آل نجّار
من الأسر الإسلامية والمسيحية والدرزية في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية، وهي من القبائل العربية الإسلامية والمسيحية التي توطنت في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي، ولا رابط بينها سوى اللقب، كما أن أفراد آل النجّار ممن هم من طائفة واحدة ليس مؤكداً أنهم من جذور واحدة، على اعتبار أن «النجّار» مهنة من المهن الشريفة منذ العهود العربية القديمة. وقد شهدت القبائل العربية في الجاهلية وفي الإسلام قبيلة بني النجّار، وفتيات هذه القبيلة استقبلن الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) عند هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد أنشدن:
نحن جَوارٍ من بني النجّار يا حبذا محمدٌ مِن جارٍ
كما أنشدن:
طلـع البدرُ علينا من ثنيـاتِ الوداعِ
وجبَ الشكرُ علينا مـا دعـا لله داعِ
أيهـا المبعوث فينا جئت بالأمر المطاعِ
جئتَ شرفت المدينة مرحباً يا خيـر داعِ
كما أن المسيحية عرفت القديس يوسف النجّار زمن السيدة مريم عليها السلام والسيد المسيح عليه السلام، وكان نجّاراً سكن الناصرة.
هذا، وقد عرف الكثير من علماء العرب الأوائل بلقب النجّار، منهم المحدث صالح بن دينار النجّار من أهل المدينة المنورة والد المحدّث داوود بن صالح، كما عرف المحدّث والفقيه أبو بكر محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر النجّار بغدادي لقب بغندر (ت 379هـ) وكان ثقة صدوقاً يحفظ القراءات حفظاً حسناً. (ابن الأثير: اللباب، جـ3، ص 297).
كما شهد عصر المأمون العالم الجليل الحسين بن محمد أبو عبد الله النجّار (ت حوالى 220هـ-835م) متكلم من الكبار، له العديد من المؤلفات.
كما عرف المؤرّخ والمحدّث محب الدين النجّار (1182-1245م) ولد وتوفي في بغداد، رحّالة، له «الدرة الثمينة في أخبار المدينة» و«ذيل تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (المنجد، ص 706).
ومما يجب الإشارة إليه أن بيروت المحروسة عرفت عدة فروع من آل النجّار ممن يعودون بجذورهم إلى مدينتي حمص وحلب، وبعض هذه الفروع تعود إلى آل السبسبي من منطقة سبسب من أعمال الشام) وهي الأسرة الحمصية – الطرابلسية – البيروتية، لا سيما إلى جدهم السيد إبراهيم السبسبي الشهير بالنجّار، وذلك منذ عام (1051هـ)، وهو من الأسرة الرفاعية نزل أحد أجداده في إشبيلية في المغرب العربي عام 317هـ. وهذا الفرع من أسرة السبسبي النجّار الرفاعي منسوب يعود بنسبه إلى الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهم.
كما أن أسرة النجّار فرع حلب من الأسر المنسوبة إلى البيت النبوي الشريف، وذلك عن طريق الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهم (جامع الدرر البهية، ص 312-313).
كما أشار صاحب (كتاب الأنساب ونور الأنوار ص 58) بأن آل النجّار في مصر هم أيضاً من الأسر المنسوبة إلى الإمام الحسين، ويتسلسل النسب نفسه بالنسبة لأسرة النجّار في حمص وحلب وبلاد الشام.
هذا، وقد شهدت بيروت في العهد العثماني آل النجّار من المسلمين والمسيحيين والدروز، وأشار السجل (1259هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى بيت النجّار في باطن بيروت المحروسة، كما أشار السجل نفسه إلى منزل إلياس النجّار قرب سوق البياطرة في باطن بيروت، كما أشار السجل إلى الشقيقتين هيلانة ونور بنتي متري النجّار. وأشار السجل (1263-1265هـ) ص (77) إلى السيد محمد حرب النجّار. كما أورد سليم علي سلام في مذكراته ص (217) حوارات بينه وبين القائد التركي أحمد جمال باشا، الذي سأله عن أحد الناشطين إبراهيم سليم نجّار (1882-1957) وكان صحافياً وكاتباً معارضاً للدولة العثمانية، وهو مؤسس صحيفة «الكلمة الحرة» في القاهرة 1902، ثم شركة «الأخبار الصحافية» في الآستانة 1912، و«لسان العرب» في القدس 1921، و«صحيفة اللواء» في بيروت 1939 (المنجد، ص 706). وقد عرف قبله والده الطبيب إبراهيم النجّار (182201864).
