آل تميم
من الأٌسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة في شبه الجزيرة العربيّة، تنتسب قبيلة بني تميم إلى: تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهم يختلفون عن قبيلة بني تميم بن ضنة بن سعد هذيم بن زيد القضاعية. وهي من القبائل التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام ــ لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن ــ والعراق وخراسان، ومن ثم المغرب العربي والأندلس، وقد أنجبت هذه القبيلة أعظم شعراء الجاهليّة، لغتها العربيّة حجة بين لغات القبائل.
ومن الملاحظ أن أُسرة تميم والتميمي قد أنتشرت في جميع المدن والمناطق العربيّة، غير أنه لا بد من التأكيد بأن الكثير من الأسر المنتمية إلى قبيلة بني تميم قد حملت عبر التاريخ ألقاباً وأسماء تعود لمناطق أو لصفات أو لمهن، بالرغم من أنها تميمية مثل عشيرة المجالي وعشيرة الخلايلة في الكرك، وعائلات بيروتيّة عديدة.
ويشير إبن الأثير في كتابه (اللباب في تهذيب الأنساب) إلى أنه هو شخصياً ينتسب إلى هذه القبيلة، وإلى أن المنتسب لقبيلة بني تميم هم جماعة من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم، منهم على سبيل المثال المحدّث والفقيه أبو أحمد الحسين بن علي بن... بن عبد الله التميمي، وهناك من ينتسب إلى تميم بن مرة، والمشهور بالإنتساب إليه المحدّث ابو الفضل ورقاء بن احمد ... بن مبشر بن عتيق التميمي، وهناك من ينتسب إلى تميم مجاشع، ومنهم المحدّث الفقيه أبو العلاء الخصيب... بن الخصيب إبن الخصيب التميمي البغدادي ــ 459/541 هـ ــ، وجميع هذه الفروع من بني تميم تنسب في حقيقتها إلى تميم بن مرّ على ما أكّد عليه إبن الأثير.
ومن يطّلع على كتاب (عشائر الشام) في صفحات عدة يدرك مدى إنتشار قبيلة تميم في أنحاء كثيرة من بلاد الشام، وهي ما تزال إلى اليوم منتشرة، بل أن البعض من فروعها يحمل حتى الآن السمات والخصائص القبليّة.
ويشير كتاب (أسماء القبائل وأسمائها) إلى أن تميم هو جدّ القبيلة المعروفة باسمه، وهو تميم بن مرّ بن أُدّ بن طانجة بن إلياس بن مضر بن نزار بن عدنان.
ومن يطّلع على (معجم قبائل العرب) يُدرك مدى أهمية قبيلة بني تميم وأفخاذها وبطونها المنتشرة في اكثر العائلات والمناطق العربيّة.
هذا، وقد شهدت بيروت والمناطق اللبنانيّة الكثير من العائلات ممن تنتسب إلى بطن تميم وأفخاذها، كما شهد العهد العثماني توطن بعض أجداد هذه القبيلة في بيروت. وقد أشار (معجم قبائل العرب) من إحدى قبائل بني تميم هي من بني حرب تقيم في المدينة المنّورة، كان لها مرتبات وعائدات من الدولة العثمانيّة ومصر، تصل إليهم من كل عام مع قوافل الحج، وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت، لا سيما (السجل 1259هـ / 1843م، ص 28 ــ 29) توطن آل تميم في باطن بيروت بالقرب من الحمام الفوقاني في محلة شويربات قرب زاوية ومسجد المجذوب، وهي المنطقة المعروفة اليوم بمنطقة المجلس النبابي.
عُرف من أسرة تميم في بيروت في التاريخ الحديث والمعاصر قاضي الشرع المرحوم الشيخ حسن محمود تميم (1931/1985م) من مواليد بيروت، من متخرجي الكليّة الشرعيّة في بيروت عام 1949م، في عام 1956م شارك في تحرير صحيفة (بيروت المساء) متعاوناً مع الأستاذ عبد الله المشنوق، كما شارك في تحرير صحيفة (صوت العروبة) مع الأستاذ عدنان الحكيم، تقلّد مناصب إداريّة وقضائيّة في زحلة وصيدا وبيروت، وفي عام 1960م أُسندت إليه وظيفة مديرعام الأوقاف الإسلاميّة بالوكالة، كان خطيباً لخطب الجمعة في الجامع العمري الكبير في بيروت المحروسة، في فترة الحرب الأهليّة في لبنان أصدر مجلة (القدس). له العديد من الآثار الأدبيّة ما تزال غير منشورة.أصبح رئيساً للمركز الإسلامي ــ عائشة بكّار ــ ، وخطيباً لجامعه لسنوات، وذلك بعد إستشهاد الشيخ أحمد عسّاف عام 1981م ، عُرف بجرأته.
كما برز من الأسرة لبنانياً وعربياً ودولياَ الفنانة سوزان تميم، وزادت شهرة بعد أغتيالها في دبي صيف عام 2008م ، وعازف الكمان الشهير مصباح تميم.
وعُرف من الأسرة السادة: المرحوم ظافر تميم صاحب ومدير شركة أعلانات، وأنجاله السادة: ماهر، بسام، فادي تميم من مسؤولي وزارة الماليّة في لبنان، والسيّد محمود تميم مدير قطاع الشؤون الماليّة في جامعة بيروت العربيّة، والسادة: الطبيب الدكتور محيي الدين تميم، محمد علي خليل، محمود سليم، محمود محمد مطيع، مصباح محمد، نبيل عبد الرحمن، نزار خليل، وسام أحمد، وفيق سعيد تميم وسواهم.
كما عرفت بيروت أسرة بيروتيّة من أصل فلسطيني باسم التميمي، منهم السادة: أحمد، عزت أحمد، سعد عبد تميمي وسواهم.
وتميم لغة وإصطلاحاً لمن كان أصله من بني تميم القبيلة العربيّة العريقة، واللفظ مشتق من التمام، وهو الكامل في صفاته، ويُقال للبدر عندما يكتمل التمام، والتميمي نسبة إلى تميم.
سوزان تميم