آل ميرزا (مرزا)
ينتسبون لآل البيت... ساهموا في فتوحات بلاد فارس ونشروا فيها الإسلام
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية والإسلامية، تعود بجذورها إلى الأسر العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد فارس ونشر الإسلام فيها. كما انتشرت الأسرة في بلاد الشام. والأسرة من نسل السادة الأمراء، بل إن البعض يرى بأن الأسرة من الأسر الشريفة المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف.
ويشير كتاب «عشائر الشام» ص (532) إلى الأمير ميرزا مصطفى أحد الأمراء البارزين في البلاد السورية في زمن الانتداب الفرنسي. كما أشار الكتاب نفسه ص (677) إلى إحدى قرى محافظة حلب، وقد عرفت باسم «ميرزا شهيد».
ونظراً لإسهامات أسرة ميرزا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، فقد انتشرت الأسرة في إيران ودول الخليج العربي والعراق وبلاد الشام، وشهدت بيروت المحروسة وفادة أفراد من الأسرة منذ العهد العثماني، وتوطنت في مناطق الأشرفية وعين المريسة ورأس النبع والمزرعة والمصيطبة والحمراء وسواها من مناطق بيروتية. كما شهدت بيروت في العهد العثماني العلّامة الشيخ سعيد ميرزا الجد أحد علماء بيروت، وكان إماماً وخطيباً لجامع البسطة التحتا، كما أسهم في بناء هذا المسجد. كما عرف فيما بعد أنجاله منهم السيد سعد الدين ميرزا (1905-1990) خبير محلف لا سيما في حوادث السيارات، وما في حكمها من قضايا لها علاقة بشؤون الخبراء المحلفين، كما كان تاجراً للسيارات، والسيد محيي الدين ميرزا رئيس موزعي البريد في مدينة بيروت، وشقيقه السيد أحمد ميرزا أحد موظفي أجيرو. كما عرف من الأسرة السيد صبري ميرزا أحد عناصر التحرّي في بيروت زوجته السيدة يسر سعيد ميرزا. كما عرف من الأسرة السيد سعيد بن محيي الدين ميرزا أحد موظفي الطرود البريدية في مطار بيروت الدولي.
برز من أسرة ميرزا في التاريخ الحديث والمعاصر المدعي العام التمييزي في لبنان الرئيس القاضي سعيد ميرزا الذي أسهم إسهامات قانونية وفقهية وقضائية مهمة في وزارة العدل اللبنانية. كما عرف من الأسرة الطبيب الدكتور حسان ميرزا المختص بالطب الشرعي. كما عرف المحامي موفق ميرزا، كما برز رجل الأعمال السيد أسعد جورج ميرزا رئيس جمعية شركات الضمان في لبنان.
وعرف السادة: إبراهيم، أحمد، أنيس، تيسير، حبيب، حسن، حلمي، سعد الدين، سعيد محيي الدين، سعيد مصباح، شريف مصباح، عبد الرحمن مصباح، عبد القادر، عدنان، غازي، محمد، محمود، مصباح، ميرزا إبراهيم ميرزا، نجا فهيم ميرزا وسواهم. كما عرف من الطائفة الشيعية الطبيب الدكتور بهجت ميرزا صاحب مستشفى ميرزا.
ومما يلاحظ أن بيروت المحروسة شهدت أسرة ميرزا المسيحية عرف منها في عهد الانتداب الفرنسي يوسف ميرزا مدير عام مالية لبنان عام 1921، كما عرف من الأسرة المسيحية السادة: ادغار ميرزا، اسطفان، إلياس، جريس، جمال إلياس، جورج، جوني، حنا شمعون ميرزا، خير الله، صموئيل شمعون ميرزا، طوني، فرنسوا، نظير إلياس ميرزا وسواهم.
الرئيس القاضي سعيد ميرزا
ونظراً لإسهامات الرئيس القاضي سعيد ميرزا، في ميادين القضاء والقانون والإدارة والعدل، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة فيما يلي:
الرئيس القاضي سعيد ميرزا (1944- ):
1- من مواليد بيروت المحروسة في 30/7/1944، تلقى دروسه الابتدائية والثانوية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.
