آل بدران (القرى)

آل بدران (القرى)

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر والعراق وبلاد الشام والمغرب والأندلس، والأسرة من الأسر المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، وتجتمع مع الإمام الرفاعي الحسيني في النَسَب، ثم يستمر تسلسل نَسَبها مع الإمام موسى الكاظم إبن الإمام جعفر الصادق إبن الإمام محمد الباقر إبن الإمام علي زين العابدين السجّاد إبن الإمام الحسين «رضي الله عنه».

أشار الحميري 105 - 173 هـ / 723 - 789 م وهو من اکابر شعراء العرب وأعاظمهم في كتابه «ألروض المعطار في خبر الأقطار» ص 406 إلى الأمير قريش بن بدران أمير عقيل أحد دعاة الدعوة العبيدية. وأشار «معجم قبائل العرب» ص 69 إلى قبيلة بدران، وهي فرقة تُعرف بأبي بدران من عشيرة البقارة بدير الزور إحدى المحافظات السورية.

ومن الملاحظ أيضاً بأن الأمير حيدر الشهابي يشير في كتابه «الغُرر الحِسان في أخبار أبناء الزمان» 1/164 -166-208-209-، 2/360-361 إلى أحد كبار قادة الدولة العثمانية والأمير بشير الشهابي الكبير هو القائد محمد القرى «القرا» ، ففي أحداث عام - 1790م - يتحدث عن معارك بين دروز حاصبيا من جهة وبين عسكر الدولة بقيادة محمد القرى وعسكر الأمير بشير. وأشار إلى معارك أخرى بين الفريقين في عينبال - أحداث عام 1791م - . كما أشار الأمير حيدر الشهابي في الجزء الثاني ص 208-209 في إطار أحداث عام 1800م إلى مشاركة القائد محمد القرى دالي باشا في المعارك التي دارت بين الـبشيـريـن: بشير الشهابي وبشير جنبلاط كما شارك في معارك أخرى ثم نزل مع جنوده إلى بيروت. وفي أحداث - عام 1801م - 2/360-361 ، يشير الأمير حيدر الشهابي إلى تعاون ألقرى حمد مع الأمير بشير الشهابي في ملاحقة الدروز  في مناطق البقاع إلى أن أمر أحمد باشا الجزّار بوقف القتال وعودة العسكر إلى عكا، ووقفِ راتبِ القائد محمد القرى الذي غادر إلى أنطاكية - عام 1801م - ، في حين عاد سليمان باشا إلى صيدا، وعاد الأمير بشير بعساكره إلى دير القمر والسماقية.

هذا، وما تزال أسرة بدران منتشرة في بيروت ومناطق لبنانية عديدة، وفي سوريا وفلسطين ومصر واليمن والمغرب العربي وسواها. وتشير سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر لا سيما «السجل 1259 هـ » إلى الكثير من أسرة بدران الإسلامية والمسيحية منهم على سبيل المثال: إلياس بن ميخائيل بدران من منطقة المصيطبة، وجرجس بن يونس بدران من منطقة وطى بطينا في مار الياس، وشقيقه خليل بن يونس بدران، وميخائيل وشقيقه يوسف بدران وسواهم «السجل 1259 هـ ص 18-22، وصفحات متفرقة».

كما برز من الأسرة الإسلامية الشيخ علي بن محمد بدران والسيد أحمد بدران من باطن بيروت المحروسة، كما أشير في «السجل 1259 هـ ص 33 » إلى منزل أم عبده القرى بدران. كما برز من أسرة بدران الإسلامية في القرن التاسع عشر الوجيه البيروتي عبد الرحيم بدران أحد مؤسسي «الجمعية العلمية السورية» في منتصف القرن التاسع عشر الذي كان لها الفضل في النهضة العلمية والثقافية والإجتماعية في بيروت المحروسة.

كما برز السيد محمد بدران، والشيخ حسين بدران «شيخ الطريقة السعدية»، والسيد محمد بدران عضو محكمة الإستئناف في ولاية بيروت- عام 1892م - . كما برز من الأسرة في القرنين التاسع عشر والعشرين الشيخ إيراهيم المجذوب - 1863 - 1937م - ، كما كان أستاذاً ومعلماً للعديد من علماء بيروت.

وفيما يختص بأسرة بدران المسلمة، فإنها انقسمت منذ القرن التاسع عشر إلى أسرتين:

1- أسرة بدران .

2- أسرة القرى «القرا» .

