في منطقة الطريق الجديدة في بيروت عدة فروع من الأسرة:
1- أسرة بدر البيروتية.
2- أسرة بدر من برجا.
3- أسرة بدر الفلسطينية ومن بينها صاحب «بوظة بدر».
4- أسرة بدر السورية.
5- أسرة بدر المصرية.
عُرف من أسرة بدر الإسلامية والمسيحية السادة، إبراهيم، أحمد، إبراهيم خليل، إدمون، إسبيرو، أسعد، ألبير، جبرايل، جميل فارس، الجوهرجي حسن بدر، الجوهرجي علي أحمد بدر، الصيدلي فارس بدر، الصيدلي سامي بدر وسواهم الكثير.
ولا بد من الإشارة إلى أن من مشاهير أسرة بدر المسيحية النائب السابق شفيق بدر من مواليد عاليه في جبل لبنان عام 1926 أنتخب نائباً عن المنطقة عام 1972م ، واستمر نائباً حتى عام 1992م ، والسيدة نجلاء بدر أول صيدلانية في العهد العثماني، من متخرجات عام 1899م .
من جهة ثانية ، فقد شهد التاريخ الإسلامي الوسيط بعض الوزراء والقيادات البارزة ممن أطلق عليهم اسم « بدر » منهم على سبيل المثال: بدر الجمالي -1014- 1094م وزير المستنصر الفاطمي، نهض بأمور الدولة وانتصر على السلاجقة، واهتم ببناء سور القاهرة وباب زويلة.
كما برز القائد بدر الحمامي المتوفى عام 310 هـ - 922م قائد وأمير الجيش العباسي، توفي في شيراز.
أما بدر لغةً واصطلاحاً تُطلق على الرجل الجميل أو المرأة الجميلة، وتأتي بمعنى القمر ليلة تمامه وكماله. وبدر اسم لبئر ولوادٍ يقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو أحد أسواق العرب، وأحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري والمفاخرة الإجتماعية، وكان العرب يقصدونه في كل عام.
ويشير إبن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب»1/126 - 127 من أن إسم البئر والوادي « بدر » إنما هو نسبة إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كِنانة، وأن الصحابة الذين شاركوا في معركة بدر في 17 رمضان العام الثاني للهجرة التي خاضها المسلمون وانتصروا فيها على الكفّار. أطلق على كل منهم لقب «البدري».