2- عيّن قاضياً متدرجاً في معهد الدروس القضائية عام 1967، وقاضياً أصيلاً ومحامياً عاماً لدى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان عام 1971.
3- عيّن قاضياً للتحقيق في جبل لبنان 1981، ورئيساً لمحكمة استئناف الجنح في جبل لبنان 1990.
4- عيّن قاضياً أولاً للتحقيق في بيروت 1992، ورئيساً أولاً لمحاكم استئناف الجنوب 1999 بعد اغتيال القضاة الأربعة في قصر عدل صيدا، ثم رئيساً لمحكمة الجنايات في جبل لبنان عام 2002.
5- عيّن رئيساً لمحكمة التمييز الجزائية عام 2004 ثم نائباً عاماً لدى محكمة التمييز عام 2005.
6- أحيل على التقاعد في 30/7/2012 وعيّن مستشاراً لدولة رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية والقضائية بتاريخ 2/10/2012 ولا يزال.
7- تولّى خلال مسيرته القضائية التحقيق العدلي في جرائم اغتيال فخامة رئيس الجمهورية الشيخ بشير الجميل، وفخامة رئيس الجمهورية الأستاذ رينيه معوض، والمستشار الأول في السفارة الأردنية في بيروت نائب عمران المعايطة، ومحاولة اغتيال دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، ومحاولة اغتيال رئيس وأعضاء الجبهة اللبنانية في دير مار جرجس عوكر.
8- تولّى خلال ممارسة مهامه كقاضي تحقيق أول لمدينة بيروت، التحقيق في قضايا عديدة أهمها قضايا اختلاس الأموال والتزوير الجنائي في ملفات الرواسب النفطية، الجمارك، الضمان الاجتماعي، البورصة، البيئة، المالية والتي قتل فيها أحد الموظفين، وكذلك قضيتي الإفلاس الاحتيال واختلاس الأموال في بنك المشرق وبنك الازدهار، وقضية الجيش الأحمر الياباني، وملف اغتيال الوزير السابق هنري فرعون.
9- تم تعيينه رئيساً للجان الاستملاك في محافظتي جبل لبنان وبيروت ورئيساً للجنة إعادة النظر بالرسوم والغرامات، ولجنة تنظيم مصلحة الطب الشرعي والأدلة الجنائية، ولجنة إعادة النظر في القانون المختص بصنع العرق وبتنظيم الكحول الصناعية، ورئيساً للمجلس التأديبي الخاص بالمساعدين القضائيين، وعضواً أصيلاً في مجلس إدارة صندوق تعاضد القضاة لمدة خمسة عشر عاماً، وعضواً في المحكمة المصرفية الخاصة لمدة 14 عاماً ثم رئيساً لها لمدة عامين.
10- تولّى الإشراف على التحقيقات الأولية والاستنطاقية والادعاء العام أمام المجلس العدلي في جميع جرائم التفجير وإطلاق النار التي أسفرت عن اغتيال ومحاولة اغتيال وتخريب منذ 1/10/2004 (محاولة اغتيال الوزير السابق والنائب مروان حمادة) ومن ثم اغتيال دولة رئيس مجلس الوزراء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والنائب باسل فليحان ورفاقهما، واغتيال كل من الصحافي سمير قصير والأستاذ جورج حاوي والنائب جبران تويني والوزير بيار الجميل والنائب وليد عيدو وابنه المحامي خالد، والنائب أنطوان غانم والعميد فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد، ومحاولة اغتيال الوزير السابق الأستاذ إلياس المر والصحافية الدكتورة مي شدياق، إلى جانب ملف تفجير باص للركاب في بلدة عين علق - المتن، وأحداث مخيم نهر البارد وتفجير باص للجيش اللبناني في محلة التل – طرابلس، وباص آخر للجيش اللبناني في محلة البحصاص – طرابلس.
11- ترأس الوفد اللبناني إلى المؤتمر العربي لرؤساء النيابات العامة في قطر عام 2005، وفي الأردن عام 2006 وفي الرياض عام 2008، ثم في الدوحة 2008.
