آل بلطجي
من الأسر الإسلامية البيروتية والصيداوية والطرابلسية، كما حمل هذا اللقب أكثر من أسرة لبنانية وعربية وعثمانية. وبما أن هذا اللقب يعود إلى مهنة، فإنه لا قرابة تربط بين جميع فروع هذه الأسرة، باستثناء بعض الفروع، مثل فروع صيدا وبيروت، كما أن بعضها يعود بنسبه إلى العناصر العربية، والبعض الآخر يعود بأصوله إلى العناصر التركية، كما أن أسرة بلطجي الأعظمي تعود بنسبها إلى الأعظمية في العراق، فضلاً عن فروع لأسرة من أصل فلسطيني.
قامت الأسرة في العهد العثماني بدور سياسي وعسكري بارز، برز منها محمد باشا البلطجي -1660/1712م - قائد عسكري، وقبودان باشا، كما أصبح رئيساً للوزراء «صدر أعظم» تولى حكم أرضروم وحلب، وانتصر على روسيا عام 1710م، توفي منفياً.
أما أسرة بلطجي البيروتية، فتعود بجذورها إلى أسرة بلطجي الصيداوية، وقد تميز أفرادها بالجرأة والإقدام منذ العهد العثماني الذين أسهموا في الدفاع عن الثغور العربية والإسلامية.
وعلى وجه الإجمال، فإن أسرة بلطجي في بيروت قد قامت بدور بارز في الدولة العثمانية، وفي مرفأ بيروت حيث ارتبط اسم المرفأ باسم الأسرة وباسم آل شهاب الدين وآل عانوتي، حتى عام 1975م.
برز من الأسرة، السادة: خليل بلطجي مرشد السفن الشهير في مرفأ بيروت، وكان مسموع الكلمة، ويتميّز بنفوذ مهني وإجتماعي، كما عُرف رضوان بلطجي الذي أسهم بإنقاذ جميع ركاب الباخرة الشهيرة «شامبليون» عام 1953م ، التي جنحت نحو شاطئ منطقة الإمام الأوزاعي «رضي الله عنه».
وعُرف من الأسرة أيضاً السادة: الحاج محمد رضوان بلطجي، المتوفى في 28 نيسان عام 2008م أحد أصحاب محطة إرشاد السفن في مرفأ بيروت، وعُرف نجلاه: الحاج رضوان، والحاج بلال بلطجي، وشقيقه إبراهيم رضوان بلطجي، وصهره وليد بلطجي.
وعُرف من الأسرة السادة: عوني عفيف بلطجي أحد المسؤولين في وزارة المالية سابقاً، وأحد مسؤولي بيت التمويل العربي، ومصطفى عفيف بلطجي أحد متخرجي جامعة بيروت العربية، وأحد المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ ما قبل عام 1975م.
والأمر اللافت للنظر أن بيروت شهدت أسرة مسيحية قليلة العدد من أسرة بلطجي، منهم السادة: جورج وجان ورفقا جورج بلطجي وسواهم.
وبلطجي لغة واصطلاحاً من التركية «بالطه أو «بلطه» بمعنى الفأس، و«جي» علامة النسبة في اللغة العثمانية، فيصبح معناها «حامل الفأس».
وفي الاصطلاح أُطلق هذا اللقب على فرقة من حراس القصر السلطاني في الدولة العثمانية، كانت عدتهم تتألف من أربعمائة شخص تحت إمرة «فزلر آغاسي»، ومهمتهم حراسة حريم السطان في السفر والحضر. أما رئيسهم المباشر، فقد كان يعبّر عنه باللغة العثمانية بلفظ «بالطة جيار كخياسي».