كما عرف من الأسرة سليم يوسف النجّار عضو مجلس النواب اللبناني الأول، والوزير الأسبق جوزف سليم النجّار، والوزير حليم أمين النجّار، والوزير فؤاد أمين النجّار، والوزير إبراهيم النجّار، والدكتور التربوي فريد جبرائيل النجّار (1907-1994)، والأستاذ السابق في الجامعة اللبنانية، كما عرف الدكتور فوزي متري النجّار أستاذ الاقتصاد السياسي.
أما فيما يختص بوزراء ونواب آل النجّار، فهم:
{ إبراهيم ألبير نجّار (1941- )
{ جوزف سليم نجّار (1908-2006)
{ حليم أمين النجّار (1903-2006)
{ سليم يوسف النجّار (1859-1934)
{ فؤاد أمين النجّار (1909-1992)
وعرف من الطائفة الدرزية من آل النجّار وهم في الأصل من القبائل القحطانية، القاضي الأسبق في السودان يوسف بن أمين بن حمود النجّار، والطبيب الدكتور سليمان نجّار، والمدير العام الأسبق لوزارة الزراعة المهندس حليم النجّار، والسفير الأسبق عبد الله النجّار (1896-1976). كما برز من الأسرة أصحاب محلات نجّار كونتينتال في باطن بيروت قرب الجامع العمري الكبير قبل عام 1975، ومن بينهم الشيخ رجا نجّار، وهم من طائفة الموحدين الدروز.
وبرز من آل نجّار الطبيب الدكتور فيصل بشير نجّار (1940-2007) أحد متخرجي كلية الطب في الجامعة الأميركية، يحمل جائزة بنروز، جراح من الدرجة الأولى، أستاذ في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، حائز على الميدالية الذهبية الطبية اللبنانية من الدرجة الأولى عام 1981، مدير المركز الطبي 1990-1994 نال وسام الأرز الوطني من رتبة فارس عام 1991، مؤسس مستشفى نجّار في بيروت مع شقيقه الدكتور غازي نجّار عام (1997-1980). كما برز أولاد الدكتور فيصل نجّار، الطبيب الدكتور الجراح سامر، ورجل الأعمال مازن، والطبيبة النفسية د. ديالا نجّار.
هذا، وقد عرف من أسرة النجّار في بيروت من مختلف الطوائف السادة: إبراهيم، أحمد، ادغار، أسعد، أكرم، ألبير، إلياس، إميل، أنطوان، أنيس، إيلي، بشير، بلال، بيار، توفيق، جاك، جان، جرجس، جمال محمد، جميل، جوزف، جوزيف، حبيب، حسن، حسين، حليم، خليل، ديب، رفيق، الإعلامي والإعلاني رمزي النجّار، روبير، روجيه، ريمون، زكريا، سامي، سعد الله، سعيد، سليم، سليمان، سمير، شارل، طلال، عادل، عارف، عبد الرزاق، عبد الله، عبد الهادي، عثمان، عماد، غازي، المهندس فاروق النجّار، فيصل، قاسم، كمال، كميل، مارون، محمد، والكاتب والمؤلف مروان نجّار، كما عرف من الأسرة: مصطفى، منير، موريس، ورجل الأعمال ميشال نجّار، نبيل، نجيب، نقولا، وديع، وليد، وهيب، يحيى، يوسف النجّار وسواهم. كما برزت السيدة أنيسة روضة نجّار، صاحبة العطاءات الإنسانية والاجتماعية المشرّفة، لهذا أقيم لها عام 2013 احتفال تكريمي في الجامعة الأميركية منحت في نهايته وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور.
وشهدت بيروت أسرة أرمنية عرفت باسم نجّاريان، وهي أسرة كبيرة في بيروت. أما أبرز من اشتهر من الأسرة في العالم العربي فهو المفكر الإسلامي الكبير الدكتور زغلول النجّار.
كما عرفت أسرة صيداوية باسم نجّار عرف منها الطبيب الدكتور مصطفى نجّار أمين صندوق رابطة أطباء صيدا عام (2007-2008).
ونجّار لغة استخدمها العرب لقباً للرجل الذي يُنجِّر الخشب، ثم استخدمت عبر العصور بعدة معانٍ فقيل نجّار موبيليا إفرنجي، ونجّار عربي.
وزير العدل الأسبق الدكتور إبراهيم نجّار