ومرّد ذلك أن أحد أجداد أسرة بدران كان يتميّز في بيروت في العهد العثماني بالجرأة والإقدام والرباط ، وقد كان أحد ولاة بيروت يمر بعربته في «ساحة البرج ساحة الشهداء فيما بعد» فرأى شباناً يتنافسون لرفع صخرة ضخمة، فلم يستطع أحد من الشبان رفعها باستثاء شاب من آل بدران، فما كان من الوالي إلا أن أعجب به وربت على كتفه قائلاً: «أنت قرى أصلان - ارسلان» أي: «أنت شاب أسود مثل الأسد» أو السبع على أساس أن قَرى التركية تعني اللون الأسود أو شديد السمرة، ولأن أصلان أو ارسلان تعني الأسد، ومنذ تلك الحادثة بات يطلق على ذلك الشاب القوي وعلى فرعه من أسرة بدران أسرة القرى أو «القرى بدران».

برز من آل القرى العديد من الوجوه الدينية والعلمية والتربوية والثقافية في مقدمتهم الأديب والشاعر محمد القرى البيروتي الشاذلي الذي نظم في الطريقة الشاذلية قصيدة جاء فيها:

كما برز من الأسرة التربوي الأستاذ أحمد القرى المدير الأسبق لثانوية حوض الولاية في بيروت، كما عرفت بيروت الطبيبة الدكتورة جمال القرا، والسادة: عفيف، علي، محمد، كمال، محمود وسواهم.

وبما إن أسرة بدران من الأسر العربية الشهيرة، فقد برز منها الكثير من الوزراء والقيادات والعلماء منهم على سبيل المثال: اللواء الركن والوزير المصري الأسبق شمس بدران، وعلامة المصري الدكتور أبو العينين بدران، وئيس وزراء الأردن الأسبق مضر بدران... كما عرفت أسرة بدران الدرزية في منطقة نيحا الشوف برز منها المقدّم في الجيش اللبناني الدكتور أحمد بدران، كما عرفت أسرة بدران الشيعية.

ونظراً لبروز أسرة بدران البيروتية فقد أطلق على منطقة بأكملها في برج أبي حيدر باسم محطة «بدران».

ولا بد من الإشارة إلى شهرة وبروز آل بدان من الأسر المسيحية البيارته ممن طانوا - وما يزالون - يملكون عقارات وأراض في منطقة وطى بطينا - مار إلياس «وطى المصيطبة» ، فضلاً عن تأسيسهم منذ عقود مصانع لإعداد وتصنيع الرخام والبلاط.

عُرف من أسرة بدرن الإسلامية والمسيحية السادة: رجل الأعمال شارل بدران، العقيد الجمركي عبد الله بدران، الطبيب الدكتور جميل بدران، قاضي التحقيق في جبل لبنان القاضي محمد بدران، المخرج التلفزيوني الراحل محمود بدران وسواهم الكثير.

أما بدران لغةً وإصطلاحاً فهي في الأصل من بدر بمعنى القمر المتكامل ومثناه بدران، واللاحقة «أ» و «ن»، من الصيغ العربية المعروفة والمستخدمة كثيراً في الأسماء والأفعال العربية. أما القرى القرا فقد سبق الإشارة إلى معناها.

ولا بد من الإشارة، بأن المطربة اللبنانية ألكسندرا  بدران المعروفة باسم نور الهدى هي من أسرة مسيحية بيروتية.

ولدت في مرسين بتركيا. اكتشف والدها صوتها الجميل وساهم في نجاحا، كانت تغني في المدرسة وفي الحفلات الخاصة حتي أطلقوا عليها اسم أم كلثوم لبنان. جاءت فرصة ذهبية عندما كان يوسف وهبي في جولة فنية في ربوع الشام سنة 1942 واستمع إليها وأعجب بصوتها، فطلب منها المجيء الي مصر وبالفعل حضرت واسند إليها بطولة فيلم جوهرة. وعملت مع عدد كبير من الفنانين مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي. كما تعرفت على الملك فاروق وعلى النحاس باشا وغنت للمك فاروق في حفل بالسفارة السورية بالقاهرة. وفي الخمسينيات اعتزلت الفن وعادت إلى بلادها ولكنها كانت حريصة على حضور اللقاءات الخاصة معها حتى تحكى عن فنها و تاريخها الفني.

المطربة اللبنانية ألكسندرا  بدران – نور الهدى-