12- انتدب للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الثاني للعدالة في قطر 2008، وفي المنتدى العالمي السادس لمكافحة الفساد وحماية النزاهة في قطر 2009، وفي مؤتمر روما لرؤساء وأعضاء مجالس القضاء الأعلى عام 2001، وفي المؤتمر العربي لرؤساء النيابات العامة والمؤتمر الإقليمي حول المحكمة الجنائية، في قطر عام 2010 وعام 2011، ومؤتمر حول تطوير التحقيقات الجنائية في المملكة المتحدة – بريطانيا عام 2011.
13- قُبل في منصب الشرف برتبة نائب عام لدى محكمة التمييز، ومنحه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديراً لعطاءاته المميّزة في حقل القضاء، وقلدّه إياه في القصر الجمهوري يوم إحالته على التقاعد في 30/7/2012.
هذا، ولا يمكن أن تنسى بيروت المحروسة والبيارتة الموقف الداعم والجريء والحازم من قبل الرئيس القاضي سعيد ميرزا والخاص بقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سواء على الصعيد اللبناني أو على الصعيد الدولي، أو صعيد المحكمة الدولية في لاهاي.
هذا، وقد برز من آل ميرزا كوكبة من المحامين والأطباء والمهندسين والأساتذة الجامعيين والقضاة ورجال الأعمال والمصرفيين، نذكر منهم على سبيل المثال:
1- المحامون: موفق ميرزا، بسام ميرزا - أستاذ القانون المدني في الجامعة اليسوعية، مصباح ميرزا، منى ميرزا.
2- الأطباء: الدكتور بهجت ميرزا – النبطية، الدكتور حلمي بهجت ميرزا – النبطية، الدكتور حسان مصباح ميرزا – بيروت.
3- المهندسون: محمد سعيد ميرزا– هندسة ميكانيك، كمال رياض ميرزا – هندسة كومبيوتر.
4- الأساتذة الجامعيون: د. نبيل محمد خير ميرزا – أستاذ محاضر في جامعة بيروت العربية في المعلوماتية، هنادي سعيد ميرزا – أستاذة اللغة الإنكليزية في كلية التربية في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات، د. عبير محمد خير ميرزا – أستاذة الأدب العربي في جامعة السوربون.
5- القضاة: سعيد مصباح ميرزا.
6- رجال أعمال: أسعد جورج ميرزا – رئيس مجلس إدارة شركة تأمين – ورئيس جمعية شركات الضمان في لبنان، ريمون ميرزا – صاحب مؤسسة سياحية في بلدة كفون قضاء جبيل.
7- المصرفيون: حسن ميرزا، هيلين ميرزا.
أما ميرزا لغة، فإنها مشتقة من كلمتين مشتركتين من اللغة العربية واللغة الفارسية، فالأولى «مير» وتعني «أمير» و«زا». كما يرى بعض الباحثين، بأن من أُطلق عليه لقب «ميرزا» هو الشخص الذي يكون نسبه من حيث الأم من بني هاشم، ومن سلالة النسب النبوي الشريف، في حين أن والده من الأمراء. ويرى البعض الآخر بأن ميرزا قد يكون من سلالة الرسول محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) من ناحية الوالدين، وبجميع الأحوال فهو مير (أي أمير) ولا يقال له سيد.
ويشير «المعجم الجامع في المصطلحات العثمانية» ص (219-220) للمؤرّخ الدكتور حسان حلاق ود. عباس صباغ، بأن مصطلح ميرزا من «مير» مخفف أمير العربية، و«زا» مخفف «زاده» بمعنى الابن والولد، فتصبح ميرزا ابن الأمير. وقد أطلقت لقباً في إيران وفي الأسرة التيمورية قديماً، وإذا استعملت قبل الاسم فهي لقب لبعض أصحاب المناصب، وقد ترد بلفظ «مرزه» وهو لقب لعائلات في إيران ولبنان وبلاد الشام.
العلّامة الشيخ سعيد ميرزا (الجد) مؤسس العائلة في بيروت منذ العهد العثماني